فيديوهات إباحية و«كوميك» مسيئة وحسابات وهمية.. الوجه القبيح لمواقع التواصل الاجتماعى

كتب: محمد شنح

فيديوهات إباحية و«كوميك» مسيئة وحسابات وهمية.. الوجه القبيح لمواقع التواصل الاجتماعى

فيديوهات إباحية و«كوميك» مسيئة وحسابات وهمية.. الوجه القبيح لمواقع التواصل الاجتماعى

«قيم وأخلاق، ثورة الأخلاق، آفاق وأخلاق، همسات أخلاقية راقية، أخلاق ومبادئ، مكارم الأخلاق، تعالوا يكون عندنا أخلاق»، عناوين لعشرات الصفحات على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، اتخذها أصحابها منبراً لنشر القيم والأخلاقيات الفاضلة فى المجتمع، ولكنها لا تعكس تعامل الكثيرين من رواد «الفيس بوك» و«تويتر» مع عدد من الأحداث الاجتماعية والفنية والسياسية، التى مرت بها مصر فى عام 2015، فضلاً عن وجود منابر مضادة لتلك القيم، التى تنادى بها الصفحات السابق ذكرها، فمثلما تجد «القيم والأخلاق»، تجد صفحات جنسية، وأخرى وهمية بأسماء مشاهير وشخصيات عامة لتشويههم، والبعض استغلها فى النصب باسم مؤسسات حكومية وجهات فى الدولة. {left_qoute_1}

رصدت «الوطن» نماذج لأحداث تعامل معها بعض رواد «الفيس بوك» بسخرية خرجت عن النص والنهج الأخلاقى، كان منها واقعة «كليب سيب إيدى»، الذى وجد مخرجه الهارب من القضاء فى «السوشيال ميديا» منبراً لإذاعته من خلاله، فى مايو 2015، فانتشر عبر «الفيس بوك» و«تويتر» بسرعة البرق، وبدأت الكثير من الصفحات الوهمية، التى تستغل مثل هذه المناسبات فى شراء الإعجابات من مستخدمى التواصل الاجتماعى، فى عرضه، كما خرجت الكثير من التعليقات التى لم تعترض على الفيديو، بل نال الإعجابات والتعليقات المرحبة، وحتى التعليقات التى خرجت لتعترض عليه، كانت مذيلة بالشتائم والألفاظ الخارجة والمبتذلة، إلا فى القليل منها.

واقعة أخرى، مرت بـ«الفيس بوك» فى عام 2015، هى «زواج الفنان سعيد طرابيك»، التى صاحبتها ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، وإساءة كبيرة لـ«طرابيك» وتاريخه الفنى، خرجت عن الآداب العامة، حيث تحولت للسباب، ولمعارك كلامية تدنى فيها أسلوب الحوار، وأغلبها جاءت فيها ألفاظ بذيئة وخارجة، كما ظهرت بعض الكوميكات الساخرة من زواجه، ولم يرحم الموت الفنان الكبير من تلك البذاءات، التى استمرت دون مراعاة لحرمة الموتى.

وفى مشهد آخر، عكس انتهاك الخصوصية واقتحام حياة المشاهير، كانت ضحيته الفنانة الشابة ريم أحمد، والمعروفة بـ«هدى بنت ونيس»، إحدى بطلات العمل الدرامى الاجتماعى متعدد الأجزاء «يوميات ونيس»، تداول رواد «الفيس بوك» و«تويتر» فيديو للفنانة الشابة، تحت عنوان «فضيحة هدى بنت ونيس بترقص شعبى»، وهو ما اتضح بعد ذلك أنها مدربة لـ«الزومبا»، وكانت تؤدى رقصة فى إحدى الحفلات المخصصة لمريضات سرطان الثدى، وهى حفلة لتشجيعهن على تحدى المرض، وكانت مخصصة للنساء فقط، ورغم توضيح الفنانة الشابة على حسابها الشخصى، فإن البعض ظل يتداول الفيديو بطريقة غير لائقة، وأساء الأدب لها، ولشخص الفنان محمد صبحى، بطل مسلسل «عائلة ونيس»، حيث جاءت بعض الهاشتاجات بعنوان «يا فضيحتك يا ونيس»، وتعليقات أخرى «هى دى الأخلاق والقيم يا دى الفضيحة»، وغيرها من التعبيرات والألفاظ غير اللائقة.

واستمراراً للانتهاكات، التى شهدتها وسائل التواصل الاجتماعى، وبعيداً عن التعليقات غير اللائقة، التى عكست تدنى أسلوب الحوار لدى البعض، وتداول الفيديوهات والكوميك الخارجة عن الآداب العامة، وانتهاك خصوصية وحياة الآخرين، كان هناك نوع آخر يعكس الاستخدام غير الأخلاقى لوسائل «السوشيال ميديا»، وهى سرقة حسابات المشاهير والشخصيات العامة، أو استخدام حسابات وهمية بأسمائهم، كان آخرها واقعة الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفنى للمسرح، واستخدام حساب وهمى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» يتحدث باسمه، ويورطه فى تصريحات غير مسئولة، وهو ما حدث مع فنانين وشخصيات عامة ورياضيين منهم: «حسام غالى، وأشرف عبدالباقى، وجمال مبارك، ومحمد العريفى، وطارق عامر محافظ البنك المركزى، وعادل إمام».

«النصب باسم الدولة»، بعض الخارجين عن القانون استغلوا وسائل التواصل الاجتماعى فى عمليات النصب والاحتيال، فظهرت صفحات وهمية تحمل اسم رئاسة الجمهورية، وأخرى تتحدث باسم وزارات.

الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة الزقازيق، ترى أن مثل هذه السلوكيات غير الأخلاقية التى تمارس على مواقع التواصل الاجتماعى هى نتاج للفساد والتدهور الأخلاقى فى المجتمع وتأثر به، أما الدكتور جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة المنوفية، فقال: «المفترض أن أى تكنولوجيا فى الدنيا طالما أنها تكنولوجيا إيجابية، فإنها تدعم من أخلاقياتنا وتدعم من تواصلنا الاجتماعى، ولكن للأسف ما حدث فى مصر العكس، أن التكنولوجيا فضحت كل ما هو سلبى فينا، فزاد التدهور الأخلاقى والمجتمعى».

 


مواضيع متعلقة