بروفايل: إيناس عبدالدايم.. سيدة القلعة

09:07 م | السبت 20 أغسطس 2016

على مسافة قريبة من التاريخ السحيق، تقف السيدة، تراقب باهتمام بالغ ترتيب الفعاليات، هنا تمتزج الموسيقى العربية بجدران قلعة صلاح الدين العتيقة، يصبح الزمن مجرد لحظة فى حضرة الفن، ويتخلل الغناء وجدان الحضور لتتوقف الحياة بمعناها التقليدى، وتبدأ حياة جديدة يعمها السلام على أنغام القانون وهو يداعب أنين المزمار قبل أن تشدو غالية بن على: «أوَتذكر.. أول صلاة للسماء حينما صعد الدعاء، ووقفت تهتف فى العلن بقلب مؤمن يؤتمن، أنا ابن مائك يا سماء»، تنطلق الدورة الـ25 من مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، الذى يحتفل بيوبيله الفضى هذا العام فيما تحافظ إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية على موقعها وهى تراقب باهتمام بالغ ما يجرى داخل القلعة.

ارتبط مهرجان القلعة باسم إيناس على مدى السنوات الماضية، وارتبط نجاحه بنجاحها فى تنظيمه بالصورة اللائقة التى تفتقدها مجموعة كبيرة من الفعاليات الفنية مؤخراً، فوقفت بجانب وزير الثقافة تعلن بكل فخر عن بداية فعاليات المهرجان وهى تصافح المكرمين، وترحب بالحضور، مؤكدة أن الفن جزء أساسى لبناء المجتمع، والأوبرا ما زالت قلعة حصينة أمينة على الموسيقى والغناء فى مواجهة الأفكار الظلامية المتطرفة.

لم تكن الطفلة الصغيرة «إيناس»، التى التحقت بكونسرفاتوار القاهرة لتتعلم العزف على آلتها المفضلة «الفلوت»، تعرف أنها ستصبح أول سيدة مصرية تترأس دار الأوبرا المصرية فى مرحلة فارقة من التاريخ، حتى عندما تدخل وزير الثقافة الإخوانى لإقالتها من منصبها، رفضت قيادات الأوبرا أن تحل مكانها بسبب نشاطها وتميزها المشهود لها بهما، ولذلك لم تتوقف دارستها على تخرجها فى الكونسرفاتوار فقط، فكانت مجرد بداية الطريق حتى حصلت على منحة دراسية فى باريس وخلال تلك الفترة عملت على الماجستير والدكتوراه فى آلة الفلوت وحصلت عليهما من المدرسة العليا للموسيقى فى فرنسا، بالإضافة إلى مجموعة من الدبلومات فى تخصصها الفنى، بجانب مجموعة كبيرة من الحفلات مع أوركسترا اليونيسكو الدولى، وأوركسترا كونسرفاتوار القاهرة.

وخلال فترة رئاستها لدار الأوبرا نجحت «إيناس» فى إعادتها لمكانتها مرة أخرى وعصرها الذهبى والتركيز على القوى الناعمة للفن المصرى، حيث استضافت مجموعة كبيرة من الفرق العالمية لتقدم عروضها على خشبة الأوبرا المصرية بالإضافة إلى مجموعة من الحفلات التى قدمتها فرق الأوبرا فى الخارج، وحصلت «عبدالدايم» على مجموعة كبيرة من الجوائز والتكريمات سواء بالنسبة لها كعازفة متميزة أو قائدة قوية لـ«دولة الأوبرا»، كما يطلق عليها عشاقها.