السيناريو الأول للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل: التنظيمات الإرهابية تخرج عن السيطرة.. وإسرائيل تتدخل
يبدأ السيناريو الأول للحرب بين مصر وإسرائيل، كما يرى الكتاب، من انفلات التنظيمات والجماعات الإرهابية التى تعشش فى شبه جزيرة سيناء، وخروجها عن السيطرة، بحيث تؤدى لاشتعال الحرب بين البلدين.
يقول الكتاب «لا تجد مصر مفراً من التعامل العسكرى العنيف مع الجماعات الإرهابية التى انتشرت فى سيناء، خاصة مع علمها أن أى هجوم تطلقه تلك الجماعات الإرهابية من قلب سيناء على إسرائيل يمكن أن يتسبب فى أزمة تصل إلى حد الحرب بين البلدين، وهو التوتر الذى وصل إلى أقصاه فى أعقاب الفوضى التى ضربت شبه الجزيرة فى 2013، وأدى إلى ازدياد خطورة وحدة واحتمالات المواجهة العسكرية بين مصر وإسرائيل، ونجاح تلك التنظيمات الإرهابية فى إشعال فتيل حرب بين البلدين يعد فى حد ذاته «نصراً عظيماً» بالنسبة لتلك الجماعات.
ويتابع: «كانت مخاطر تلك الجماعات من وجهة نظر الجانب الإسرائيلى تتمثل فى قدرتها على تحقيق إصابات كبيرة بين المدنيين، مسببة إصابات (سياسية) أكثر من كونها عسكرية لتل أبيب. وما كان يزيد من صعوبة الأمر هو عدم قدرة جيش الدفاع الإسرائيلى على شن ضربات استباقية ضد هذه التنظيمات؛ لأن هذا يعنى اعتداءه مباشرة على السيادة المصرية والدخول فى مواجهة مباشرة مع الجيش المصرى، وكل ما استطاعت إسرائيل فعله هو تعزيز المراقبة لمنع اختراق الحدود، والاعتماد بشكل أساسى على منظومة الدفاع الجوى (القبة الحديدية) لصد الهجمات المحتملة للجماعات الإرهابية».
ويواصل: «وفى نهاية يونيو 2013، قال الميجور جنرال عوزى ديان، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلى: إن معاهدة السلام مع مصر قائمة على إبقاء أجزاء من شبه جزيرة سيناء خالية من الوجود العسكرى المصرى، لكن لا بد أن تكون خالية أيضاً من الإرهاب. وفى حالة عدم تحقق هذين الشرطين، تفقد معاهدة السلام عمقها الاستراتيجى بالنسبة لإسرائيل، وينبغى عليها أن تتحرك فى تلك اللحظة لحماية نفسها. وعلى ما يبدو، فإن أسوأ سيناريو بالنسبة لإسرائيل فى هذه النقطة، هو أن تظل سيناء منطقة خارجة عن السيطرة، وقاعدة تنطلق منها هجمات التنظيمات الإرهابية، والأهم: أن الجيش المصرى فى هذه الحالة قد يلجأ إلى نشر قوات على مساحات واسعة فى سيناء للسيطرة على هذا التهديد الإرهابى حتى من دون الحصول على موافقة إسرائيل».
ويواصل: «بالنسبة لمصر، سيكون الموقف مختلفاً. صحيح أن خطورة الوضع فى سيناء تثير القلق فى مصر، إلا أن تلك الفوضى هناك يمكن أن تكون فرصة للقاهرة لكى ترسل قواتها العسكرية إلى هناك، وبشكل ما، فإن انطلاق سلسلة من الهجمات الإرهابية من سيناء على إسرائيل يمكن أن يصب فى النهاية فى مصلحة مصر، لو نجحت فى توصيل فكرة أن الوجود العسكرى المصرى القوى فى سيناء هو الأمر الوحيد الذى يمكن أن يردع تلك التنظيمات الإرهابية. بمعنى آخر: كلما ازداد الوضع فى سيناء سوءاً، صار موقف مصر أفضل من ناحية أخرى».
