بروفايل| محمد حسان وسيط المصالحة

كتب: سعيد حجازى

بروفايل| محمد حسان وسيط المصالحة

بروفايل| محمد حسان وسيط المصالحة

 

على كرسى وثير يجلس بجلبابه الأبيض، ولحية بيضاء تفوح منها روائح المسك الحجازى، وإلى جواره شيخان، يتحدثون جميعاً عن شهادة وصفها بأنها «لله ثم للتاريخ»، فضح فيها ألاعيب جماعة الإخوان، وبرَّأ الدولة مما حدث فى فض اعتصامَى «رابعة» و«النهضة»، ومن ثم حمَّل قيادات «الجماعة» المسئولية كاملة، قائلاً: «منذ ثلاث سنوات وإخواننا يأكلون فى لحمنا ويخوضون فى عرضنا».

وضع الشيخ محمد حسان للمصالحة بين الدولة و«الجماعة المحظورة» شرطين أساسيين لنجاحها: الأول يتمثل فى صدق النوايا، وأن يتجرد أصحاب النزاع من المصالح الفئوية أو الشخصية، على أن يكون الانتماء لله ثم للوطن وليس لحزب ولا جماعة، أما الشرط الثانى فهو إعلاء العدل والحق، مدللاً على صحة حديثه بقوله: «إذا سقطت مصر ستسقط الأمة كلها».

بعد فض اعتصامَى «رابعة» و«النهضة»، نزل «حسان»، المولود فى مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية عام 1962، بصُحبة الشيخ محمد حسين يعقوب إلى ميدان مصطفى محمود، حيث اعتصام مجموعة من المنتمين لـ«المحظورة»، كما يروى، الأمر الذى جعلهم يقولون بأنه يشاركهم الاعتصام، إلا أنه سرعان ما أكد أن نزوله من أجل حقن الدماء وحماية الشباب، سبقته مشاركته فى محاولات تهدئة شباب ثورة «25 يناير» فى الأيام الأولى لاندلاعها، عندما وجَّه اليهم كلمته صباح يوم «جمعة الغضب»، دعاهم فيها لحفظ الأنفس والأرواح وأرجاء الدولة.

خاض أستاذ الحديث ومناهج المحدثين فى جامعة القصيم بالسعودية، والحاصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف من الجامعة الأمريكية بلندن فى رسالته العلمية المقدمة بعنوان (منهج النبى فى دعوة الآخر)، حروباً عديدة مع من وصفهم بـ«العلمانيين»، ودعا الدولة إلى عدم ترك مَن يتطاولون على أركان وأصول وثوابت الدين الإسلامى، واصفاً مَن يسعى لهدم الأصول بأنه «مُشعل للنار».

بدأ «حسان» رحلته العلمية فى كُتّاب قريته وهو فى الرابعة من عمره، وعندما بلغ الثامنة كان قد أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً، بعدها بعشر سنوات سافر إلى الأردن ليتتلمذ على يد الشيخ الألبانى قبل أن يعود إلى القاهرة ويلتحق بمعهد الدراسات الإسلامية، بعد انتهاء مرحلته الجامعية، لينطلق بعدها إلى عالم الدعوة محملاً بفقه محمد بن صالح العثيمين.


مواضيع متعلقة