فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
- الجولة الأولى
- الحبيب المصطفى
- السيدة عائشة
- حب الذات
- خالد بن الوليد
- رسول الله
- صلى الله عليه وسلم
- محكوم عليه
- محمد الغزالى
- محمد حبيب
- الجولة الأولى
- الحبيب المصطفى
- السيدة عائشة
- حب الذات
- خالد بن الوليد
- رسول الله
- صلى الله عليه وسلم
- محكوم عليه
- محمد الغزالى
- محمد حبيب
- الجولة الأولى
- الحبيب المصطفى
- السيدة عائشة
- حب الذات
- خالد بن الوليد
- رسول الله
- صلى الله عليه وسلم
- محكوم عليه
- محمد الغزالى
- محمد حبيب
- الجولة الأولى
- الحبيب المصطفى
- السيدة عائشة
- حب الذات
- خالد بن الوليد
- رسول الله
- صلى الله عليه وسلم
- محكوم عليه
- محمد الغزالى
- محمد حبيب
لا جدال فى أن الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) يمثل ذروة الكمال الإنسانى.. ولا عجب فى أن يكون الأسوة الحسنة لكل طامح إلى العلا فى الدنيا والآخرة كما قال ربنا جل وعلا: «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً».. وصفه المولى تعالى فقال: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، وعندما نزل عليه الوحى أول مرة جاء إلى السيدة خديجة (رضى الله عنها) يخبرها بما حدث ويقول: «لقد خشيت على نفسى».. فقالت: «كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ (أى الضعيف الذى لا يستطيع السعى والكسب)، وتُكسب المعدوم (أى تكسب غيرك ما هو معدوم عنده)، وتُقرى الضيف (أى تُحسن إليه)، وتُعين على نوائب الحق (أى مصائب الدهر)».. وعندما سُئلت السيدة عائشة (رضى الله عنها) عن أخلاقه، أجابت: «كان خلقه القرآن».. لذا، لم يكن غريباً أن يصيغ أحد الأهداف الكبرى لبعثته فى قوله: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ومن ثم وجدناه يستحث صحابته على التحلى بها: «إن من أحبكم إلىّ وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقاً».. كان من الضرورى -إذاً- أن ترتكز الجماعة الدعوية والتربوية، وحتى السياسية فى مسارها ومسيرتها على منظومة قيمية؛ أخلاقية، وإيمانية، وإنسانية، تعارف عليها أصحاب الفطر السليمة والعقول السوية؛ كالصدق، والأمانة، والصراحة، والوضوح، والشجاعة، والشهامة، والمروءة، والوفاء، والبذل، والتضحية، والإيثار، وإنكار الذات، والزهد، والتواضع، والرأفة، والرحمة، والسماحة، واللين.. إلخ. هذه المنظومة تمثل فى الحقيقة الرصيد والزاد الروحى الذى يضمن بقاء هذه الجماعة واستمرارها، فضلاً عن المصداقية التى تمكنها من أداء عملها على الوجه الأكمل، وبالتالى وصولها إلى غاياتها ومراميها.. ويوم أن تتخلى الجماعة عن هذه المنظومة القيمية، أو جزء منها، فى أى فترة من فترات حياتها، معناه أنها تخط بيدها فشلها.. وكما أن هناك منظومة قيمية عالية، هناك أيضاً منظومة قيمية هابطة، أوصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالابتعاد عنها، وحذر من الاقتراب منها مثل: الكبر، والغطرسة، والغرور، والأنانية، وحب الذات، والشح، والكذب، والالتواء، والغش، والتضليل، والخبث، والخسة، واللؤم.. إلخ. وما وجدت هذه المنظومة فى قوم إلا كانت سبباً فى ضعفهم وتشرذمهم وهلاكهم.. لقد اشتهر النبى (صلى الله عليه وسلم)، قبل بعثته، بالصادق الأمين، وكان لهاتين الصفتين أبلغ الأثر على دعوته بعد البعثة.. ولعلنا نتذكر جيداً أن أهم ما كان يشغله بعد أن أخبره جبريل، عليه السلام، أن الله تعالى أذن له فى الهجرة أن يوصى «علياً» بإيصال الأمانات التى كانت عنده إلى أصحابها.. وإن نسينا فلا ننسى أبداً موقفه الفذ فى صلح الحديبية، حيث تجلى الصدق والوفاء بأعظم وأروع ما يكون، خاصة فى وقت الشدة وأثناء الأزمة.. إنه الدرس، وما أكثر الدروس التى ألقاها النبى القائد على صحابته والأجيال من بعد، حيث التقيد بما يفرضه شرف الكلمة من الوفاء بالالتزامات التى يعطيها المسئول الشريف فى كلمته، مهما ترتب على هذا الوفاء من خسائر وآلام تصيب الموفِّى بالعهد.
