بروفايل: مقتدى الصدر.. حلم الزعامة

10:45 م | الأحد 01 مايو 2016

كانت الصدفة فى البداية، وسير الأحداث، وحدهما ما صنعا من الشاب «مقتدى»، الابن الثالث لأبيه المرجع الشيعى محمد صادق الصدر، زعيماً لتيار شيعى وسياسى أسسه والده ليكون رقماً مهماً وصل الأمر بأنصاره إلى اقتحام أسوار المنطقة الخضراء ومقر البرلمان العراقى، بهدف إقرار حكومة تكنوقراط، بدلاً من نظام المحاصصة الطائفية المعمول به منذ الغزو الأمريكى للعراق. لم يكن رجل الدين الشيعى البارز الآن فى العراق مقتدى الصدر، المولود عام 1973، فى بداية حياته من المهتمين بالعلم الدينى نسبياً، لكن جاء عام 1999 الذى اغتيل فيه والده مع شقيقيه الأول والثانى مصطفى ومؤمل، بات الشاب مقتدى هو المؤهل لخلافة والده. ورث «مقتدى» بالصدفة التيار الصدرى الكبير الذى إليه يعود «جيش المهدى»، ثم بدأ مع أنصاره التوجه إلى رجل الدين الشيعى الإيرانى كاظم الحائرى الذى كان أحد مرجعين أوصى بهما والده ليكون مرجعاً روحياً للتيار. لكن هنا بدأ يفكر مقتدى فى أن يكون هو الزعيم الأول لتيار والده فابتعد عن «الحائرى»، لكن ظل نجمه غير لامع فى عهد نظام صدام حسين، إلى أن وقع غزو العراق فى 2003 وهنا حدثت النقلة المهمة فى حياة الشاب، حين سيطرت القوات الأمريكية بالكامل على مدينة «النجف»، حيث توجد المرجعية الشيعية، وبدأ أنصاره يظهرون بقوة فى النجف يرتدون الملابس السوداء، وهنا كانت البداية الحقيقية والقوية للزعيم الشيعى المعروف مقتدى الصدر. فى 2003 عاد مجيد الخوئى نجل المرجع الشيعى أبوالقاسم الخوئى، ربما خطط له أن يكون مرجعاً فى العراق، وهو ما لم يقبله «الصدر» فاغتيل مجيد الخوئى واتهم مقتدى هو وأنصاره فى الحادث، ثم بدأت علاقته بالأمريكان تتوتر حتى دخل فى مصادمات عسكرية معهم.