فى السينما.. من «أمينة سى السيد» إلى «عماد حمدى».. الرضا بـ«الذل» أمر وارد

فى السينما.. من «أمينة سى السيد» إلى «عماد حمدى».. الرضا بـ«الذل» أمر وارد
التابع المطيع.. شخصية عرفها المصريون عن قُرب، وجسّدتها أعمال سينمائية ودرامية عديدة، تفاوتت فيها أعمال التبعية والطاعة، حسب ظروف كل شخصية. العنصر السينمائى الحاكم لهذه الشخصية فى الدراما هو «أمينة» زوجة «سى السيد» فى «قصر الشوق» لنجيب محفوظ، وكانت «أمينة» تابعة من أجل ما تعتقد أنه حفاظ على مستقبل أسرتها، وسير على ما تربّت عليه من عادات وتقاليد، تُقدس الزوج وتمتن لطاعته وتتفانى فى خدمته.
«أمينة» كانت النموذج الأبرز للطاعة الطيبة فى السينما، كل خطواتها تتخذها بإذن زوجها، تتحرك داخل منزلها بإشارة من «سى السيد»، تنازلت عن شخصيتها تماماً، فى حضوره وغيابه، وعندما حاول أبناؤها تحريرها من قيده، فشلوا، ونالت هى العقاب وحدها، فقد أقسمت بين يديه على «السمع والطاعة» وإن غاب عن الصورة.
وقد يكون التابع شخصاً طيباً مثل «محمد توفيق» فى «سمارة»، يسير فى كنف «مرشده» يفتخر بأن خطواته لاحقة لسيد قراره، يحمل سلاحاً يدافع به عنه، يتمنى أن ينال رضاه، يسخر الجميع من أدائه فيما يضحك هو فى فخر، ومع أول اشتباك فعلى بين «قائده» وأحد «الأشرار» يقرر التدخل فيطلق النيران صوب معارضيه غير أن الرصاص لا يصيب مناوئه بل يخترق ضلوع «رئيسه»، حينها يقول فيه رأيه بصراحة «نشنت يا فالح.. اسفخس على اللى شايلهولك» يقولها استيفان روستى وهو يلفظ أنفاسه بسبب غباء تابعه. [Image_2]
فى «منزل رقم 13» كان «عماد حمدى» تابعاً مغلوباً على أمره، استطاع طبيبه (محمود المليجى) أن يستغله ليرتكب باسمه الجرائم تحت أثر التنويم المغناطيسى، وسط جو بوليسى ممتع وإضاءة خافتة صُنعت بيد «هيتشكوك» السينما المصرية «كمال الشيخ»، وأحيانا يتحول «المليجى» من قائد إلى «تابع» لكنه يرتدى قناع الشرير فى «رصيف نمرة خمسة»، عندما يقف المظلومون على بابه، مطالبين برأسه، فهو متصدر المشهد، وبيديه تتحرك الدفة، وبإشارته تسير المصائر، هو «الريس»، يمسك خيوط اللعبة، يحيك المكائد، ويقتل البعض فيما يضحك باستهتار، ويُخطَف آخرون بأمره، يدس السموم، إلا أنه مع انقضاء الحدث يطلقها صراحة بلهجة سواحلية «مش أنى.. مش أنى» بعدما اقترب من الموت، وقبل أن يعترف على مدبر الخطط، تناله رصاصة تخترق ظهره من خفى، وراء حائط يظهر آخر ممسكاً بمسبحته هو «الريس الحقيقى».
أحياناً يتمكن قادته من إيهامه بأن دوره حقيقى، كما استسلم «جيم كارى» فى «ترومان شو»، بعدما احتال عليه المخرج و«جماعته» الفنية، فأحضروا له آلافاً، معلنة فداءه بالروح والدم، حاملين صوره، الواقفون هم أفراد الدولة، هكذا صُور له، حينها تعلو محياه ابتسامة ثقة، ويقفز قلبه بين ضلوعه محدثاً إياه: «ها هى الحشود قد حضرت لتثبيتك.. فهنيئاً لك».
ربما يجد التابع نفسه محاطاً بالاتهامات فيستدر عطف الجموع، بعدما وقعت «الفاس فى الراس»، يحاول التنكر للأزمات، موحياً بأنه لم يكن سوى أداة يجرى تحريكه يمينا ويساراً «أنا برىء يا سعادة البيه.. هى المعلمة واحنا كلنا صبيانها.. ادبح يا زكى يا قدرة يدبح زكى قدرة.. اسلخ يا زكى يا قدرة يسلخ زكى قدرة»، كما فعل «عادل أدهم» فى فيلم «حكمتك يا رب».
الأخبار المتعلقة:
المطيع.. «عباد الشمس» يميل دائماً إلى «المقطم»
الرئيس والجماعة «الولاء للتعليمات»
د. يحيى الرخاوى يحلل: القرار من «الإرشاد».. والتنفيذ فى «الرئاسة»