رئيس الوزراء و«مميش» يفتتحان القناة الجانبية لـ«شرق بورسعيد» لرفع تصنيف الميناء عالمياً

10:46 م | الأربعاء 24 فبراير 2016

افتتح المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بشكل رسمى، أمس، قناة شرق بورسعيد الملاحية فى ظل تكثيفات أمنية مشددة، وبحضور الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس. {left_qoute_1}

وقال «مميش» فى تصريحات صحفية، حتى مثول الجريدة للطبع، إن افتتاح القناة الجانبية بميناء شرق بورسعيد يوفر 10 ساعات كاملة للسفن العابرة من قناة السويس إليها، لافتاً إلى أن حفرها كان ضرورة لتشغيل عقود الماكينات للعبور إلى الميناء، وأنها ستسمح للسفن بالمرور من البحر المفتوح مباشرة إلى الميناء، وهو ما سيؤدى إلى زيادة معدلات دخول السفن إليها، ويرفع من تصنيف ميناء بورسعيد، خاصة أن المشروع قائم على استيراد المواد الخام، وكذلك تصدير مواد منتجة.

وتزينت محافظة بورسعيد بالأعلام و«بالونات العرض» و«الأنوار»، خلال الحفل وأطلقت السفن العابرة للقناة أبواقها للمشاركة فى الاحتفالات، ورفعت الهيئات والمصالح الحكومية أعلام مصر والقناة، فيما شاركت الإذاعة المحلية بيوم مفتوح على الهواء لنقل وقائع الاحتفال بالاشتراك مع إذاعة القناة والإذاعات الإقليمية، وعبر المواطنون عن فرحتهم بحفل الافتتاح وسط مشاركة مكثفة من أهالى المحافظة.

وشهدت المحافظة استنفاراً أمنياً من الدرجة الأولى وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية لتأمينها، فضلاً عن تمشيط سواحل البحر المتوسط ومجرى قناة السويس، بالتزامن مع عمليات تمشيط موسعة نفذها رجال الأمنى الوطنى وخبراء المفرقعات فى مختلف الأماكن الحيوية والمهمة، على رأسها مبنى هيئة قناة السويس «القبة»، وشرق بورسعيد والبنوك، فضلاً عن شن حملات موسعة على مدار الأيام الماضية استهدفت الخارجين على القانون والمشتبه بهم، وتأمين الأحياء المختلفة.

وأكد خبراء النقل والملاحة الدولية واللوجيستيات أن المشروع سيؤدى إلى سهولة دخول وخروج السفن المقبلة من وإلى ميناء شرق بورسعيد وزيادة حجم البضائع المتداولة فيها، وإضافة خطوط ملاحية جديدة ورفع تصنيف الميناء عالمياً.

وأشار الخبراء إلى أن القناة الجديدة ستساهم فى فتح فرص للاستثمار فى المنطقة المحيطة بالميناء بإنشاء مناطق صناعية ولوجيستية تعتمد على التصدير والاستيراد.

وقال الدكتور إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، إن مشروعى ازدواج قناة السويس وتنمية شرق بورسعيد من المشروعات التى ستضع مصر على خريطة التجارة الدولية، من خلال إقامة العديد من المناطق اللوجيستية التى ستتنوع ما بين «تخزين بضائع - هناجر - مناطق إدارية وخدمية»، لافتاً إلى أن حفرها لا يقتصر على تمكين السفن من الدخول إلى الميناء مباشرة، ولكن أيضاً إنشاء محطات حاويات وبضائع جديدة وتنفيذ منطقة تكنولوجيا، وأخرى للصناعات الخفيفة والمتوسطة ومناطق لصناعة وإصلاح السفن والصناعات البترولية.