فى مقاله الكاشف «بين الاعتدال والتطرف» (الصحوة الإسلامية: رؤية نقدية من الداخل)، يقول الشيخ محمد الغزالى: «وأريد أن أؤكد للشباب أن إقامة دين شىء، واستيلاء جماعة من الناس على الحكم شىء آخر، فإن إقامة دين تتطلب مقادير كبيرة من اليقين والإخلاص ونقاوة الصلة بالله، كما تتطلب خبرة رحبة بالحياة والناس والأصدقاء والخصوم، ثم حكمة، تؤيدها العناية العليا فى الفعل والترك والسلم والحرب..! إن أناساً حكموا باسم الإسلام، ففضحوا أنفسهم، وفضحوا الإسلام معهم!!
من الدعاة إلى الإسلام من يغتر بكثرة الأعوان والأتباع.. ينتقدون الحاكم بقسوة وعنف، لا لشىء إلا لاستجلاب رضا الأعوان والأتباع، والظفر بمدحهم وتقريظهم والتفافهم حوله، كيما يقال إن فلاناً شجاع، وإنه لا يخشى فى الحق لومة لائم.. هذه النوعية لا تشغلها أوجه القصور والعيوب الكثيرة المنتشرة فى هؤلاء الأتباع، وما يتطلبه ذلك من علاج.. كما تنسى -أو تتناسى- أن الضعيف أمير الركب، وبدلاً من أن تكون حركتها بمقدار حركة هذا الضعيف، إذا بها تخوض غمار معركة محكوم عليها بالخسران والبوار.. تغفل -أو تتغافل- عن قول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم): «لا يذل الرجل منكم نفسه».. قالوا: وكيف يذل الرجل منا نفسه يا رسول الله؟ قال: «يعرض نفسه للبلاء ما لا يطيق»، أو كما قال.. فى معركة «مؤتة» كان جيش المسلمين بضعة آلاف مقاتل فى مواجهة جيش الروم الذى تجاوز عدده ١٢٠ ألفاً.. فى الجولة الأولى استشهد القادة الثلاثة: زيد، وجعفر، وابن رواحة.. بعدها آلت إمارة جيش المسلمين إلى خالد بن الوليد.. كانت مهمته الأساسية هى كيف ينقذ هذا الجيش، حيث أدرك أن استمرار القتال على هذا النحو سوف يؤدى إلى إفنائه بالكامل.. فكانت خطته مبنية على أسلوب فذ فى الانسحاب من الميدان، وقد تحقق له ما أراد.. عاد «خالد» بالجيش إلى المدينة، وإذا بالأطفال والصبيان يحثون فى وجوههم التراب وهم يقولون: يا فرار يا فرار.. فيقول النبى (صلى الله عليه وسلم): «بل الكرار إن شاء الله»، وزاد بأن أنعم على «خالد» بلقب «سيف الله المسلول».. إن «خالداً» لم يسع لنيل وجاهة أو شهرة، بل كانت مهمته هى إنقاذ أرواح رجاله.. وهكذا يجب أن تكون القيادة.
على الداعية أن يكون صادقاً مع نفسه ومع أعوانه وأتباعه، وقبل ذلك وبعده أن يكون صادقاً مع الله.. كثيراً ما أتذكر هؤلاء الذين وقفوا على منصة اعتصام «رابعة» وقد انتفخت أوداجهم وعلت أصواتهم، ينذرون ويهددون ويتوعدون، وفى الوقت ذاته يغرقون الأعوان والأتباع، الذين امتلأ بهم الميدان، فى الأوهام والضلالات.. لقد توجه إليهم بالنصح والإرشاد كثيرون من أصحاب الضمائر الحية والعقول السوية، يرجونهم -على مدى ٤٨ يوماً- أن يفضوا اعتصامهم ويخرجوا آمنين سالمين، ويجنبوا أنفسهم والبلاد صداماً دموياً.. لكن للأسف، قد أسمعت إذ ناديت حياً.. ولكن لا حياة لمن تنادى.. غلبهم كبرهم وغرورهم، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم.. لم تكن لديهم شجاعة «خالد» ولا شهامته ومروءته.. آثروا أن يضحوا بالدماء والأرواح حتى لا يتهموا بالتخاذل أو التسبب فى ضياع سلطة كانت فى أيديهم، أساءوا استخدامها وفشلوا فى إدارتها!
- الجولة الأولى
- الحبيب المصطفى
- السيدة عائشة
- حب الذات
- خالد بن الوليد
- رسول الله
- صلى الله عليه وسلم
- محكوم عليه
- محمد الغزالى
- محمد حبيب
- الجولة الأولى
- الحبيب المصطفى
- السيدة عائشة
- حب الذات
- خالد بن الوليد
- رسول الله
- صلى الله عليه وسلم
- محكوم عليه
- محمد الغزالى
- محمد حبيب
- الجولة الأولى
- الحبيب المصطفى
- السيدة عائشة
- حب الذات
- خالد بن الوليد
- رسول الله
- صلى الله عليه وسلم
- محكوم عليه
- محمد الغزالى
- محمد حبيب
- الجولة الأولى
- الحبيب المصطفى
- السيدة عائشة
- حب الذات
- خالد بن الوليد
- رسول الله
- صلى الله عليه وسلم
- محكوم عليه
- محمد الغزالى
- محمد حبيب