الرزق حسب الأزمة: المياه تقطع.. و«التوك توك» يشتغل

01:54 ص | الأربعاء 06 يوليو 2016

بدا المشهد هكذا «عربة لنقل المياه تابعة لشركة مياه الشرب تقف بأحد الشوارع الرئيسية، ونساء ورجال وأطفال يحمل كل منهم قارورة أو وعاء بلاستيكياً أو إناء حديدياً، ما بين شد وجذب يصل أحياناً إلى السباب والضرب، والهلع يسيطر على وجوه الجميع»، على مقربة من هذه التفاصيل تراصت عشرات «التكاتك» بعدما لاح لهم من الأزمة بعض الفرج، فكل شخص وقف ليملأ وعاء أو «جركن» يعتبر زبوناً يبحث عن «توك توك» ليوصله إلى بيته.

سرت الشائعة كالنار فى الهشيم «المياه هتقطع لحد بعد العيد»، وبدت مرعبة وقاسية ودفعت الأهالى إلى الحيرة، لا سيما ربات البيوت، ودون تحذير مسبق استيقظ سكان شبرا الخيمة على انقطاع غير معلوم السبب للمياه دام لـ48 ساعة، الأمر الذى دفع شركة مياه الشرب لتقديم 3 عربات لتوزيع المياه مجاناً، وللمرة الأولى فى تاريخ المنطقة.

يقف محمد سيد والبسمة على وجهه محدثاً صديقه: «الواحد ما كانش متوقع يشتغل كده، ده أنا عملت فلوس فى ساعة أكتر من شغل اليوم بطوله» ليبتسم صديقه ساخراً: «يا عم يا ريتها تقطع كل يوم، ده إحنا هنعمل فلوس قد كده»، يتحدثان أثناء انتظار دورهما فى الصف الطويل من «التكاتك» لنقل زبون والعودة سريعاً للطابور مرة أخرى الذى بدا منظماً أكثر من الواقفين حول عربة المياه «الرزق موجود بس إحنا ندور عليه، ولما ييجى نمسك فيه صح، والميّه لما اتقطعت لم نتخيل إنها هتبقى سبب فى رزقنا، وبقالى ساعتين رايح جاى أودى زباين وأجيب زباين»، هكذا عبر «محمد» الذى لم يتوقف التوك توك الخاص به عن العمل لتقاطعه صوت سيدة خمسينية «ودينى شارع ناصر يا ابنى ربنا يخليك» ليساعدها فى وضع أكثر من 3 جراكن ملأتها بالماء داخل التوك توك.

اهتمام موظف عربة المياه بتوزيعها لم يقلّ عن اهتمامه بالشرح، والتوضيح للمواطنين سبب الانقطاع «الميَّه قطعت بسبب كسر فى ماسورة صرف رئيسية، وهتتصلح بسرعة، والميَّه هترجع بس الناس بتطلع إشاعات ومخوفة نفسها على الفاضى، وإحنا دفعنا بعربيات عشان اللى بتجهز أكل للفطار».