المطيع.. «عباد الشمس» يميل دائماً إلى «المقطم»

المطيع.. «عباد الشمس» يميل دائماً إلى «المقطم»
علاقة الرئيس محمد مرسى بجماعة الإخوان مثل نبات عباد الشمس الذى يولى وجهه إلى الشمس حيث صارت.. شرقاً أو غرباً.. لا يفارقها صباحاً.. وينكمش ليلاً إلى أن يأتى صباح جديد.. لا النبات يستطيع أن يعيش بدون الشمس ولا مرسى يستطيع أن يبتعد عن الجماعة. سيطرت الجماعة على الرئيس حتى سلبت إرادته تماماً.. فأصبح يأتمر بأمرها وينفذ قراراتها ويراعى أبناءها ويخدم مصالحها وأصبحت قراراته فى خدمتها.. بعد أسبوع من تولى الرئيس مهام منصبه فى نهاية يونيو الماضى أصدر قراراً بعودة «مجلس الشعب» المنحل بقرار من المحكمة الدستورية العليا.. حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة يمثل أكثرية الأعضاء.. هذا القرار لم يكن «لوجه الوطن» بل أول توجهات «عباد الشمس» إلى «شمس المقطم».. البرلمان الذى يحتاجه الرئيس فى إصدار التشريعات التى تثبت أركان حكمه.. ولكن كيف يستقيم الحكم وهناك سلطتان فى البلاد.. سلطة الرئيس المنتخب.. وسلطة المجلس العسكرى صاحب التشريع بموجب الإعلان الدستورى.
ارتفعت شمس المقطم فى يوم 12 أغسطس وارتفعت رأس عباد الشمس فأصدر قرارين فى ضربة واحدة؛ إلغاء الإعلان الدستورى وإحالة وزير الدفاع ورئيس الأركان للتقاعد، فضلاً عن أعضاء المجلس العسكرى.. فى نفس التوقيت تخرج الجماعة فى الميادين للتهليل لقرار الرئيس الذى استرد سلطاته فى تزامن غريب يشير إلى أن القرار كان معروفاً مسبقاً.. وحسب د.سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية «الرؤساء بعد الثورات وزنهم ضعيف نسبياً خاصة فى منطقة الشرق الأوسط وهو ما حدث فى إيران حيث تمت الإطاحة بالرئيس الإيرانى أبوالحسن بنى صدر وحكم عليه بالإعدام والرئيس رجائى قتلوه مع رئيس وزرائه.. لكن الحالة المصرية أضعف كثيراً.. نحن دولة فقيرة وتعانى من أزمات اقتصادية.. فأول قرار يتخذه الرئيس لتثبيت حكمه هو السيطرة على الجيش والداخلية والاستعانة بأعضاء العشيرة باعتبارهم أهل الثقة». وأضاف: الجماعة هنا ليست «بيتاً للتفكير» يستعين بها الرئيس بحكم الانتماء وبحكم الولاء لكنها أصبحت «بيت اتخاذ القرار» وأصبح الرئيس «مطيعا لها ولمرشدها» بحكم القسم الذى أقسم عليه عند بداية انضمامه للجماعة «أعاهد الله العلى العظيم على التمسك بدعوة الإخوان المسلمين والجهاد فى سبيلها، والقيام بشرائط عضويتها، والثقة التامة بقيادتها، والسمع والطاعة فى المنشط والمكره، وأقسم بالله العظيم على ذلك وأبايع عليه، والله على ما أقول وكيل» حتى لو قال إن المرشد «أحله» من هذا القسم.
وأصبحت الجماعة هى الترمومتر الذى يدلنا على القرارات النى يصدرها الرئيس.. وأصبح ما يكتبه قيادات الجماعة على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى هى قرارات يجرى صياغتها فى مؤسسة الرئاسة.. حين كتب محمد البلتاجى منتقداً أداء رئيس هيئة الرقابة الإدارية صدر قرار رئاسى بإقالة رئيس هيئة الرقابة الإدارية محمد فريد بتهمة التستر على فساد رموز النظام السابق - وتعيين السيد محمد وهبى هيبة رئيساً والسيد بدوى حمودة نائباً لرئيس الهيئة، وحين يبدأ البلتاجى أيضاًً فى الحرب على «جهاز المخابرات ورئيسه» منذ شهر فبراير الماضى ويصدر الرئيس قراراً بإقالته بعد حادثة مقتل 16 جندياً وضابطاً على الحدود فى أغسطس الماضى ويصدر قراراً بإقالته بعد تصريحاته بإبلاغ مؤسسة الرئاسة.. الدكتور سعيد صادق يرجع هذه القرارات إلى أن مرسى لم يكن المرشح الأول للجماعة ولم يكن أيضاًً المرشح المفضل لديها، لذلك كانت قراراته فى أول شهرين يحاول فيها الابتعاد عن الجماعة وأن يخلق لنفسه أسلوبا خاصا به لكن سرعان ما عاد مرة أخرى إلى حضن الإخوان بعد أن تخلى عن وعوده فى برنامجه الانتخابى وزاد من وتيرة تحويل مصر إلى دولة دينية.
الأخبار المتعلقة:
فى السينما.. من «أمينة سى السيد» إلى «عماد حمدى».. الرضا بـ«الذل» أمر وارد
الرئيس والجماعة «الولاء للتعليمات»
د. يحيى الرخاوى يحلل: القرار من «الإرشاد».. والتنفيذ فى «الرئاسة»