بروفايل: «الأسد».. مستقبل على المحك

كتب: مروة مدحت

بروفايل: «الأسد».. مستقبل على المحك

بروفايل: «الأسد».. مستقبل على المحك

وسط قصره الفخيم، المحاط بالحماية الروسية والإيرانية بدمشق، يجلس الرئيس السورى بشار الأسد، صاحب الوجه المستطيل، والبنيان الجسدى الطويل، مع بعض قيادات دولته والخبراء العسكريين، متطلعاً إلى مستقبله فى السلطة بعد أن وصلت الأمور إلى مرحلة لا تراجع فيها، مع تطور الأحداث التى وقعت فى مدينة حلب والتى هزت العالم وسط اتهامات متبادلة ما بين محرقة نفذها «بشار» لأهالى حلب مستغلاً عدم وجود المدينة العريقة فى اتفاق الهدنة الذى تديره أمريكا وروسيا، لتغيير معادلة التفاوض المستقبلية وفق مستجدات الأمور، وبين اتهامات لجهات عدة وتنظيمات بتنفيذ عمليات تفجير وتفخيخ سيارات واستخدام صور قديمة من أحداث ووقائع سابقة؛ لتشويه بشار الأسد، مدللين على رأيهم بالصور القديمة والفيديوهات التى ترصد عمليات لا تستخدمها الجيوش النظامية عادة، مؤكدين أن عملية صناعة اسم «محرقة حلب» هدفها خلق رأى عام عربى وعالمى للتمهيد للعملية الكبرى بالإطاحة ببشار.

أياً ما كانت الغلبة لأصحاب الرأيين، فالنتيجة أن ما يحدث الآن يمهد لمصير «الأسد»، إما التعجيل بالإطاحة به فى عملية كبرى، أو منحه قبلة حياة لنظام حكمه القلق.

الاشتباكات المستمرة فى مدينة «حلب» السورية، التى تسيطر على جزء كبير منها قوات المعارضة السورية، منذ ما يقرب من أسبوع، والتى خلّفت مئات القتلى والجرحى، لم تكن بالأمر الجديد على الرئيس السورى بشار الأسد، والاتهامات توجه له بارتكاب الكثير من المذابح فى سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية هناك منذ ما يقرب من 5 سنوات كاملة، حتى إنه جمع ألقاباً من معارضى حكمه والأنظمة التى تقف ضده من نوعية «السفاح» و«مجرم الحرب» و«القاتل»، فى المقابل لم تقصّر المعارضة السورية فى ارتكاب جرائم ومذابح على الأرض، دفع ثمنها جميعاً مدنيون عزل خبروا الموت والعذاب جيداً، فتحولوا إلى مجرد أرقام تزدحم بهم سجلات ضحايا النظام، أو المعارضة، أو قوائم الغارقين فى البحر أثناء محاولتهم الهجرة للهرب من ويلات الحرب، وفى أحسن الظروف داخل مراكز إيواء اللاجئين التى انفتح عدد كبير منها لهم فى عدد من الدول العربية والغربية.

وُلد «الأسد» عام 1965، وعمل طبيباً للعيون فى لندن ببريطانيا، وتقلَّد «بشار» مقاليد الحكم السورى عام 2000، إثر استفتاء عام بعد وفاة أبيه، ومن ثم أصبح «بشار»، أمين حزب «البعث» الحاكم للبلاد. وامتازت سياسته الخارجية بالمعارضة للمواقف الأمريكية، لكنه بدا قريباً من الجانب الروسى والإيرانى.


مواضيع متعلقة