«شعب عاطفى بطبعه».. أكبر كذبة فى حياة المواطن المصرى

كتب: محمد شنح

«شعب عاطفى بطبعه».. أكبر كذبة فى حياة المواطن المصرى

«شعب عاطفى بطبعه».. أكبر كذبة فى حياة المواطن المصرى

«شعب عاطفى بطبعه»، صورة نمطية ترسخت فى ذهن المواطن المصرى، وصار يتداولها على مدار حياته كحقيقة مسلم بها، وتتردد على لسانه دون أن يفكر فيها، ويتأمل فى واقعه الملىء بقيم غير أخلاقية وظواهر سلبية، سطت على كل شىء فيه، وصارت منهجاً فى حياته. «شعب عاطفى إزاى، واحنا بنشوف كل يوم الأخ بيموّت أخوه، والأب يخنق ولاده، والابن يدبح أمه»، كلمات تخرج مخنوقة من «محمد مسعد» شاب فى منتصف العشرينات، لا يصدق تلك المقولة، التى كلما يسمعها، وينظر من حوله، يرى ارتفاع معدلات الجريمة، والسرقة، والنهب، والغش، وعقوق الوالدين من حوله، فيصب جام غضبه على كل من يتفوه بها أمامه.

الإحصائيات المنشورة عن ارتفاع معدلات الجريمة، تنفى عن الشعب المصرى صفة «العاطفة»، فالمعدلات عقب ثورة 25 يناير ارتفعت بمقدار 4 مرات عما كانت عليه، كما أن ترتيب مصر فى قائمة التحرش العالمية صار الثانى عالمياً بعد أفغانستان، ووفقاً لإحصائيات المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، فهناك ما يقرب من 20 ألف حالة تحرش واغتصاب تقع فى مصر سنوياً، 85% من ضحايا تلك الجرائم من الأطفال.

مواقف كثيرة يحكيها «محمد» عن التعامل غير الإنسانى فى حياة المصريين، فلا ينسى ما تعرض له من ظلم واضطهاد فى عمله السابق، «فاكر يوم ما مراتى تعبت، واستأذنت من مديرى فى الشغل ورفض، وخصم لى يوم كامل، بالله عليك فين العاطفية ولا الإنسانية فى اللى أنا بقوله»، كما يستعيد أمامه ما يراه من مشاهد استغلال وجشع وتعامل غير محترم من جانب بعض سائقى الميكروباص، فيقولها بسخرية: «يعنى فيه مواطن عاطفى بيشرب مخدرات ويسب الدين للركاب، ويركب اللى على مزاجه، واللى مش عاجبه ينزل؟ كلمة إحنا شعب عاطفى دى كدبة كبيرة بنضحك بيها على نفسنا».


مواضيع متعلقة