كتاب أمريكى جديد يرصد الأسئلة المهمة والنتائج المتوقعة: 5 سيناريوهات للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل
هل هو احتمال بعيد إلى هذا الحد.. أم أنه، للأسف، أقرب من اللازم؟
حرب «جديدة» بين مصر وإسرائيل. حرب لا تريد أن تنتهى.. لا تعرف متى يمكن أن تبدأ ولا كيف ستنتهى، لكنها تظل احتمالاً موجوداً وقائماً على الرغم من أنف الجميع.
ربما تراجع التهديد الإسرائيلى فى نظرنا كمصريين فى الفترة الأخيرة، بعد أن رأينا «العدو» الحقيقى بيننا، يحمل ملامحنا، ويتحدث بلغتنا، ويفتح حدودنا للإرهاب والقتل بشكل لم يفعله فينا أعتى المحتلين والغزاة. ربما لم تعد «الحرب مع إسرائيل» خطراً قائماً بتلك الخشونة وتلك الحدة التى كان موجوداً بها، أمام خطر «وحشية» جماعات همجية أخرى لا تعرف حداً ولا رحمة، صار شعار «لا إله إلا الله» على رايات سوداء يثير القلق فينا أكثر من نجمة داوود، وأصبح أعداؤنا فى الخارج يضربوننا بوسائل الإعلام، وتقارير المنظمات الحقوقية، ورفع شعارات وأكاذيب «رابعة»، بدلاً من الدبابات والطائرات والقذائف الإسرائيلية التى كانت تحمل يوماً ما ذلك المعنى التقليدى والمباشر للحرب.
مصر فى حالة حرب غير تقليدية صحيح.. لكن الحرب التقليدية بالمدافع والرشاشات والطائرات والدبابات، مع العدو التقليدى «إسرائيل» ما زالت أمرا مطروحا، وقويا وقائما.[FirstQuote]
هذا على الأقل هو ما يقترحه صدور كتاب أمريكى حديثاً، حمل اسم «الحرب المقبلة بين مصر وإسرائيل». صراحة بلا مواربة ولا تجميل. كتاب حمل توقيع الخبير الاستراتيجى الإسرائيلى «إيهود عيلم»، الذى عمل مستشاراً لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وتخصص فى شئون الأمن القومى الإسرائيلى لأكثر من 20 عاماً. وقرر أن يضع فى ذلك الكتاب تصوراته لشكل الحرب المقبلة بين مصر وإسرائيل باعتبارها أمراً واقعاً، قائماً، قاتماً، لا فائدة ترجى من التحايل على وجوده أو تجاهله، أو التظاهر بأن حالة السلام البارد بين البلدين يمكن أن تقلل من إمكانية اندلاع الحرب بينهما.
تكمن أهمية الكتاب فى توقيت صدوره، فهو الكتاب الأول الذى يدرس إمكانية نشوب حرب بين مصر وإسرائيل بعد عهد مبارك، وثورتى يناير ويونيو. وهو يأخذ فى اعتباره تلك المستجدات التى طرأت على الساحة السياسية والأمنية المصرية بعد سقوط نظام الإخوان وتوحش الإرهاب فى سيناء. يحاول الكتاب أن يقرأ خريطة الحرب المستقبلية من جميع زواياها المتاحة أو الممكنة: ما الذى يمكن أن يؤدى لإشعال تلك الحرب؟ هل يمكن أن تلعب التنظيمات الإرهابية فى سيناء دوراً فى إطلاقها؟ هل تخرج مصر منها منتصرة ولو بتعديل معاهدة كامب ديفيد وإعادة نشر قواتها فى سيناء، أم أن إسرائيل هى التى ستجد نفسها أمام «عش دبابير» لا تعرف كيف تحكمه ولا تسيطر عليه؟[SecondQuote]
كيف يمكن أن تستفيد إيران من إشعال حرب بين البلدين؟ وهل يمكن أن يصل ضغط الأزمات الداخلية فى مصر إلى لحظة تتخذ فيها القاهرة قرار الحرب مع تل أبيب هرباً منها؟ إلى أى مدى يمكن الرهان على توتر العلاقة بين الجيش والشعب المصرى؟ وهل يمكن أن يفكر الشعب فى الهرب من خطر الحرب الأهلية -لو هدده- إلى نار الحرب التقليدية مع إسرائيل؟
كيف يمكن أن يستفيد الإخوان من إشعال الحرب بين البلدين؟ وهل ينجحون فى اختراق صفوف الجيش بحجة التطوع لقتال العدو؟ هل تقف أمريكا ساكنة أمام أى تحرك مصرى ينذر بالحرب، أم أن مصر لا يمكنها أن تواجه إسرائيل أبداً طالما ظلت علاقاتها متوترة مع «واشنطن»؟
كلها أسئلة يحاول الكتاب الرد عليها، بما يكشف على الأقل طريقة التفكير الإسرائيلى وتخيلاته لهذه الحرب. تكشف أن هذه الحرب احتمال يتعامل معه الخبراء العسكريون الإسرائيليون على أنه أمر واقع وقائم، وربما قريب.
