بروفايل: «نزار».. ذكرى خالدة

كتب: جهاد عباس

بروفايل: «نزار».. ذكرى خالدة

بروفايل: «نزار».. ذكرى خالدة

اختزله البعض فى لقب «شاعر النساء»، حيث كان ينطق العشق شعراً، يتغزل فى تكوين المرأة، مبحراً فى معانيها، يبحث فيها عن الأمومة والأنوثة وأصل الكون، ينادى لها بالحرية، خاصة بعد ما تعرضت له شقيقته «وصال» من ظلم، قائلاً: «صورة وصال وهى تموت من أجل الحب محفورة فى دمى»، دواوينه الأولى حالمة، مفعمة بالألوان والبهجة وأزهار الياسمين.

نزار قبانى الشاعر سورى الأصل، تحل اليوم ذكرى رحيله الـ18، ولد فى مدينة دمشق، فى 21 مارس عام 1923، عمل فى وزارة الخارجية السورية، عقب تخرجه فى كلية الحقوق عام 1945، ومارس عمله الدبلوماسى فى عدد من السفارات حول العالم. شاعر الحب، الذى اتصفت دواوينه الأربعة الأولى بالرومانسية، وهاجمه المتشددون، لكونه يغرق فى وصف أجساد النساء، اتجه إلى السياسة بعد نكسة 67، واتصف شعره بالغضب تجاه تخاذل الأنظمة العربية، فكتب «هوامش على دفاتر النكسة»، التى تسببت فى غضب عربى ضده، وأعقبها بقصيدتى «عنترة»، و«يوميات سياف عربى».

تعاقبت أحزان نزار، بعدما قتلت زوجته بلقيس، فى تفجير انتحارى فى السفارة العراقية ببيروت، ورثاها فى قصيدته الشهيرة «بلقيس»، قائلاً: «بلقيس.. ليست هذه مرثية.. لكن على العرب السلام». وبعدها رحل عن لبنان، وقضى آخر 15 عاماً من حياته فى لندن، اتخذت قصائده السياسية منحى أكثر ضراوة، وكانت من أشهر قصائده الأخيرة، «المهرولون»، و«متى يعلنون رحيل العرب»، قائلاً: «إذا أعلنوا يوماً وفاة العرب.. ففى أى مقبرة يدفنون.. ومن سيبكى عليهم؟».

وفى أحد لقاءاته التليفزيونية النادرة، عندما سألوه عن الموت قال: «لا يهمنى الموت، الموت قانون يحكم الجميع، ولكن يهمنى الوقوف على أقدامى، وأن أكتب حتى اللحظة الأخيرة، تركت أكثر من 50 قصيدة، وقفت على المسرح أكثر مما ينبغى، شملنى الجمهور بحب أعجز عن وصفه، أتمنى لو يتركونى أعتزل.. لو أرحل، ولكنهم لا يتركونى». فى عام 1998، تعرض نزار لأزمة قلبية، فقد على أثرها حياته فى يوم 30 أبريل، شهدت جنازته جلبة كبيرة، حيث أوصى بدفنه فى دمشق، عشقه الأول، التى وصفها قائلاً: «الرحم الذى علمنى الشعر، الذى علمنى الإبداع، الذى علمنى أبجدية الياسمين». والتى سُميت أحد شوارعها تيمناً به، ولكن شهد المركز الإسلامى فى دمشق غضب بعض المتشددين، وذلك عقب صلاة الجنازة عليه.


مواضيع متعلقة