«القيق».. أسرة إعلامية تحت وطأة الاحتلال

كتب: محمد الليثي

«القيق».. أسرة إعلامية تحت وطأة الاحتلال

«القيق».. أسرة إعلامية تحت وطأة الاحتلال

أسرة إعلامية من الطراز الأول، يعمل الزوج الفلسطيني مراسلًا وصحفيًا في قناة «المجد» السعودية من مقر إقامتهم في «رام الله» الفلسطينية، والزوجة في إذاعة «صوت الأقصى» من المنزل نظرًا لعدم توفر مقر بالضفة الغربية للإذاعة، تعودا على التواجد 24 ساعة معا طوال فترة زواجهم التي أنجبوا فيها «إسلام» 4 سنوات، و«لور» عاما ونصف، إلى أن أتى الاحتلال الإسرائيلي مفرقًا بينهم واعتقل الزوج في 21 نوفبر 2015 في الثانية فجرًا من منزله، إنها أسرة الأسير الفلسطيني بسجون الاحتلال «محمد القيق».

{long_qoute_1}

«الأطفال هون لما بيلعبوا بيلعبوا لعبة الاستشهاد، أو جنازة لشهداء، أو عملية ضد الاحتلال، واقع نعيشه وفرض ذلك على الأطفال» بهذه الكلمات بدأت «فيحاء شلش» زوجة الأسير القيق حديثها لـ«الوطن» عن ابنها الأكبر «إسلام» الذي لم تخفي عليه حقيقة ما حدث لوالده، مضيفة: «في يوم الاعتقال وعلى الرغم من نوم إسلام الخفيف إلا أنه لم يستيقط، وعندما استيقظ صباحًا سأل على والده فاصطحبته حتى باب المنزل، وقولتله إن الجيش أخدته، ووقتها بكى إسلام عندما علم من ما حدث لوالده خلال ساعات الليل».

وتابعت شلش: «كان إسلام مدركًا لما حدث لوالده، ولكن لم يدرك أمر الإضراب عن الطعام، ففهمته أن تلك هي طريقة لوالده حتى يفرج عنه الاحتلال، وأنه هكذا يقوم بقهر الجيش الإسرائيلي، وفي هذه الفترة بدأ يرى صور والده في كل مكان، في التليفزيون والشوارع، فأدرك أن والده بطل، وفي هذا العمر الصغير والبريء دخلت الكراهية والحقد في قلبه».

{long_qoute_2}

أما عن تحول حياتها فقالت إنها انقلبت 180 درجة مضيفة: «نحن نختلف عن كل الناس، فكنا 24 ساعة يوميًا مع بعض، حياة دافئة وترابط أسري، وإذا غاب ساعة واحدة عن المنزل أتصل عليه، أما الآن وبعد الاعتقال فلم استطع الاستمرار في المنزل وانتقلت وأبنائي إلى منزل عائلة القيق في مدينة الخليل، وذلك تجنبًا أيضًا لعدم اقتحام الاحتلال للمنزل خلال تواجدنا فيه مرة أخرى، وأحمد ربنا أن إسلام لم يستيقظ ويرى كيف عامل الاحتلال والده أثناء القبض عليه.. تغيرت الحياة، أصبحت ألعب دور الأب والأم معا، إلى جانب الحملة الإعلامية خلال الإضراب التي كانت مثلت عبئًا كبيرًا إلى جانب مراعاة أطفالي وعملي».

تتذكر فيحاء ما حدث لزوجها خلال فترة الاعتقال التي استمرت لما يقرب من خمسة أشهر، أضرب الأسير فيهم 94 يومًا متتاليًا حتى أوقف إضرابه بعد اتفاق للإفراج عنه في مايو المقبل، وانتشرت خلال هذه الفترة أنباء عن تغذية قسرية للأسير الفلسطيني، إلا أن كشفت زوجته عن الأمر قائلة: «زوجي لم يتعرض حتى الآن بالتغذية القسرية بمعنى الكلمة، ولكنه تلقى علاجًا وأملاح في محاليًا أيضًا قسريًا، تجمع عليه 6 ممرضين وأطباء وقاموا بتكبيله من الأربع أطراف وتم إعطاءه العلاج بالقوة، واستمر ذلك لأربعة أيام حتى طلب منهم أن يفك يده اليسرى حتى يستطيع أن يشرب، وعندما قاموا بذلك، نزع كل ما وضعوه وأخرهم أنه لا يريد أن يتلقى أي علاج».وأضافت: «العلاج القسري من المحتمل أن يكون تمهيدًا للتغذية القسرية».

{long_qoute_3}

وعن وضعها المادي، تقول شلش إن «قناة المجد لم تقطع راتب محمد، بل كان أزيد منذ أن تم اعتقاله، وإلى جانب عملي استطعت الاستمرار في حياتنا دون تقصير، كما أن هناك دخل لعائلات الأسري من هيئة الأسرى، ولكن الحملة التي كنت أقودها شغلتني فلم أنهي الأوراق المطلوبة للحصول على الراتب، إلى جانب الانتقال من رام الله إلى الخليل».


مواضيع متعلقة