بروفايل| حسن أبوالسعود.. اللحن الخالد

كتب: سلوى الزغبي

بروفايل| حسن أبوالسعود.. اللحن الخالد

بروفايل| حسن أبوالسعود.. اللحن الخالد

مشع بالبهجة والفرح والفن، وزنٌ ثقيلٌ حمل بين جراماته إبداعات متفرّدة باسمه، لم يكن الفن في مخططاته رغم أن أجيال تتلمذت على يد والده، إلا أنه حين داعبت قلبه أصوات اللآلات الموسيقية احتلت وجدانه ونمت بداخله وعزف على كل أوتار فصار حسن أبوالسعود "لحنًا خالدًا".

علي أبوالسعود، الملحن الذي تخرج على يده أجيال من الموسيقيين الكبار وأول مَن أدخل "الربع تون" الشرقي في أي آلة غربية على الإطلاق، حاول جاهدًا مع ولده "حسن" لتعليمه كيفية كتابة "نوتة" وأساسيات العزف، فما كان يشغل بال الصغير الذي وصف نفسه بـ"التلميذ الفاشل"، غير لعب كرة القدم، حتى استمع إلى عزف أحد أصدقاء والده وهو ضيفًا في منزلهم، ولأول مرة ينصت لها كما أنه يسمعها لأول مرة ويقرر أن يتعلمها.

"كفتة"، اللقب الذي أطلقه الملحن الكبير عمار الشريعي على "أبوالسعود" حين سمعه في البداية عند عودة الأخير من ليبيا، ليترك أسرته التي انتقلت هناك نظرًا لعمل والده ويستقل بنفسه في مصر، حتى مرت الأيام ولم يعد يذكر الشريعي أنه قال هذا الوصف في "صديق عمره" فيما بعد، والملحن الذي شهد له براعته.

"عاشق الأكورديون"، لقب ارتبط بحسن أبوالسعود، لأن معظم ألحانه من مقام الكورد، لم يخجل أن يفصح يومًا عن عمله في الملاهي الليلية في الولايات المتحدة الأمريكية كلما "يفلس"، فيجمع أموالًا منها ليحافظ على "البرستيج" الخاص به في مصر، كما لم يخجل من البوح بأن بداياته كانت في فرق الراقصات بشارع محمد علي.

عمل بعد ذلك في فرقة صلاح عرام الموسيقية، التي تعد ثاني أشهر فرقة في مصر، بعد الفرقة الماسية، وفي تلك الفترة تعرف أبوالسعود على المطرب الشعبي أحمد عدوية، فقدم معه أشهر أغنياته والتي ساهمت في صنع نجومية عدوية في أوائل السبعينات.

وفي منتصف السبعينيات، قرر ترك العمل في فرقة صلاح عرام بعد أن واتته الفرصة للعمل في اليابان خلال مصاحبته لفرقة رضا للفنون الشعبية في إحدى رحلاتها هناك، وتعلم أصول الموسيقي الغربي على يد أحد الاساتذة اليابانيين، ثم سافر بعدها إلى لندن وباريس لفهم قواعد الموسيقى الغربية، ما ساهم في صقل موهبته لتكوين موروث غربي دعم ما لديه من موروث شرقي؛ ليعود إلى مصر وبداخله مزيج فني، ميزه عن غيره من الموسيقيين، حسبما رصدت الهيئة العامة للاستعلامات رحلته.

قدّم أبوالسعود ألحانًا مع كبار المطربين، أهلّته للحصول على لقب أفضل عازف أكورديون على مستوى الوطن العربي، خلال فترة السبعينات، كما لحن الموسيقى التصويرية لما يقرب من 80 فيلمًا في السينما المصرية، من بينها "العار"، الذي حصل منه على أول جائزة في تاريخه الفني، و"جري الوحوش"، إضافة إلى الموسيقى التصويرية لنحو 40 مسلسلا تلفزيونيا من أشهرها "الحاج متولي" و"عيش أيامك" و"سوق الخضار" و"العمة نور".

غنى من ألحانه العديد من المطربين المصريين والعرب، من بينهم هاني شاكر وراغب علامة وديانا حداد وإيهاب توفيق وشيرين وجدي وبهاء سلطان وخالد عجاج وشيرين عبدالوهاب وتامر حسني.

وفاز بجائزة أحسن موسيقى تصورية لفيلم "العار"، ولمسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، "ونحن لا نزرع الشوك"، وفي عام 2003 خاض حسن أبوالسعود انتخابات نقابة الموسيقيين، وفاز بمنصب النقيب، وتوفي في 17 أبريل 2007 عن عمر ناهز 58 عاما.


مواضيع متعلقة