كن نفسك وألق بكل الأقنعة فى سلة القمامة
- أمير الجماعة
- روبين ويليامز
- عيد العمال
- منابر المساجد
- وزارة التعليم
- آية
- أدمغة
- أشعار
- أمير الجماعة
- روبين ويليامز
- عيد العمال
- منابر المساجد
- وزارة التعليم
- آية
- أدمغة
- أشعار
- أمير الجماعة
- روبين ويليامز
- عيد العمال
- منابر المساجد
- وزارة التعليم
- آية
- أدمغة
- أشعار
- أمير الجماعة
- روبين ويليامز
- عيد العمال
- منابر المساجد
- وزارة التعليم
- آية
- أدمغة
- أشعار
هناك مشهد محفور فى ذاكرتى لا أنساه من فيلم «مجتمع الشعراء الموتى»، هذا الفيلم الرائع للعبقرى روبين ويليامز، حين يطلب مدرس الشعر الإنجليزى من الطلبة فى الفصل قراءة مقدمة المنهج التى وضعها أكبر ناقد حاصل على دكتوراه الفلسفة فى الشعر، وفيها يشرح بطريقة المعادلات صفات الشعر الجيد وكأنه يصف طريقة طبخة. بعد أن يستمع المدرس إليهم يطالبهم بتمزيق المقدمة ونزع الصفحات من الكتاب، ويأتى إليهم بسلة قمامة ليجمع فيها تلك الأوراق التى سترت عنهم الحقيقة!! يطالبهم المدرس بأن يصعدوا على الديسك والمكتب ويقفوا مقتربين من سقف الفصل لينظروا إلى الأمور من زاوية مختلفة، يحثهم المدرس على كتابة أشعارهم التى يحسون بها حتى ولو كانت رديئة وتفتقر إلى أبجديات ما يطلق عليه الشعر الجيد، يستفزهم ليخلعوا كل أقنعة الشعراء النمطيين القدامى من مجتمع الشعراء الموتى ويكونوا أنفسهم، لهم بلاغتهم الخاصة ومعجمهم المتفرد وقاموسهم الذاتى الذى يعبر عنهم. ما أكثر الصفحات التى يجب تمزيقها فى مناهج مدارسنا وفى حياتنا، وما أكثر الأقنعة التى نرتديها لنُرضى مجتمعنا المخدر بالكسل اللذيذ والمريض بفوبيا التغيير. نعيش حياتنا لنكرر نسخة حصة التعبير التى حفظناها من مدرس العربى، وضع لنا عناصر موضوع التعبير حتى لا نحيد عنها، أمرنى بأن أبدأ موضوع التعبير بآية أو حديث أو بيت شعر، رش على الموضوع بهارات الاستعارة المكنية والجناس من ملاحة البلاغة التى سلمها لك سجّانو المدرسة، عندما تكبر وتتخرج وتواجه الحياة إذا حباك الله بموهبة لا بد أن تكتب رواية على مقاس من علموك تلك البلاغة العفنة، وتخط شعراً على حسب الكتالوج الذى تسلمته منذ كنت طفلاً، عندما تمارس شيئاً أو تحاول إبداعاً أو تسلك تصرفاً ما عليك إلا أن تفتح دلفة دولاب المألوف والجاهز والعادى والمقبول وترتدى القناع الجاهز، ترسم الشجرة التى يريدها المدرس، وفى عيد العمال ترسم الميدالية الجاهزة التى يتوسطها الترس والمفتاح الإنجليزى!! تحفظ التاريخ كما هو مطلوب فى الامتحان حتى ولو حكت لك أحجار المعابد ومنابر المساجد ونبض الناس وأشلاء الضحايا ونكت الشارع غير ذلك بل نقيضه، لا تبحث فى المسكوت عنه فالخرس منجاة والصمت فضيلة، المهم اجتياز الامتحان بقناع تاريخهم الذى أرادوه وتمنوه وليس الذى عاشوه ويكتوون بناره حتى هذه اللحظة، نحتاج إلى أكبر سلة قمامة فى العالم لكى نجمع فيها كل الصفحات التى نريد تمزيقها، ومعها كل الأقنعة التى منعتنا من أن نعيش حياتنا بجد، حتى التجارب العلمية فى المعمل المدرسى لم نرها بل تخيلناها كما أراد المدرس، وهو حتماً الصادق الذى ينقل إلينا بأمانة ما يريده الكهنوت أبانا الذى فى وزارة التعليم، المدرس المطاع الذى يسلم عقولنا بسهولة إلى أمير الجماعة المطاع والداعية المطاع والحاكم المطاع.. إلخ، تصبح عقولنا وجبة سهلة لغاسلى الأدمغة ومزيفى الوعى، وعندما تقترب خطواتنا من القبر وتزحف علينا تجاعيد الكهولة نكتشف ونحن ننظر فى المرآة أننا لم نكن أنفسنا أبداً فى أى مرحلة من حياتنا، وأن وجهنا وملامحنا ليست إلا قناعاً، وعندما نحاول خلع تلك الأقنعة نجدها قد التصقت باللحم والعظم، خلعها لن يكون إلا بالدم وبطلوع الروح.
- أمير الجماعة
- روبين ويليامز
- عيد العمال
- منابر المساجد
- وزارة التعليم
- آية
- أدمغة
- أشعار
- أمير الجماعة
- روبين ويليامز
- عيد العمال
- منابر المساجد
- وزارة التعليم
- آية
- أدمغة
- أشعار
- أمير الجماعة
- روبين ويليامز
- عيد العمال
- منابر المساجد
- وزارة التعليم
- آية
- أدمغة
- أشعار
- أمير الجماعة
- روبين ويليامز
- عيد العمال
- منابر المساجد
- وزارة التعليم
- آية
- أدمغة
- أشعار