عرفات "مسحراتي" في رمضان.. وبائع "ترمس" و"ليمون" باقي السنة

كتب: محمد عبد اللطيف الصغير

عرفات "مسحراتي" في رمضان.. وبائع "ترمس" و"ليمون" باقي السنة

عرفات "مسحراتي" في رمضان.. وبائع "ترمس" و"ليمون" باقي السنة

50 عاما من عمره، قضاها عرفات عبادي خليفة في عمله "مسحراتي" في شهر رمضان، ورغم اختلاف عادات الناس، وميلهم للسهر حتى الفجر أمام شاشات التلفاز، إلا أنه ما زال حريصا على مهنته، التي تشتهر بها عائلته منذ أكثر من 150 عاما. يجهز عرفات "عدته"، ويخرج في الواحدة والنصف صباح كل يوم ليوقظ أهالي منطقة "نجع علوان" جنوب الأقصر، على صوت "الطبلة" الصغيرة، أو ما يطلق عليها "طبلة المسحراتي"، وعلى صوته وهو ينادى "اصحى يا نايم.. وحد الدايم"، وهو الصوت الذي أضحى يخرج بصعوبة بسبب متاعبه الصحية، حيث لا يستطيع في بعض الأيام أداء عمله، فيساعده في ذلك شقيقه الأصغر. وعن المقابل الذي يحصل عليه عرفات، نتيجة لعمله، يقول "الناس بتعطيني بسكوت أو كنافة، وأحيانا فلوس، واهو أي حاجة تساعد، لأن الحياة بقت صعبة قوي، وانا بجري على 6 عيال، وامهم ماتت من سنة بسبب السرطان". ويضيف "عرفات"، "بعد انتهاء شهر رمضان، أبيع الليمون والترمس أمام المدارس، أو أذهب بالحمار إلى بعض القرى القريبة من مسكني، حيث تدر عليّ هذه المهنة، من 7 إلى 12 جنيها يوميا". يتابع عرفات "أسكن في بيت مسقوف من جريد النخيل، يمكن أن يسقط في أي وقت على رؤوس أبنائي، كما حدث خلال الأمطار الشديدة، التي سقطت منذ عدة أشهر، حيث انهارت أجزاء كبيرة من السقف". ويطالب "عرفات"، المسؤولين في الأقصر، بتعيين أحد أبناءه "عامل نظافة" في أي مجلس قروي أو مجلس مدينة، ليهون على الأسرة بعض مصاعب الحياة.