"الحلوى والمحتسب والمسحراتي"أشهر مظاهر الاحتفال في عهد عمرو بن العاص

كتب: أماني عزام

"الحلوى والمحتسب والمسحراتي"أشهر مظاهر الاحتفال في عهد عمرو بن العاص

"الحلوى والمحتسب والمسحراتي"أشهر مظاهر الاحتفال في عهد عمرو بن العاص

شهر كريم يأتي للأمة الإسلامية كل عام ليملأ بيوتهم بالفرحة، ويستقبله المسلمون بتعليق الزينات وإقامة الولائم، استعدادًا لقدومه، وعلي الرغم من أن رمضان مميز لدى الأمة الإسلامية في كل دول العالم، إلا أن رمضان في مصر له سحر خاص يمتاز به منذ قديم العصور التي مرت عليها. "اللمة" هي أشهر العادات الرمضانية المصرية، حيث تجتمع الأسر، وتقام الولائم وتعلق الزينات، وتضاء الشوارع بالمصابيح، وتعلو أصوات المصلين في صلاة التراويح، وعلى الرغم من تشابه رمضان في معظم العصور المصرية إلا أن كل حاكم مصري كان له طقوسه المميزة التي يقوم بها تجاه شعبه خلال شهر رمضان المبارك. ويقدم الدكتور محمود إبراهيم حسين، أستاذ الأثار الإسلامية بجامعة القاهرة، لـ"الوطن" أهم مظاهر الاحتفال بشر رمضان في عهد عمرو بن العاص، والعرب والمسلمين القدامى. كان العرب في عهد عمرو بن العاص، مولعين بتناول الكنافة والقطايف والإكثار من الحلوى خلال شهر رمضان، كما كانوا يسرفون في عمل الطعام والولائم في شهر رمضان على وجه الخصوص. وكان المسلمون منذ القدم يقولون "إن كل طعام بدون حلوى يعد ناقص"، إذ كانوا يعتقدون أن تناول الصائم للحلويات يساعده على استرداد صحته التي أفتقدها خلال الصيام، وقال وهب بن منبه "إذا صام الرجل زاغ بصره، فإذا أفطر على الحلوى رجع إليه بصره". وذكر أن "معاوية بن أبي سفيان" هو أول من تناول الكنافة من العرب، إذ وصفها له الأطباء بعد أن شكى من الجوع خلال الصيام، ويقال إن صناعة الكنافة بدأت في مصر وتفنن أهلها في تنويع أشكالها وأصنافها، وأثار اهتمام الرحالة الأوروبيين بها وكانوا يطلقون عليها اسم "المكرونة المصرية" إلا أنها اتشرت في كافة أرجاء العالم واستمرت صناعتها خلال شهر مضان حتى الأن. ومن المرجح أن ابتكار فانوس رمضان بدأ في الشام ثم انتشر وانتقل إلى مصرفي عهد عمرو بن العاص، وكان يستخدمونه للإضاءة في وقت السحور، وكان للمسحراتي دورًا كبيرًا في حياتهم، وامتد حتى عصرنا هذا. وجرت العادة عند العرب أن يتسحرون على 4 تذكرات، إذ كان المسحراتي ينادي 4 مرات على فترات متلاحقة، وكان المسلمون في بدايتهم يفطرون على صوت بلال بن رباح، ويتسحرون على صوت عبد الله بن أم مكتوم. وكان للمحتسب دورًا كبيرًا، إذ يقوم بمعاقبة المفطيرين وحملهم على الحمار بالمقلوب ويجوبون شوارع المدينة، وكان يحظر إفطار رمضان جهرًا على أي شخص حتى وإن كان مريضًا يفطر ولكن في الخفاء، كما كان يعاقب التجار الذين يرفعون الأسعار وبصفة خاصة الحلوى.