يبدأ الكتاب رصده للعلاقات القائمة بين إسرائيل ومصر منذ حكم الرئيس مبارك، يقول: «خلال حكم الرئيس مبارك، كانت إسرائيل تنظر إلى علاقتها بمصر على أنها نوع من السلام البارد، كانت إسرائيل حتى نهاية السبعينات تنظر إلى الجيش المصرى باعتباره يشكل أكبر تهديد عليها، لكن على مدى العقود الثلاثة الأخيرة تغيرت النظرة الإسرائيلية لمصر، أصبحت العلاقات بينهما هى العلاقات الطبيعية والمتوقعة بين إسرائيل وبين دولة عربية كبرى لا يغيب عنها استمرار الصراع العربى الإسرائيلى».
ويتابع: «كان هناك أيضاً نوع ما من التفاهم المشترك بين البلدين حول بعض القضايا الاستراتيجية المهمة، منها مثلاً، النظر إلى إيران على أنها تمثل تهديداً لمصالحهم، وأهمية تجنب المواجهة بين إسرائيل والدول العربية أو التنظيمات المسلحة مثل حركة حماس. كل من إسرائيل ومصر كانت تعرف جيداً مدى فداحة الثمن الذى يمكن أن تدفعه جراء المواجهة الإسرائيلية العربية، وهو ما ساعد على صمود اتفاقية السلام فى وجه العديد من الضغوط، بل ولعبت مصر حتى فى كثير من الأحيان دور الوسيط فى المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بما قلل من فرص التصعيد بين الجانبين، كما أنه من المعروف أن هناك شكلاً من أشكال التعاون بين البلدين فى مجالات الزراعة والتجارة والغاز الطبيعى».[ThirdQuote]
يقول إيهود عيلم: «فى منتصف يناير 2012، عقب إجراء المناورة المصرية «ناصر -6» فى سيناء، قال الفريق محمود حجازى، رئيس أركان الجيش المصرى الثانى الميدانى وقتها، إن هذه المناورة جاهزة للتنفيذ فى حالة حدوث هجوم من إسرائيل على قناة السويس. وفى أكتوبر 2012 قال الفريق أول «عبدالفتاح السيسى»، الذى كان قائداً للجيش وقتها، بعد تدريب للجيش فى سيناء، إنه أثبت استعداد وجاهزية القوات المسلحة للتعامل مع أى تهديد يواجه سيناء أو أى جزء فى مصر. كان واضحاً أنه يشير إلى إسرائيل ضمن من يتحدث عنهم. ويتابع: «فى المقابل، قال العميد الإسرائيلى المتقاعد عوديد طيرة، فى أواخر أبريل 2012، إن مصر عدو محتمل، لكن الواقع أن كلا الطرفين أدرك أن عليه أن يبتعد عن أى تصريحات أو أفعال تمس هذه المنطقة الشائكة والملتهبة، حتى لا يفاجأوا بأن مخاوفهم قد تحققت بالفعل على أرض الواقع، وأنه تسبب، من فرط توجسه، فى اندلاع حرب لا يريدها أى من الطرفين. لكن فى الوقت نفسه لا تملك مصر ولا إسرائيل ترف تجاهل أو إنكار احتمال نشوب تلك الحرب». ويتساءل: «إذن ما الاحتمالات الفعلية لنشوب تلك الحرب فى المستقبل؟ إن هناك عدة عوامل لا بد من أخذها فى الاعتبار عند الرد على هذا السؤال، على رأسها التوتر بين مصر وإسرائيل بسبب ما يحدث فى قطاع غزة.
ملف خاص
السيناريو الأول للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل: التنظيمات الإرهابية تخرج عن السيطرة.. وإسرائيل تتدخل
السيناريو الثانى للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل : مصر تهرب من الضغوط الداخلية إلى «حرب محدودة»
سيناريوهات للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل : الإخوان سيقدمون أنفسهم كـ«متطوعين مستقلين» وهم أكبر المستفيدين
السيناريو الثالث للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل قلق إسرائيل من التسليح المصرى يدفعها لـ«حرب استباقية»
السيناريو الرابع للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل «إيران» تشعل المواجهة بين البلدين عبر «حماس» فى غزة
السيناريو الخامس للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل مصر تنشر قواتها فى سيناء بما يستفز إسرائيل للحرب
سيناريوهات الحرب القادمة بين مصر وإسرائيل :الأمريكان مصر قادرة على شن حرب كاملة ضد إسرائيل دون أى دعم أمريكى