زوجي العزيز.. القلب الكبير لا يتصيد الأخطاء

كتب: اميمة عز الدين

زوجي العزيز.. القلب الكبير لا يتصيد الأخطاء

زوجي العزيز.. القلب الكبير لا يتصيد الأخطاء

حينما كنت أتشاجر مع زوجي، كنت أهرع له دائما أعاتبه وأصالحه إلى أن تعود مني هذا السلوك حتى لو كان مخطئا.. كنت أرى أن قلب الإنسان مثلما قال جوتة "كبير جدا يتسع للتسامح والمودة الصادقة"، وأوافقه على المقطع الأخير من عبارته، ومفادها أن قلب الإنسان هش جدا يكسره أخف وأقل شيء، لذلك نحزن كثيرا حينما نرعى من نحبهم وهم يقسون علينا، ويمارسون ضغوطا نفسية عنيفة لاستنزاف مشاعرنا.

كانت أختي الكبيرة تشتكي من تعنت زوجها وإهماله لها ومشاعرها، رغم عدم تقصيره ماديا في شؤون البيت والعائلة بوجه عام، حتى وصل الأمر بينهما إلى طريق مسدود، ليكون الانفصال نتيجة حتمية، والطلاق مصيبة كبيرة حيث انفرط عقد الأسرة وتشتت.

كنت أراقب هذا بقلق بالغ، فأنا لا أرغب في الانفصال والطلاق، لذلك حاورت زوجي بصراحة ووضوح، وطلبت منه أن يكف عن تناول الأمور بسطحية خاصة عند وجود خلافات بيننا، فأقل شيء يمكن أن يؤثر سلبا أو إيجابا على علاقتنا التي استمرت أكثر من 10 سنوات، وأثمرت عن وجود طفل جميل يملأ حياتنا، ويجعل لها معنى.

ربما كلمة طيبة يكون لها مفعول السحر، وتجعل القلب يرق، وأيضا رب كلمة قاسية قد توجع القلب وتحول حياتنا إلى جحيم، وتحتاج العلاقة الزوجية إلى قلب كبير يتسع ويتفهم، يسامح ويغفر دون مقابل، ولا يتصيد الأخطاء.

أعترف أنني ساهمت بقدر كبير في توتر علاقتنا، لكني راجعت نفسي، ووجدت أن الأسرة تحتاج إلى وجودنا نحن الاثنين، رجل وامرأة، أب وأم، حتى تسير الحياة بحلوها ومرها ونستطيع تربية طفلنا الوحيد في بيئة عائلية صحية خالية من المشاكل والتعقيدات.  


مواضيع متعلقة