ساندويتش «ثقافة»

كتب: محمد غالب

ساندويتش «ثقافة»

ساندويتش «ثقافة»

كعادته لم يرتب إلى أين سيذهب، يسير وحيداً، يفكر فى ماضيه، حتى توقف عند أحد الكراسى الخشبية الموجودة فى شارع بالوراق، أخذ الساندوتشات الملفوفة بورق الجرائد، أكل منها، ثم بدأ فى قراءة المكتوب على ورق الجريدة، لا يختار ما يقرأه، كل ما يهمه هو أن يقرأ، ينتهى من قراءتها، ثم يفتح بعض الجرائد التى كان يمسكها فى يده، أحياناً يحرص على شرائها، وأحياناً يقرأ جريدة قديمة، تسليه وقت الوحدة.

المفارقة أن عم «جمعة مسعود»، لم يدخل مدارس أبداً، تعلم القراءة فى الكُتاب منذ كان عمره 5 سنوات، كان يرى الأطفال وهم ذاهبون إلى الشيخ بالكُتاب، فاستأذن والده للذهاب معهم، ليجد نفسه واحداً منهم.

عمل «جمعة» فى الحدادة والسباكة ونجارة المسلح، باحثاً عن حياة أفضل: «وأنا شاب كان نفسى أتجوز، لكن الفقر منعنى». بلغ «جمعة» الستين من عمره، يعمل فى المعمار: «مهنة شاقة لكن مفيش غيرها قدامى، والعمل باليومية مش مساعد على المعيشة، طول حياتى مقدرتش أشترى شقة».

 


مواضيع متعلقة