احذرى «سنة سابعة زواج»: المشاكل مالهاش كبير

كتب: دينا عبدالخالق

احذرى «سنة سابعة زواج»: المشاكل مالهاش كبير

احذرى «سنة سابعة زواج»: المشاكل مالهاش كبير

على عكس ما يشاع عن أن السنة الأولى من الزواج هى الأصعب فى حياة الأزواج، فإن الدراسات أثبتت أن «السنة السابعة» هى العام الأكثر خطورة فى عمر الزواج، بخلاف ما يظنه البعض، إذ يجتاح الشعور بالملل والانزعاج من الروتين والرغبة فى الهروب من مسئوليات الأطفال الحياة الزوجية بشراسة، وتتواكب مع أزمة منتصف العمر، فتخلق إحساساً لدى الرجل والمرأة بعدم الرضا فيما حققاه فى الحياة، ويتمنى كل منهما حياة مغايرة وشريكاً آخر، ما يولد لدى المرأة شعوراً بالندم على قرار الزواج، وتقارن نفسها بصديقاتها، فيما يجد الزوج أنه أضاع الكثير من عمره على الإنفاق على البيت والأولاد. واتفقت الدراسات النفسية والأسرية على تسمية تلك الأزمة بـ«هرشة السنة السابعة» نسبة لمرض جلدى انتشر فى القرن التاسع عشر، يسبب تقرحات وحكة تدوم لسنوات متواصلة، بينما فى ألمانيا، حيث سجلت «دائرة الإحصاء المركزية» الألمانية أعلى نسب طلاق للأزواج فى هذه الفترة، التى تصل إلى ٣٠%، ووصلت إلى 10243 حالة فى عام 2011، واتفقت معه أرقام «مكتب الإحصاءات الوطنية» البريطانى، وذلك الأمر دفع المخرج الأمريكى بيلى وايلدر لإخراج فيلم يحمل اسمها «هرشة السنة السابعة»، من بطولة مارلين مونرو، عام ١٩٥٥، تدور أحداثه بشأن زوج مرّ على زواجه سبعة أعوام ووصل لذروة الملل مع زوجته ويتعرض لإغراءات جارته أثناء سفر زوجته وأولاده.

{long_qoute_1}

«العادات والتقاليد المصرية تنفر من فكرة الطلاق مهما بلغ حجم الأزمات»، هكذا ترى هالة مصطفى، التى مضى على زواجها أكثر من 10 سنوات، وشكلّ بالنسبة لها العام السابع «مرحلة فاصلة» فى علاقتها مع زوجها، وتقول إنها فى فترة الخطوبة كانت ترى الأمر «باللون الوردى» وإنها ستصبح امرأة سعيدة، ولكن بعد مرور عدة أشهر من الزواج تفاجأت بطباع حادة وغيرة شديدة لدى زوجها وغياب الرومانسية والاهتمام بالحياة المجتمعية بينهما، ما ولد مشاكل ضخمة بينهما، رغم إنجابها لابنها الأكبر فى هذه الأثناء. طوال ستة أعوام حاولت السيدة الأربعينية حلّ المشاكل التى تواجهها مع زوجها وتغيير أسلوبه وطبعه العصبى، إلا أنها جميعاً باءت بالفشل ووصلت لذروتها بعد إنجابها لطفلة معاقة فى بداية عام زواجها السابع لتصطدم بتجاهل زوجها لهذا الأمر وعدم مساعدتها، ما جعلها تشعر بندم بالغ لانصياعها وراء حديث أهلها بالزواج منه ظناً أنه سيصبح رب أسرة جيداً، وتشعر برغبة شديدة فى الانفصال عنه وتطلب منه ذلك بالفعل، خاصة بعد أن بدأ يظهر ملله من هيئتها لزيادة وزنها واهتمامها البالغ بابنتها المريضة، إلا أنها لم تفلح فى طلب الطلاق لضغوط أهلها، تضيف «قالوا لى استحملى علشان بيتك وأولادك ومتبهدليهمش»، لتتغير شخصيتها بعد هذه الكلمات وتصبح أكثر عصبية وتجادله بشدة ويتبادلان سوياً السباب والمشادات وتتجمد حياتهما الزوجية تماماً، بينما تولى هالة اهتماماً أكبر بنفسها وملابسها ووزنها.

سارة محمد وابنتها

لم يتغير الحال كثيراً من «هالة» إلى «إيناس»، المتزوجة منذ 14 عاماً، حيث مثلّ لها العام السابع من الزواج بداية حالة «اللامبالاة ورمى الطوبة»، على حد تعبيرها، بعد أن وصل الضيق والملل لأقصاه، تقول: «بعد معافرة 6 سنين مع تعب تربية الأطفال، الست بتحس إنها مش لاقية نفسها فتبدأ تكبر دماغها عن المشاكل المتكررة»، وترجع ذلك إلى أنه نتيجة كثرة الخلافات والروتين، تعتاد الزوجة عليهما فتمل من تصويب الخطأ و«المحاربة على حاجات فيها اختلاف»، ومن ثم اتجهت إلى تحسين حياتها بنفسها.

تغيير نمط الحياة الزوجية كان الحل الأمثل للشابة الثلاثينة، فبدأت مسيرة الاهتمام بذاتها وإضافة أمور جديدة بدلاً من الروتينية وإزالة الإحباط والتحول من متلقٍ إلى منفذ، تضيف «بدل ما كنت باستنى يجيبلى هدية أو ورد بقيت بطلب منه»، مؤكدة أهمية خفض سقف التوقعات مع الأزواج لأن الحياة العملية تختلف كثيراً عن المتداول على شاشات السينما والتليفزيون، وأن المرأة هى «حجر الأساس» فى الزواج وليس الرجل أو الأموال والماديات، لذلك ترى إيناس أنه على الزوجة أن تكون ذكية و«جوزك على ما تعوديه».

{long_qoute_2}

ورغم زيادة المشاكل الزوجية التى تواجهها إيناس فإنها تجد أن «الحب والعشرة» مع زوجها من أهم عوامل نجاح العلاقة، حيث ساعدها ذلك كثيراً فى تحمل تلك الأزمات والتعامل معها، لعدم الوصول لحد الانفصال أو الكراهية بين الطرفين وتمرير الخلافات.

فيما تجد سارة محمد، بعد مرور 7 أعوام على زواجها، أن التفاهم والحوار هو أنسب الطرق لحل الخلافات والمشاكل، التى امتدت طوال الأعوام الماضية مع زوجها، خاصة أنه فى الفترة الحالية اتجه للاهتمام بشخصه ومواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعى فى ظل التطور التكنولوجى للعصر على حساب المنزل واحتياجاته. فيما أكدت الدكتورة شيماء إسماعيل، خبيرة العلاقات الأسرية، أن أزمة العام السابع من الزواج هى أمر متداول لدى الدول الغربية، لكونهم يمتلكون رفاهية أكبر من المجتمعات العربية، مشيرة إلى أن الحياة الزوجية مليئة بالخلافات والمشاكل وليست قاصرة على عام واحد، ولكن بالعقل والحكمة المطعمة بالحب ووجود حالة من الاستقرار والانسجام بين الزوجين يمكنهم التغلب على هذا الأمر بالمشاركة فيما بينهم.

إيناس

وأضافت أنه يجب على الطرفين وضع قواعد محددة لحياتهم وخطط لمستقبلهم، على رأسها تحديد النسل بما يتناسب مع إمكانيتهم المادية، حتى لا تنشب الخلافات فيما بينهم فيما بعد ويتملك منهم الملل والروتين والضغوط.

 


مواضيع متعلقة