«الوطن» تجرى مواجهة بين «الصحة» والأطباء حول أزمة مستشفى المطرية

08:56 م | الاثنين 08 فبراير 2016

رئيس هيئة المستشفيات: بعض أعضاء النقابة أراد تهييج الموضوع وتصعيده

قال الدكتور هانى نصر، رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية بوزارة الصحة، إن حقوق أطباء مستشفى المطرية المادية والأدبية محفوظة بشكل كامل، رافضاً استغلال البعض للقضية سياسياً.

أضاف خلال حواره لـ«الوطن» أن اضطرار الأطباء للتنازل عن حقهم القانونى تم تداركه بتحرير المستشفى لمحضر ضد الأمناء لاقتحامهم المستشفى والاعتداء على الأطباء، وأن الأطباء المعتدى عليهم تنتظرهم مفاجأة كبيرة سيعلنها لهم الوزير خلال لقاء قريب معهم، وإلى نص الحوار:

■ تعددت الروايات حول حادث الاعتداء على أطباء المطرية.. فما الرواية التى تنطلقون منها؟

- لا شك أنها رواية الشهود، حيث دخل اثنان من أمناء شرطة قسم المطرية إلى استقبال المستشفى، أحدهما كان مصاباً بجرح، فحضر له النائب المقيم بالمستشفى وعالجه، ثم فوجئ بالأمين يطلب منه تقريراً مغايراً لما تمت معالجته، وهو ما رفضه الطبيب بالقطع فحدثت بينهما مشادة، غادر عقبها الأمين ثم أحضر 8 أمناء شرطة آخرين ممن معه بالقسم واعتدوا على الأطباء وسحلوهم، بحسب رواية الشهود واقتادوهم لقسم الشرطة.

{long_qoute_1}

■ وماذا حدث بعد ذلك؟

- اتصل مدير المستشفى بالمأمور فتم الإفراج عن الأطباء، وحينما توجهوا مرة أخرى للقسم لتحرير محاضر بالواقعة، وجدوا الأمناء حرروا محضراً مضاداً بتقرير طبى مزور، وقد تأكدت بنفسى من كونه مزوراً من مستشفى هليوبوليس، حيث دخل الأمين طالباً تقريراً لإصابته فى حادث مرورى ثم قدمه على أنه نتيجة التشاجر مع الأطباء، الأمر الذى أدى لتنازل الأطباء عن المحاضر التى حرروها حتى لا يتم حجزهم بقسم المطرية، وهو ما أضاع للأسف حقهم القانونى، ولو كنت موجوداً بالقاهرة حينها لما كان حدث مثل هذا التنازل، ولكننا استطعنا تداركه.

■ وكيف تداركتم الوضع؟

- طالبت مدير المستشفى فور عودتى بتحرير محضر اقتحام منشأة طبية والاعتداء على عاملين بها، والقبض عليهم بدون سند قانونى، وقدمت النقابة بلاغاً بالواقعة للنائب العام والبلاغان قيد التحقيق، وعلى أثرهما أصدر النائب العام قراره بفتح المستشفى.

■ هل لاحظت أن هناك تعاملاً خاطئاً مع الأزمة؟

- بالفعل هناك تعامل خاطئ جداً معها، فقد كان على من تدخلوا، سواء من نقابة أو غيرها، تهدئة الأمور وعدم تصعيدها لتصل لغلق المستشفى، ولو كنت موجوداً كنت سأؤكد للأطباء أن حقهم محفوظ وسينالونه بالقانون، ولم أكن لأوافق على غلق المستشفى وأضر بمصلحة الناس.

■ وممن كان التصعيد السلبى للأزمة؟

- للأسف بعض أعضاء النقابة أراد تهييج الموضوع وتصعيده، وقد جلست مع الأطباء الجمعة الماضى، وأكدت لهم أن حقهم محفوظ بشكل كامل، وأن النيابة تحقق فى الأمر وأطلعتهم على آخر مستجدات التحقيق، وأكدت لهم أن مأمور القسم ورئيس المباحث تم نقلهما، كما تم وقف الأمناء المعتدين عن العمل، وطالبتهم بسرعة العودة للعمل لعدم وجود حجة للإغلاق، فالدنيا كلها تسهم فى حل الأزمة وعلينا تقدير تلك الجهود. {left_qoute_1}

■ ومتى ستنتهى الأزمة بشكل كامل؟

- الموضوع فى طريقه للنهاية بالتدخل القوى للنيابة.

■ وماذا عما يطلق عليه البعض داخل مجلس نقابة الأطباء «يوم الكرامة» المزمع تنظيمه يوم 12 فبراير؟

- لا أرى داعياً أو مبرراً لذلك، فالأطباء يحصلون على حقهم وزيادة، ونحن كجهة إدارية قادرة بشكل كامل على جلب حقوقهم المادية والأدبية كاملة بالقانون، لذا أتمنى عدم تصيد المواقف أو استغلالها سياسياً من قِبل أى من الأحزاب، خاصة أن هناك مفاجأة سعيدة للأطباء الذين تم الاعتداء عليهم.

■ وهل يمكن أن نعلمهم بالمفاجأة عبر صفحات «الوطن»؟

- المفاجأة سيعلنها الوزير فى لقائه القريب مع الأطباء المعتدى عليهم.

