السيناريو الخامس للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل مصر تنشر قواتها فى سيناء بما يستفز إسرائيل للحرب
يقول الكتاب: «إن أحد أهم وأول الأسباب التى يمكن أن تؤدى لاندلاع الحرب بين مصر وإسرائيل، يمكن أن يبدأ من سيناء، خاصة فى حالة أى تحرك مصرى لإعادة نشر القوات فى شبه الجزيرة التى تنص معاهدة السلام بين البلدين على إبقائها منزوعة السلاح».
ويرى الكاتب أن مصر تعتبر عملية إعادة نشر القوات المصرية فى سيناء مسألة شرف وكرامة وطنية، وليس مجرد أمن قومى فقط؛ فحرب 1973 كانت فرصة لمصر لمحو عار هزيمتها فى يونيو 1967، لكنها لن تعتبر أن هذه المهمة قد تمت بنجاح إلا بعد أن تقوم بنشر قواتها بكامل حريتها فى سيناء».
ويتابع: «صحيح أن سيناء تعد هى منطقة دفاع مصر الأولى ضد إسرائيل، إلا أن تل أبيب قد تعتبر أن نشر القاهرة لقوات مصرية فى سيناء كخطوة وقائية واحترازية تحسباً لقيام حرب، سبب فى إشعال حرب فعلية، على الرغم من أن إسرائيل لا تنوى ولا تريد حالياً شن حرب ضد مصر».
والواقع أن سيناء كانت دائماً نقطة مربكة فى علاقة المصريين بأرضهم.. يقول المؤلف الإسرائيلى فى تحليله للعلاقة التى تربط المصريين بتلك القطعة من أرضهم: «لقد حارب المصريون من أجل سيناء فى عدة حروب، لكن على الرغم من وجود عشرات الخطط لتنمية شبه الجزيرة وتعميرها بالسكان، فإن عدداً قليلا من المصريين قرروا الاستقرار فيها منذ استعادتها كاملة عام 1982. فعلى ما يبدو كان المصريون على استعداد للموت فى سبيل سيناء، لكنهم لم يكونوا مستعدين للحياة فيها. لكن حتى مع تفضيل المصريين البقاء خارج سيناء، خاصة مع كونها منطقة خارجة عن القانون، فإنهم سيظلون مستعدين للمحاربة من أجلها، سواء كانت تلك الحرب ضد الميليشيات الإرهابية المسلحة أو غيرها».
ويتابع: «بالنسبة للجانب المصرى، فمن الممكن ألا تصور مصر نشر قواتها فى سيناء على أنه خرق لمعاهدة السلام، ولكن على أنه (تعديل لها). ومن الممكن أن تستشهد مصر بأنها على امتداد 35 عاماً من السلام مع إسرائيل فإنها لم تسعَ لإطلاق الحرب، حتى عند حدوث احتكاكات ومواجهات بين إسرائيل وغيرها من الدول العربية، بما فيها الأطراف التى تهم مصر مثل الفلسطينيين، بل إن مصر سعت حتى للعب دور الوسيط للتهدئة بين إسرائيل والعرب، وبالتالى فإن مصر قد أثبتت أمام العالم أنها دولة تفى بمسئولياتها وتلتزم باتفاقياتها، واكتسبت الحق فى نشر قواتها على جزء أصيل من أرضها». ويتابع: «من الممكن أيضاً أن تضغط مصر على العالم بورقة موافقة إسرائيل على وجود قوات سورية على جزء من هضبة الجولان، على الرغم من العداوة الصريحة والمعلنة بين دمشق وتل أبيب، فكيف إذن يُعقل أن تمنح إسرائيل هذا الحق لأعدائها فى الوقت الذى لا تمنح فيه ثقتها لشريك قديم وأصيل فى عملية السلام مثل مصر؟ كما يمكن أن تتساءل مصر أمام المجتمع الدولى أيضاً عن السبب الذى يجعل إسرائيل تصر على عدم وجود قوات مصرية فى سيناء، فى الوقت الذى تحول فيه إسرائيل صحراء النقب الملاصقة للحدود المصرية إلى قاعدة عسكرية».
ويواصل الكتاب: «الأمر ببساطة يعنى أن هناك خطراً من قيام حرب، لو حاولت مصر فرض واقع جديد فى سيناء بنشر قواتها فيها. قد لا يبدأ الأمر بنشر القوات على نطاق واسع، وإنما فى جزء ضئيل من شبه الجزيرة، بشرط أن يكون من تلك المناطق التى لم يكن مسموحاً للجيش المصرى بالوجود فيها وفقاً للمعاهدة. ويكون هذا التغيير الحادث على الأرض سبباً فى إطلاق عملية سياسية تكسر القيود التى فرضتها معاهدة السلام على الوجود العسكرى المصرى فى سيناء، وأفضل وقت يمكن أن تأخذ مصر فيه هذه الخطوة سيكون عند اندلاع مواجهة جديدة بين إسرائيل وطرف آخر غير مصر، كحزب الله مثلاً، تفرض مصر واقعاً جديداً على أرض سيناء، مطمئنة إسرائيل بأن هذا التحرك ليس موجهاً ضدها. وتأكيداً لحسن نواياها، قد لا تعلن مصر عن نشر قواتها فى سيناء على الصعيد الداخلى، إلا أن إسرائيل قد تظل غير مطمئنة للتحرك المصرى، مطالبة القاهرة بسحب قواتها من سيناء، أو مواجهة خيار وخطر الحرب».
ملف خاص
كتاب أمريكى جديد يرصد الأسئلة المهمة والنتائج المتوقعة: 5 سيناريوهات للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل
السيناريو الأول للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل: التنظيمات الإرهابية تخرج عن السيطرة.. وإسرائيل تتدخل
السيناريو الثانى للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل : مصر تهرب من الضغوط الداخلية إلى «حرب محدودة»
سيناريوهات للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل : الإخوان سيقدمون أنفسهم كـ«متطوعين مستقلين» وهم أكبر المستفيدين
السيناريو الثالث للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل قلق إسرائيل من التسليح المصرى يدفعها لـ«حرب استباقية»
السيناريو الرابع للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل «إيران» تشعل المواجهة بين البلدين عبر «حماس» فى غزة
السيناريو الخامس للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل مصر تنشر قواتها فى سيناء بما يستفز إسرائيل للحرب
سيناريوهات الحرب القادمة بين مصر وإسرائيل :الأمريكان مصر قادرة على شن حرب كاملة ضد إسرائيل دون أى دعم أمريكى