«كفر داود»: المستشفى بقى وحدة صحية.. ومركز الشباب بقى وكر مخدرات.. «عيش عيان تموت مسطول»
![مركز شباب كفر داوود تحول إلى وكر للمخدرات](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/17238200801459364533.jpg)
مركز شباب كفر داوود تحول إلى وكر للمخدرات
تعانى قرية كفر داود، أكبر قرى مركز السادات بالمنوفية، من مشاكل عدة، بسبب قرارات حكومية غير مدروسة، وغياب دور الدولة فى مواجهة الأزمات المتلاحقة من رعاية صحية وحماية الأرواح على طرق الموت، فضلاً عن تحول مركز شباب القرية إلى وكر لتجارة المخدرات بعد إيقاف النشاط الرياضى بقرار أمنى إثر أحداث استاد بورسعيد.
تقع القرية على طريق «السادات - منوف» أو طريق الموت كما يطلق عليه البعض، نظراً لكثرة حوادث السيارات التى تجهز على المئات من المواطنين سنوياً، ورغم ذلك لم يسترع انتباه الحكومة تكرر تلك الحوادث، ففعلت العكس تماماً، حيث قامت بتحويل مستشفى القرية إلى وحدة طب أسرة، رغم التجهيزات الضخمة التى تم تجهيز المستشفى بها.
«بقالنا أكتر من 20 سنة فى القرية بنشوف حوادث على طريق السادات، وفيه نقطة إسعاف بالقرية، ولكن عملية نقل المصابين إلى المستشفى تتطلب وقتاً طويلاً، وهناك المئات يلقون مصرعهم سنوياً قبل الوصول إلى أقرب مستشفى سواء مستشفى السادات العام أو منوف، وإذا كانت الحالة تحتاج لعمليات عاجلة يتم تحويلها إلى مستشفيات شبين الكوم»، هكذا وصف أنور عبدالسميع، أحد أهالى القرية، معاناة الأهالى، مضيفاً أن مستشفى كفر داود تم تحويله إلى مستشفى وحدة طب أسرة بالرغم من أنه مجهز بغرف للعمليات والإفاقة وأجهزة أشعة جميعها فى المخازن ولا يتم استخدامها واقتصرت الخدمة الصحية على التطعيمات والخدمات الصحية البسيطة.
وأضاف كوكب عبدالحميد، رئيس مجلس أمناء المستشفى، وأحد أهالى القرية، أن الأهالى يطالبون باستكمال التخصصات فى المستشفى، حيث إنه مجهز بعدد من الأقسام منها الطوارئ وغرف للعمليات وقسم أمراض نساء وتوليد وكذلك حضانة وقسم للأشعة، وأضاف: «نطالب فقط بإعادة تشغيل هذه الأقسام حتى تستطيع إغاثة الحالات الحرجة والمصابين فى حوادث الطرق، وسبق أن طالبنا كثيراً بإنشاء عدد من المطبات الصناعية لتقليل نسبة الحوادث، دون جدوى، ورفعنا مطالبنا الخاصة بالمستشفى دون استجابة».
معاناة أهالى القرية لم تقتصر على المستشفى الذى تحول إلى وحدة صحية، بل امتدت إلى «مركز الشباب» الذى تحول إلى وكر لتجارة المخدرات بعد توقف النشاط الرياضى بقرار أمنى بعد أحداث استاد بورسعيد، رغم أن المركز كان مقصداً للمئات من الرياضيين ومتنفساً لشباب القرى التابعة للوحدة المحلية لكفر داود ويضم ملعب الفريق الذى يحمل اسم القرية وينافس بدورى الدرجة الرابعة.
عدد من أهالى القرية أكدوا أن الملعب تم زراعته بالنجيل الطبيعى بالجهود الذاتية، وقام الأهالى بالتبرع وإنشاء مجموعة من الغرف والحمامات لخلع الملابس والاستراحة واستقبال فرق الضيوف، وكان مقصداً لشباب القرى المجاورة، حيث كان الملعب القانونى الوحيد بالمنطقة، وقال أبوالفتوح حربى، مدرب كرة قدم وأحد أهالى القرية، إن توقف النشاط وإقامة المباريات وعدم استكمال الإنشاءات أدى إلى استخدام الملعب من قبَل تجار المخدرات فى الاتجار والتعاطى وممارسة الدعارة والقمار فى ظل الغياب الأمنى، مؤكداً أن فريق الكرة يقيم مبارياته ضمن منافسات دورى الدرجة الرابعة بملعب النجوم بمدينة السادات، الأمر الذى يمثل عبئاً مادياً وبدنياً على اللاعبين.
من جانبه أكد المهندس عبدالمرضى عطوة، رئيس مجلس إدارة مركز شباب القرية، الموقوف عن العمل بقرار من محافظ المنوفية، أن سبب إيقافه هو تنظيمه جلسات بين أهالى القرية للاتفاق على دعم مرشح واحد لخوض الانتخابات البرلمانية من أبناء القرية، وأن الملعب كان عبارة عن أرض فضاء بمساحة 13740 متراً تقريباً قامت الدولة بانتزاعها من الأهالى مع دفع تعويضات ضئيلة للفلاحين للمنفعة العامة وإنشاء كوبرى كفر داود العلوى على الرياح، وقام الأهالى بتجهيز الملعب التابع لأراضى الطرق والكبارى ليصبح ملعب القرية، وقامت هيئة الطرق بتقنين الوضع عام 1989 وإبرام عقد مع مركز شباب القرية باستئجار الأرض مقابل 2640 جنيهاً سنوياً، وأضاف أن هذه القيمة تعد نصف ميزانية مركز الشباب التى تبلغ 7 آلاف جنيه سنوياً لجميع الأنشطة بما فيها الرياضية.
وأشار إلى أن «الطرق والكبارى» حصلت على حكم ابتدائى بالتمكين من الأرض، «ولم نخطر بالقضية وفوجئنا بقوة من مديرية أمن المنوفية لتنفيذ الحكم لصالح الطرق والكبارى بالرغم من أن مركز الشباب يدفع القيمة الإيجارية بشكل منتظم وبأوراق رسمية، ما دفع الأهالى للتصدى للقوة التى رفضت التنفيذ خشية تصعيد الأمور، خاصة أنه حكم ابتدائى ويمكن الطعن عليه».
من جانبه أكد عماد العبد، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالمنوفية، أنه كانت هناك مشاكل بسبب تسديد الإيجار السنوى لـ«الطرق والكبارى» التى تحاول استرداد الأرض، ولكن تم حل المشكلة وتسديد الإيجار السنوى، لافتاً إلى أن المشكلة الثانية تكمن فى أن الملعب بدون أسوار ومحاط بالكوبرى العلوى مضيفاً: «ماعندناش ماتشات كورة بجمهور، والملعب لا تقام عليه مباريات رسمية بسبب عدم وجود أسوار مثل ملعب مركز شباب بركة السبع بسبب التحذيرات الأمنية لأن وجود جماهير وعدم إمكانية التحكم فى دخولهم يضطر حكام المباريات لإلغاء المباريات وتعطيل النشاط الرياضى وذلك يُعد إهداراً للمال العام».