وكيل «الأطباء»: تجاهل مطالبنا بالتحقيق مع المعتدين سبب التصعيد

هاجمت الدكتورة منى مينا، وكيل نقابة الأطباء، الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، متهمة إياه بأنه وراء تدهور حال «الأطباء». وأوضحت «مينا»، فى حوارها لـ«الوطن»، أن الحملة الإعلامية التى يشنها البعض ضد الأطباء الهدف منها التستر على «بلطجية الداخلية»، على حد وصفها، معتبرة أن حل أزمة المطرية متوقف على تحويل الأمناء للمحاكمة والتعجيل بالتحقيقات. وإلى نص الحوار:

■ هناك من يتهمكم بتصعيد أزمة «أطباء المطرية» سياسياً؟

- تصعيد الأزمة جاء بسبب طبيعة التعامل الأمنى معها وتجاهل مطالب «أطباء المطرية» بسرعة محاكمة المعتدين من أمناء الشرطة، والآن يتم استغلال هذه الأزمة لتلفيق تهم سياسية لكل من يعترض على هذه السياسات دون الوقوف على الأسباب الحقيقية ومحاكمة المعتدين ومن يخترقون القانون، والحقيقة أن بعض الأبواق الإعلامية هى التى صعّدت الأزمة بشكل سياسى بالإضافة لعدم التفات المسئولين لمحاسبة المعتدين على الأطباء، وإيجاد حل واقعى للأزمة.

■ المسئولون بوزارة الصحة يقولون إنه لا داعى للدعوة لعقد جمعية عمومية طارئة للأطباء أو ما سميتموه «يوم الكرامة» لمواجهة الأزمة.

{long_qoute_2}

- مجلس النقابة دعا لعمومية طارئة يوم 12 فبراير كـ«شرط أساسى» ليعطى الفرصة للإعلام والمسئولين لسماع مطالب الأطباء الحقيقية، فالنقابة دورها مناقشة المشكلة وتسليط الضوء عليها، وللأسف بدلاً من أن يهتم المعنيون بالأمر بحل المشكلة فإنهم يتهموننا بأن لنا أغراضاً سياسية؛ وتلك طريقة أمنية وسيئة فى التعامل مع الأزمات.

■ ما شروط النقابة لحل أزمة «أطباء المطرية»؟

- تحويل المتهمين من أمناء الشرطة المعتدين على أطباء المطرية للمحاكمة لأنه حتى الآن لم يُحَل أمناء الشرطة المعتدون للمحاكمة، صحيح أنه تم إعادة فتح التحقيقات وقدمنا للنيابة الاتهامات التى أبلغت عنها النقابة وإدارة المستشفى من اقتحام للمستشفى وإشهار للسلاح فيه والاعتداء على الأطباء، لكن لم يمثل أحدهم لتحقيقات النيابة، لذلك النقابة تنتظر سرعة امتثال هؤلاء للنيابة.

■ وما تقييمك لردود فعل المسئولين تجاه أزمة «رمد طنطا»؟

- كان هناك سرعة فى رد الفعل تجاه أطباء متهمين بتهمة من الصعب تصديقها، كما أن ما يسمونه «أخطاء الأطباء» هو نتيجة لأسباب كثيرة من القصور فى المنظومة الطبية تبدأ من التعليم والتدريب الطبى المستمر وعجز الإمكانيات وعدم وجود خطوط علاجية إرشادية ملزمة بالمستشفيات، وكل هذا يحتاج لمنظومة صحية محترمة لتصحيح أوجه القصور، كما أن هناك بالطب، وفى أحسن المراكز الطبية، نسبة للمضاعفات، وهذا ما تذكره المراجع الطبية، ولكن ما يراد هنا ليس هو المناقشة العلمية لمعرفة أسباب الخطأ لتصحيحه، وهناك تعنت ضد الأطباء. {left_qoute_2}

■ ما ردك على الانتقادت التى وُجهت للنقابة بعد غلق مستشفى المطرية؟

- أحيلُ من ينقدوننا إلى تصريحات المستشار أحمد الزند حول قرار الامتناع عن العمل بالمحاكم حتى وضع نظام لتأمينها رغم أن المحاكم حيوية، وبالتالى النقابة رأت أنه لا يمكن العمل فى مستشفيات غير مؤمّنة يتم الاعتداء على الأطباء فيها باستخدام أسلحة نارية، وهذا وضع قاتل للمرضى أيضاً.

■ ما الخطوات التى ستتخذها النقابة لحل الأزمة؟

- كافة اختيارات التصعيد مفتوحة فى حالة عدم ردع المعتدين المطلوب التحقيق معهم وقد تصل إلى إضراب جزئى.

■ أخيراً ما تعليقك على تصريح «الصحة» بأن 8 آلاف خريج طب سنوياً غير مؤهلين لممارسة المهنة؟

- أذكّر وزير الصحة بأنه قبل شهور قليلة كان عميداً لكلية طب عين شمس ومسئولاً عن الدراسات العليا بالجامعة، والحقيقة أنه لو أن الأطباء تعليمهم سىىء فهو مسئول عن ذلك، وهذه الانتقادات هى محاولة لتمرير قرار التدريب الإلزامى للأطباء لجمع رسوم وخصخصة الصحة.