زوجي العزيز.. لست حرا يا حبيبي

كتب: اميمة عز الدين

زوجي العزيز.. لست حرا يا حبيبي

زوجي العزيز.. لست حرا يا حبيبي

أعشق القراءة، فهي متعتي الوحيدة في وقت فراغي، بخاصة بعد أن كبرت ابنتي والتحقت بالجامعة، وتخففت قليلا من مسؤوليات المنزل، ويبدو أن زوجي تخفف أيضا من المسؤوليات، وصار أكثر حرية في الخروج والتنزه، يسهر لوقت متأخر ليلا، ويستمتع بحياته دون أن يشركني فيها، مبررا ذلك بأن اهتماماتنا مختلفة، وهذا ما يميز زواجنا ويجعله أكثر متانة بالنسبة لوجهة نظره.

قلت لزوجي ونحن نتناول الغداء خارج المنزل- بعد إلحاح مني-، إني قرأت حوارا ما يزال عالقا في ذهني حتى اليوم يتعلق بالحرية، فنظر لي بدهشة ولامبالاة، قائلا: "ما هو؟"، قلت بهدوء: "حين كان البطل يحدث صديقه زوربا في رواية زوربا اليوناني للكاتب نيكوس كازانتزاكيس، حيث يقرر في ثقة أنه حر، لكن زوربا يرد عليه قائلا: كلا.. لست حرا، كل ما في الأمر أن الحبل المربوط حول عنقك أطول قليلا من حبال الآخرين".

فهم أخيرا ما أرمي إليه من تلميحات، فترك المطعم في هدوء قائلا: "أنا حر"، فعدت بمفردي للمنزل لكن لم أجده، كان في نزهة مع أصدقاء الدراسة، تأخر كعادته، ولم أعاتبه بل تركته يمارس حياته وحريته كما ينبغي، وبحثت عن اهتمامات أخرى تشغل وقتي كي أستفيد منها، فلم أجد غير الاشتراك في جمعية خيرية لتزويج الفتيات اليتيمات.

كانت فكرة رائعة شغلت وقتي بها، وشعرت بمتعة العطاء من جديد، حتى شعر زوجي بانشغالي عن متابعته ومراقبته، فاعتبر أنني لم أعد مهتمة بوجوده، فأصبح يتعمد عدم الخروج من المنزل، بل وتطور الأمر الى طلبه كتاب عن تاريخ العرب في الأندلس، لأنه مهتم بقراءة الفترة التاريخية، اعتبرتها مبادرة لمشاركة الاهتمام ولم أبخل عليه.


مواضيع متعلقة