محمد الدرينى: من يتاجرون بقضيتنا كانوا «قباقيب» فى أرجل أمن الدولة

محمد الدرينى: من يتاجرون بقضيتنا كانوا «قباقيب» فى أرجل أمن الدولة
محمد الدرينى يرى أنه شيعى مصرى يرفض كل محاولات التبعية ومناقشة القضايا بطريقة مذهبية، ويصر على أنه يرفض المراهنة على إيران، ويرى أن حل مشكلة الشيعة فى مصر يتمثل فى إيجاد كيان رسمى لآل البيت وليس للشيعة، مشيراً إلى أن تياراً شيعياً خرج بعد الثورة ليخدم أجندة بعينها، ويلعب دور أداة التسويق، فى استبدال الصراع العربى الصهيونى بصراع شيعى سنى.
* فى الوقت الذى بدأ يطفو على السطح الحديث عن الشيعة بعد الثورة، رأينا آخرين كثيرين يتحدثون باسمهم، فهل ذلك توزيع أدوار؟
- هذا نتاج الثورة، وأرى أن هذه المسميات الكثيرة التى ظهرت هى محاولة لإظهار نماذج معينة لاستبدال صراع بصراع، ونحن فى مصر حالة خاصة مرتبطة بأجندة وطنية وخلفيتها الثقافية، ونحن كقوى جذرية تصدينا لكل المحاولات، ولكن بعد الثورة خرج تيار ليخدم أجندة بعينها، حيث استُخدم كفزاعة وأداة تسويق، لاستبدال الصراع العربى الصهيونى بصراع شيعى سنى.
* ما الفرق بينكم وبين القوى التى تخدم أجندات أخرى؟
- نحن غير تلك القوى التى وُجدت بعد يناير، تلك التى ثبت أن بعضها مرتبط بمركز التشيع فى «إيران»، أو أمريكا، والساحة ليست مكتظة بأولياء الله، لكننا نعبر عن أنفسنا ومحيطنا، وما زلنا نعانى الحصار، أما هم فهم من اختطفوا المشهد لخدمة أجندات أخرى.[Quote_1]
* كيف اختطفت القوى الأخرى المشهد؟
- عبر بعض التلفيقات التى أُلصقت بالشيعة عبر التاريخ، والتى سقط منها ما سقط، وعلق منها ما يوظف فى الإعلام عن طريق مشايخ بعينهم يخدمون أجندة إقليمية بعينها لا علاقة لنا بها لكى نحصد مشكلات من ورائهم، ولكنها فرضت سياسة التفزيع، أما القوى الجذرية من شيعة مصر فلا علاقة لهم بذلك، وطلبنا نحن «البتول» اعتبار الأزهر هو مرجعية لنا ولكل المسلمين، لأن مصر قبلة لكل آل البيت العرب، وكل ذلك يبلور توجهنا بعيداً عن صراعات إقليمية تستلب وطنيتنا، وأتوقع أن يحدث هذا مستقبلاً لأننا نريد الحفاظ على مكوناتنا، والمذهب الجعفرى لم يكن غريباً عن المذاهب الأربعة، ونحن كمصريين نعظم الأزهر.
* لماذا اختار بعض من كانو معك التوجه الآخر الذى تنتقده والمقصود به إيران؟
- لعلك تقصد أحمد صبح، فهو خرج مثل الذين خرجوا وذاقوا حلاوة الذهاب والعودة من طهران، وهم اختاروا طريقاً ونحن اخترنا طريقاً آخر.
* لكن الغريب أنك كنت تسوّق لمشروع العتبات المقدسة السياحى لإحضار سياح إيرانيين إلى القاهرة؟
- مشروع العتبات اعتُمد آخرون لتنفيذه، لأننا نراهن على مصر ولا نراهن على إيران كى تعطينا ما تعطى وتمنع عنا ما تمنع، ونحن لا ننتظر منها أى شىء، ولدينا مشروعات أخرى.
* هل تغيرت خطة المشروع من أجل استخدامه فى تسويق المذهب الشيعى عبر السياحة الدينية؟
- يخطئ من يعتقد أن إيران تستند لفكر آل البيت أو أنها تسوق لمذهب، الطائفية فى رؤوسنا فقط، ولماذا لا تبلور مصر أيديولوجية لنفسها، فلا يُعقل أن تكون هناك أكثر من 20 رحلة يومية من الدول العربية إلى طهران، ولا توجد رحلة مصرية واحدة إليها، ولا يمكن أن يتجاوز حجم الاستثمارات 20 ملياراً مع دول الخليج وهى الدول التى اختلفنا من أجلها مع إيران، ولا يوجد أى تبادل مع مصر، لكن فى النهاية أنا ضد أى مسألة تقوم على المد الشيعى، لأننى أعتبره مداً فارسياً وليس شيعياً.[Quote_2]
* كيف يمكن التصدى لهذا الخطر؟
- للأسف أنتم تتعاملون مع الشيعة كأنهم مؤسسة كبيرة، فإذا كانت الدولة لا تعترف بعددهم، ولا يوجد لهم مؤسسة تتحدث باسمهم، فكيف يوجد الخطر؟ المسألة فى تقديرى يجب أن يكون لها مساحة من التفكير المصرى، حتى يكون الشيعة المصريون مرتبطين بأجندة بلدهم، وفى النهاية لا خوف منهم لأنه لا مستقبل فى مصر لشيعى مرتبط بأجندة خارجية، وأنا شخصياً كل علاقاتى بأهل السنة، وأطلقت المبدأ: «قل أتباع آل البيت ولا تقل الشيعة»، لكى نحتفظ بمسمياتنا، ولا نقلد ما يحدث فى العراق وإيران.
