"حب الحيوانات" بعد الخوف منها.. "كنا فين وبقينا فين"

كتب: سلوى الزغبي

"حب الحيوانات" بعد الخوف منها.. "كنا فين وبقينا فين"

"حب الحيوانات" بعد الخوف منها.. "كنا فين وبقينا فين"

خوف الأهالي على أطفالهم خصوصًا من الحيوانات التي يُعرف عنها شراستها وإبعادهم عنها قدر الإمكان، قد يحرم أبناءهم من مشاعر صادقة تضفي رونقًا خاصًا على حياتهم قد لا يجدونها في أقرب الأقربين من البشر، ومع الكبر يتحول خوف البعض من الحيوانات الذي غُرز بداخلهم إلى حب غزير لأسباب عدة.

زرع أشقاء فاطمة واصل، خوفها من الكلاب منذ صغرها، فكانوا يربون كلابًا، ويحرضونها على الركض خلف أختهم الصغرى حتى "تعضها" دون أن تؤذيها أو تترك علامة في جسدها، اعتقدوا أن هذا مزاحًا بينما ذلك الفعل خلق شعورًا بالخوف ورفض الحيوانات بداخلها.منذ فترة قصيرة، وبعدما أضحت الصغيرة، فتاة عشرينية، أخذت تقرأ عن الكلاب لكثرة رؤيتها لها، وكذلك مواقف الوفاء التي يرويها أصحاب تلك الكلاب فأحبتهم من القراءة، وأصبحت تلهو مع الكلاب، وتمشي وهي سعيدة بالتقرب من تلك الكائنات.

"الوفاء"، الصفة التي قد تفتقدها فاطمة في حياتها، وسمعت بأنها من شيم الكلاب، فأحبتها شكل زائد، واختلطت بها، حتى تلاحم معها "كلب" واحتضنها دون سابق تعامل في لحظة كانت تحتاج فيها لذلك الحضن بعدما افتقدته في البشر، ولكن هذا ليس شفيعًا حتى الآن عند "فاطمة" للتقرب من الكلاب الموجودة بالشوارع التي لا صاحب لها.

"الكلاب بتحس، الكلاب بتدافع عن صحابها، صاحبوا كلاب ومتصاحبوش بني آدمين".. خلاصة تجربة فاطمة مع الكلاب التي ما عادت تخشاها بل تتمنى لو تستطيع يومًا شراء كلب.لم تكن تحب نيرة حشمت، الحيوانات، لأنها كانت تسبب لها الضرر وتصف احتكاكها في الصغر مع القطط بأنها "تجارب مرعبة"، فأخافتها عائلتها منها كثيرًا وحتى الآن لا تحبها، لكنها تتحملها غصبًا لأن أبناء شقيقتها وأقارب آخرين يربون القطط، وفي إحدى المرات قبلّتها قطة عندما كانت غاضبة، فأضحت "تستلطفهم" دون تقرب ملحوظ.

لكن القصة اختلفت مع نيرة في وجهة نظرها تجاه الكلاب، قديمًا كانت تسير وهي "تعض على لسانها" وفقًا للأساطير التي تقول إنّ تلك الحركة تمنع تسرب رائحة الخوف من جسدها للكلاب التي إذا شعرت بأنها خائفة ستنقض عليها، حتى بدأت منذ عامين في التعامل مع الكلاب.

اقتناء أقاربها للكلاب، جدد اللقاءات وجعلها تقترب منها مرة وأخرى، حتى بدأت تألفها الكلاب أيضًا فتحتضنها أحيانًا من ظهرها بشكل مفاجئ لتعلب معها، وأعجبت بأدب الكلاب رغم خوفها الذي لم يزول نهائيًا حينها.وبعدما وضعت "كلبة" مولودها ورأتها نيرة فأضحت الوافدة الجديدة "لي لي" صاحبة الفضل في التحول الذي وصفته نيرة بـ"التاريخي"، وأخذت لقب "أول حيوان تحمله"، وتزور تلك الأسرة خصيصًا لرؤية "الكلبة"، ونسيت إحساسها بالتقزز عند تنظيفها، وأصبحت تنظف الكلبة التي أطلقت عليها اسم "لي لي"، وتصنع لها الأكل "اللي مبتطيقش ريحته"، ووجدتها " كلبة دمها خفيف ذكية وحنينة على اللي بيحبها وتقريبًا فكرانا مخلوقين عشان نلعب معاها أو تلعب بينا".

بعد مضي عام وأربعة أشهر على وجود "لي لي"، أصبحت نيرة ترى في كل كلب في الشارع نسخة من "لي لي" وتود ملاعبته، واكتشفت أن "التعامل مع مجهول في خيالنا "بيخلينا نخاف لكن المجهول لما بيبقي عادي ومعتاد خلاص راحت الأزمة".


مواضيع متعلقة