ويرى الكتاب أن الوجود العسكرى المصرى وإنهاء قاعدة إبقاء سيناء منطقة منزوعة السلاح أكثر أهمية بالنسبة للقاهرة من القضاء على الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى شبه الجزيرة، وسيظل ذلك الخيار مطروحاً بالنسبة لمصر، طالما ظلت الفوضى فى سيناء بشكل ما تحت السيطرة، دون أن تمتد لتهديد قناة السويس وأجزاء أخرى من مصر، الأمر الذى يمكن أن يهدد الاستقرار الأمنى الداخلى فى البلاد، الذى يعانى أصلاً ضربات شديدة.
ويتابع: «لا ينفى هذا أنه من الممكن أن تندلع الحرب المقبلة بين مصر وإسرائيل لو بدا أن مصر غير قادرة أو غير راغبة فى القضاء على الإرهاب فى سيناء. عندها من الممكن أن تتحرك إسرائيل لوضع حد لذلك الخطر الذى يهدد أمنها، كما فعلت فى اجتياحها لبعض المناطق التى كانت تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، فى الفترة بين عامى 2000 و2005 عندما عجزت السلطة عن السيطرة على انطلاق هجمات من ميليشيات مسلحة فى تلك المناطق ضد إسرائيل».
ويواصل: «خسرت مصر قطاع غزة لصالح إسرائيل فى حرب عام 1967، تقبلت مصر هذا الوضع، بل ربما حتى أرادت التنازل عن قطاع غزة الذى لم يعد يمثل بالنسبة لها إلا كتلة متزايدة من الفقراء والمهمشين، فى الوقت الذى لم يكن فيه الرئيس الأسبق أنور السادات راغباً فى تولى رعاية الفلسطينيين. أما إسرائيل، فهى تفهم جيداً أن هناك مناطق فى سيناء تعانى مشاكل أمنية وسياسية واقتصادية، وأنه لو نجح جيش الدفاع الإسرائيلى فى احتلال سيناء فى أى لحظة، فربما تكون بذلك قد أسدت خدمة لمصر بتخليصها مؤقتاً من (عش الدبابير) الذى يسمى سيناء، لكى تنجح مصر ولو مؤقتاً فى التركيز على العديد من الملفات الشائكة الداخلية الأخرى».
ويضيف: «بل إنه من الممكن أن تستغل مصر احتلال إسرائيل لجزء من سيناء لإبقاء وجود عسكرى مكثف لقواتها فى باقى الأجزاء، والأهم أنها ستستغل الفرصة لكى يلتف باقى أفراد الشعب حول حكومتهم كما يحدث فى الأزمات الوطنية عادة».
ملف خاص
كتاب أمريكى جديد يرصد الأسئلة المهمة والنتائج المتوقعة: 5 سيناريوهات للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل
السيناريو الأول للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل: التنظيمات الإرهابية تخرج عن السيطرة.. وإسرائيل تتدخل
السيناريو الثانى للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل : مصر تهرب من الضغوط الداخلية إلى «حرب محدودة»
سيناريوهات للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل : الإخوان سيقدمون أنفسهم كـ«متطوعين مستقلين» وهم أكبر المستفيدين
السيناريو الثالث للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل قلق إسرائيل من التسليح المصرى يدفعها لـ«حرب استباقية»
السيناريو الرابع للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل «إيران» تشعل المواجهة بين البلدين عبر «حماس» فى غزة
السيناريو الخامس للحرب القادمة بين مصر وإسرائيل مصر تنشر قواتها فى سيناء بما يستفز إسرائيل للحرب
سيناريوهات الحرب القادمة بين مصر وإسرائيل :الأمريكان مصر قادرة على شن حرب كاملة ضد إسرائيل دون أى دعم أمريكى