* رغم أنكم بعد الثورة حصلتم كباقى الشعب على حرياتكم، فلماذا لم تتفقوا على مرجعية واحدة؟
- يمكن أن يكون ذلك بسبب الاختلاف على المصالح، وانظر المختلفين يتبعون من، وهل يتبعون جهة واحدة، وستعرف هذه الأجندات، والأمر لا يرتقى لتوزيع أدوار، لكننى أعتقد أنه يعود للمصالح التى تصدر إلينا، وأنا بدورى لا أتابع أصحاب الأجندات، ولا يهمنى متابعتهم، وأضع عليهم علامات استفهام، لله وللوطن.
* هل قمت بأى محاولة للتنسيق معهم لإيجاد تيار وطنى مصرى؟
- هذه المهمة صعبة، ففى يوم من الأيام التقيت بالقيادى صالح الوردانى، وقال لى هؤلاء سيبيعونك، وهذا ما حدث، حيث استولوا على صحيفة آل البيت التى أملكها فأيدوا فيها التوريث، واليوم عادوا جميعاً لخطف المشهد منا ليتحدثوا عن الثورة، ولكننا سنشق طريقنا.
* لكنهم يعتبرونك قومياً عروبياً وليس شيعياً، ولا يجوز لك التحدث باسمهم؟
- من يقول عنى ذلك لا يستحقون أن أذكرهم، لأننى لن أسب الصحابة مثلهم، والرسول قال «بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فأين كانوا يوم كانت المعارك حامية الوطيس، هؤلاء كانوا يتاجرون بقضيتنا، وكانوا «قباقيب» فى أرجل أمن الدولة، ولن أتوحد مع هؤلاء إلا حينما تكون هناك مشتركات، ولن ألتقى مع مشروع غير مصرى.[Quote_3]
* على مستوى قضايا الشيعة هل أنت متفائل بمشهد السلفيين والإخوان بعد الثورة؟
- أنا لى صداقات بعدد منهم، كعبود الزمر، لكن ما يقلقنى أنهم يضطهدوننا بحجة إيران، وبسببها صرنا مجوساً وفرساً، ووقع علينا الاضطهاد، رغم أنهم لو دققوا سيجدون عكس ذلك، لكننى أتوقع أنهم لن يبقوا كثيراً فى المشهد، لأنهم كانوا عملاء، ويناوئون الثورة، ووجدوا الآن بفعل إرادات سياسية فى المنطقة، وأعتبرهم من ملاحقى الحرية، ونحن فى مشهد سياسى، ولن يبقى فيه إلا من يحترف السياسة، وأما عن تجربة الإخوان فأنا أراها فى خطر، بسبب مجمل السياسات الخاطئة التى يفعلونها.
هل أنت منزعج من وجود عنف شيعى سنى فى مصر؟
- منزعج جداً، وتوقعت ذلك، وأعربت عن مخاوفى، ولذا أطالب بمرجعية شيعية رسمية، ونحن كتجمع جذرى فى مصر، أعلنا دعوتنا لتجمع شيعى عربى، ربما تعتبره إيران انتقاصاً من وزنها، ولكننا نعالج استلاب وطنيتنا لحساب الغير، وحتى لا نكون مفرمة لأى أنظمة، وتشاورت مع كثيرين فسعدوا جداً، ومنهم حركة الحوثى التى تعانى مثلما نعانى لأنهم محسوبون على إيران، وأكشف عن مساعى جرت وتجرى الآن للعمل من أجل ذلك.
أخبار متعلقة:
«الوطن» ترصد خطر «المد الشيعى» فى مصر
مزارات الشيعة من الإسكندرية لأسوان يتفق فى حبها المصريون ويعدها الشيعة رمزاً لمذهبهم
ثلاثية «الدم والسيف»: «الحسين.. عاشوراء.. كربلاء»
بهاء الشيرازى: دول الغرب استخدمت «الخوميني» لتقسيم المنطقة من جديد
عائد من «طهران» يكشف رحلات تجنيد المصريين: عائلات كاملة بالجيزة «تشيعت»
خريطة القوى الشيعية في مصر.. 4 قوى رئيسية أهمها "آل البيت"
القيادى الشيعى سالم الصباغ: علاقتنا بإيران طبيعية.. ولا يوجد لنا تنظيمات فى مصر