بروفايل: مصطفى حسين.. فى حضرة الغياب

كتب: نورهان نصرالله

بروفايل: مصطفى حسين.. فى حضرة الغياب

بروفايل: مصطفى حسين.. فى حضرة الغياب

ما زال حاضراً فى أذهان الجميع، على الصفحة الأخيرة من جورناله المفضّل، وفى معارض تحمل اسمه وتعرض أعماله للجمهور مرة أخرى، لم تفتقده سوى ريشته التى اعتاد أن يحملها، يمزج بها الخطوط والألوان ويخط بها هموم الشعب، لينتزع منهم الضحكة وسط كآبة الأخبار المحيطة، ورغم مرور عامين على رحيله فإن مصطفى حسين، ما زال حياً بالأفكار التى أتقن بها التعبير عن الشعب بريشته الأنيقة.

وجد الشاب الذى تخرّج فى قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة عام 1953، طريقه إلى الصحافة بسهولة بعدما التحق بمؤسسة دار «الهلال»، لكن لم يكن يعلم أنه سيكون رسام الكاريكاتير الأهم فى تاريخ مصر خلال عقود طويلة، تاركاً إرثاً فنياً يملأ معارض فنية، رغم أن عمله فى البداية كان مقتصراً على تصميم الأغلفة فى مجلة «الاثنين»، حتى بدأ العمل رسام كاريكاتير فى مجموعة من المطبوعات المهمة، بداية من «المساء»، مجلة «آخر ساعة»، وصحيفة «أخبار اليوم»، التى استمر بالعمل بها حتى وفاته.

داخل «أخبار اليوم»، تشكلت علاقته بالكاتب أحمد رجب، ليُكوّنا معاً ثنائى الصحافة الساخرة الأشهر فى الصحافة المصرية طوال خمسين عاماً، ما بين شخصيات كثيرة خلقتها أفكار «رجب» ورسوم «مصطفى»، التى لاقت نجاحاً كبيراً فى الشارع المصرى بالشكل الذى رفع توزيع جريدة «أخبار اليوم»، كان منها «فلاح كفر الهنادوة»، «عبده مشتاق»، «الكحيت» و«على الكومندا»، ووصل الأمر إلى تقديم تلك الشخصيات فى مسلسل تليفزيونى بعنوان «ناس وناس»، إخراج رائد لبيب، وبطولة عدد من النجوم، من بينهم: أحمد راتب، وحيد سيف ومحمد هنيدى، حتى الموت لم ينجح فى إبعادهما، ليرحل أحمد رجب بعد وفاة مصطفى حسين بشهر واحد عام 2014.

لم تقتصر إبداعات «حسين» على الصحافة فقط، بل أعطى مجهوداً كبيراً لفن الكاريكاتير بشكل خاص، بداية من المساهمة فى تأسيس مجلة للرسم عام 1964، كما اشترك فى تنفيذ أول فيلم رسوم متحركة بتقنية «3D»، مع مؤسسة السينما، فضلاً عن رئاسة تحرير «مجلة الكاريكاتير» عام 1989، كما شغل منصب نقيب الفنانين التشكيليين، بالإضافة إلى عضوية هيئة تدريس كلية الفنون الجميلة.


مواضيع متعلقة