وأشار «عبدالغفار»، إلى أن منظومة النقل البحرى فى مصر تحتاج لآليات محددة للنهوض، تبدأ بتجهيز الموانئ لتنافس عالمياً وتعميقها بما يسمح بدخول السفن العملاقة، ووضع الإجراءات التى تدعم العمل ولا تعرقله، خاصة أن مصر تمتلك الكثير من الموارد، والموقع المتميز وتوافر الكوادر البحرية، والذى يسهل علينا إعادة تأهيلها بالكامل ورفع مستواها، ولا بد من إدارتها واستغلالها بالشكل الأمثل، مؤكداً أهمية أن يكون للاستثمار دور رئيسى فى المرحلة المقبلة فى قطاع النقل البحرى، خاصة بعد قيام الحكومة بإنجاز مشروعى ازدواج قناة السويس وحفر القناة الجانبية بشرق بورسعيد فى وقت قياسى، لافتاً إلى أن «الأكاديمية العربية» تُسخر كل إمكانياتها لخدمة البلد للنهوض بالقطاع البحرى من خلال الخبرات والكوادر والأبحاث التى تقوم بها لخدمة القطاع البحرى.

وأكد الدكتور أحمد سلطان خبير النقل البحرى الدولى واللوجيستيات، أن القناة الجانبية الجديدة هى مجرد مدخل مستقل لدخول السفن لميناء شرق بورسعيد بعيداً عن مدخل قناة السويس الرئيسى بما يمنح الفرصة بالدخول والخروج من الميناء دون الارتباط بالعبور من البوابة الرئيسية للقناة، لافتاً إلى أن القناة الجانبية طولها 9.5 كم وعرضها 250 متراً وعمقها 18.5 متر بتكلفة قدرها 36 مليون دولار، وهى ستساهم فى زيادة الطاقة الاستيعابية للميناء بما يقرب من 4 آلاف سفينة سنوياً بما يمكن الميناء من استيعاب النمو المستقبلى فى حركة وأعداد السفن. وطالب «سلطان»، الحكومة بالتركيز على دعم مشروعات تنمية القناة، وعلى الأخص خدمات القيمة المضافة والأنشطة اللوجيستية وخدمات السفن بهدف زيادة إيرادات الدولة من حركة التجارة العابرة من قناة السويس. وقال اللواء عصام بدوى، أمين عام اتحاد الموانئ العربية، إنه فى الوضع السابق كانت القافلة المتجهة من الشمال إلى الجنوب تنتظر حتى تخرج كل السفن من الميناء، وبعد ذلك تنفصل عن القافلة حتى تأخذ دورها فى الدخول إلى ميناء شرق بورسعيد، وهو كان يؤدى إلى انتظار السفن لمدة لا تقل 12 ساعة، أما فى الوضع الجديد تدخل السفينة مباشرة عن طريق القناة الجديدة إلى ميناء شرق بورسعيد مباشرة دون انتظار أى قافلة سواء من الشمال إلى الجنوب والعكس، وهو ما أدى إلى توفير الوقت والانتظار بما سيكون له مردود فى زيادة إيرادات عبور السفن.

وأشار «بدوى» إلى أن القناة الجانبية ضمن مخطط تطوير منطقة شرق بورسعيد بالكامل من خلال خلق مناطق صناعية ولوجيستية ومجتمعات عمرانية وتجارية جديدة، لافتاً إلى أنه فى حال تطبيق نماذج موانئ «روتردام»، فى هولندا، وسنغافورة و«جبل على» فى «دبى» سينقل مصر نقلة نوعية، وسيكون لها مردود اقتصادى كبير وسيخلق مناطق صناعية جديدة ويوفر الآلاف من فرص العمل.

وقال الدكتور محمد على، مستشار وزير النقل لقطاع النقل واللوجيستيات، عميد معهد النقل الدولى واللوجيستيات للدراسات العليا، إن المشروع يتيح لميناء شرق بورسعيد عبور أكبر قدر من السفن دون إهدار وانتظار للوقت الذى كان يصل فى بعض الأحيان إلى 8 ساعات وفقد بسببه الميناء عدداً من الخطوط بسبب طول مدة الانتظار.

وأشار «على» إلى أن المشروع سيؤدى إلى زيادة تداول الحاويات وجذب خطوط ملاحية جديدة وتشغيل عمالة من خلال تنفيذ المشروع المتكامل لمنطقة شرق بورسعيد، مؤكداً أن مصر مؤهلة وقادرة أن تكون دولة بحرية ولوجيستية، وتنافس الموانئ العالمية بعد تنفيذ المشروعات العملاقة والقيمة المضافة.