بروفايل| طارق بن زياد.. الفاتح

كتب: سلوى الزغبي

بروفايل| طارق بن زياد.. الفاتح

بروفايل| طارق بن زياد.. الفاتح

إنسان حر نبيل، الوصف الأكثر دقة له، ومعنى اسم جماعة "الأمازيغ" التي انتمى إليها، حتى انضم إلى صفوف الإسلام بعد سبيه من الفتوحات الإسلامية الأولى بمنقطة الشمال الإفريقي، وأصبح من أشهر رجال القائد الأموى موسى بن نصير، ثم صار "طارق بن زياد" فاتحًا.

طارق بن زياد، ولاه موسى بن نصير على قرطاجة بتونس بعد فتحها عام 87 هجريًا، وظلت رتبته تعلو مع ابن نصير إلى أن بلغت أوجها حين بعثه لفتح الأندلس في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان عام 92 هجريًا، قائدا لجيش يبلغ تعداده 12 ألف مقاتل أكثرهم من الأمازيغ.

واشتهر عبور "بن زياد" للمضيق الفاصل بين إفريقيا وأوروبا ونزوله بجيشه على المرتفع الجبلي، الذي أصبح يحمل اسمه، فيما بعد ويعرف اليوم بـ"جبل طارق بن زياد"، وهزم رجاله جيش الروم بقيادة "روزريق" أو "لذريق"، حسب المصادر التاريخية القديمة.

وفي 27 أبريل عام 711 ميلاديًا، نزل طارق بن زياد إلى الأندلس بعد أن عبر البحر المتوسط، لغزوها بعد الاتفاق مع يوليان حاكم سبتة، وفتح الأندلس ولم يتوقف رغم معارضة قائده الأعلى موسى بن نصير، حتى وصلت طلائع جيشه شمال إسبانيا حيث جبال البرانس كما يسميها العرب (جبال البيرينه).

"لم يوّل عملًا بعد ذلك"، الرواية الأكثر انتشارًا بين المؤرخين عن نهاية طارق بن زياد عقب عودته إلى دمشق مع موسى بن نصير، لمخالفته قول قائده عن استكمال الفتوحات، ففي عام 95 هجريًا، وبعد أن فتحا مناطق واسعة من شبة الجزيرة الأيبيرية، جاءت رسل الخليفة الوليد بن عبد الملك تستدعي موسى وقائده طارق إلى دمشق، لينتهي بذلك دورهما كقادة عسكريين في فتح الأندلس، ويُرجّح عدد من المؤرخين سبب استدعائهما إلى دمشق من قبل الخليفة إلى خِلافٍ وقع بينهما وبلغ حدَّة كبيرة دفعت الخليفة إلى طلبهما ليحسم الخلاف بنفسه، ولمّا وصلا طبريَّا في فلسطين، طلب منهما سليمان بن عبدالملك ولي العهد التأخر حتى يلفظ الخليفة الوليد، الذي كان يصارع الموت، أنفاسه الأخيرة، لكنهما تابعا تقدّمهما ودخلا مع الغنائم إلى دمشق.

عندما تولّى سليمان الخلافة، عزل موسى وأولاده، وقتل ابنه عبدالعزيز بن موسى الذي شارك في فتح الأندلس، أما طارق بن زياد فانقطعت أخباره إثر وصوله إلى الشام، واضطربت أقوال المؤرخين عن نهايته، ويبدو أنه آثر العيش بعيدًا عن الأضواء، وتمضية أيامه في العبادة والزهد بعيدًا عن مسرح الشهرة وضجيج السياسة، وتوفي سنة 720 ميلاديا.


مواضيع متعلقة