"مسحراتي بـ"­كمان".. محمد فوزي يوقظ المصريين لـ"السحور" (دولة المسحراتية 2)

كتب: محمود عباس

"مسحراتي بـ"­كمان"..  محمد فوزي يوقظ المصريين لـ"السحور" (دولة المسحراتية 2)

"مسحراتي بـ"­كمان".. محمد فوزي يوقظ المصريين لـ"السحور" (دولة المسحراتية 2)

"يا عباد الله وحدوا الله، أنا أمدح المولى الغفور الودود، اللي تجلت رحمته في الوجود، الأرض والسماوات عليّا شهود".. تلك الكلمات، المصحوبة بنغمات عذبة، بثتها الإذاعة المصرية في الليلة الأولى لشهر رمضان عام 1955، ليفاجأ مستمعو الأثير بصوت عشقته قلوبهم ينشد أغنية لم يألفوا صوته مؤديا مثلها، فهي ليست أغنية عاطفية أو وطنية أو تحوي حنانا يليق بالأطفال، ولكنها واحدة من أوائل الأغنيات التي رسخّت لمواويل "المسحراتي".

الأغنية التي كتب كلماتها شاعر البسطاء بيرم التونسي، لم تكن شبيهة بالأغنيات المعهودة على لسان "المسحراتي"، بل كانت عبارة عن موشح أو ابتهال ديني يتضرع به صانعوه إلى الله مع قدوم الشهر الفضيل، يرسلون دعوات خالصة بقبول صالح الأعمال وحماية أمة الإسلام، ولا يلاحظ سامعها إلا أنها أغنية يشدو بها "مسحراتي"، إلا حينما يسمع آلة "الكمان" تحدث أصواتا قريبة من طبول "المسحراتية" التي يحفظها المصريون جيدا منذ عهد الفاطميين.

رغم عدم ظهور التليفزيون وقت تغنى الموسيقار محمد فوزي بـ"المسحراتي"، إلا أن مجلة "أهل الفن" أبت إلا أن تسد تلك الثغرة بموضوع صحفي نشرته في أول أيام شهر رمضان من العام نفسه، تظهر فيه صور للراحل محمد فوزي مرتديا جلبابا و"كوفية وقبعة"، تبدو هيئته قريبة من شكل "المسحراتي" الذي اعتاده الناس، ممسكا بيده طبلة كبيرة، في حين تلتقط له المجلة صورا وهو يشدو: "سبح إله العرش واخضع إليه، هو الوحيد اللي أنت رزقك عليه، الملك والملكوت عطية إيديه".

عدم شهرة "المسحراتي" بصوت والحان محمد فوزي، ربما كان سببها أنها لم تمتد لـ"30 حلقة" يومية كما فعل أصحاب الفكرة من بعده، ولم يتطرق فيها إلى ما يتعلق بطقوس المصريين خلال شهر رمضان، فضلا عن أنه لم يتم تنفيذ "مسحراتي محمد فوزي" تليفزيونيا مثلما فعل فؤاد حداد وسيد مكاوي في أواخر الثمانينات.


مواضيع متعلقة