مواقع التواصل الاجتماعى.. «شبكة عنكبوتية» لتجنيد شباب أوروبا

كتب: محمد البلاسى

مواقع التواصل الاجتماعى.. «شبكة عنكبوتية» لتجنيد شباب أوروبا

مواقع التواصل الاجتماعى.. «شبكة عنكبوتية» لتجنيد شباب أوروبا

قد ينضم الشباب فى البلاد الفقيرة، والتى تعانى الحروب والمشكلات السياسية، لكن السؤال الذى لا يزال يبحث عن إجابة هو: لماذا ينضم الشباب الأوروبى إلى التنظيم الإرهابى؟ وبخاصة أن رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس، كان قد أعلن أن حوالى 10 آلاف أوروبى قد ينضمون إلى المجموعات الجهادية فى سوريا والعراق بحلول نهاية العام الحالى أى أكثر بثلاث مرات من عددهم حالياً، وبحسب مراقبين، فإن هؤلاء الأوروبيين يبحثون عن التخلص من السلطة، بعد أن ملوا من الحياة الرتيبة وهم يرغبون فى الحياة الفوضوية، وتجربة المغامرة،

 

 

{long_qoute_1}

فضلاً عن المقابل المادى المتمثل برواتب شهرية تناهز الألفى دولار، بالإضافة إلى الجنس الذى يلعب دوراً جاذباً ومهماً. ويضيف المراقبون أن الشباب الأوروبى الذى عزف عن الانضمام إلى تنظيمات يسارية ويمينية عصفت فى أوروبا كالألوية الحمراء فى إيطاليا، وبادر «ماينهوف» فى ألمانيا والنازيين الجدد، بات يجد فى «داعش» مشروعاً يمكن أن يهز المجتمعات الأوروبية، خصوصاً بعد فشل تلك المنظمات فى مشروعاتها. ويلجأ التنظيم الإرهابى، إلى مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك، وتويتر)، لحث المجاهدين على الهجرة إلى الدولة المزعومة بهدف دعوة الشباب إلى الانضمام إلى «داعش».

منذ انتشاره فى سوريا والعراق، عكف تنظيم «داعش» الإرهابى على إنشاء قاعدة جماهيرية له، مستغلاً فى ذلك الفضاء الإلكترونى، خاصة فى وسائل التواصل الاجتماعى. ووردت تقارير إعلامية تفيد بأن «داعش» يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى للبحث عن الإناث اللاتى يردن الانضمام إليه، وذلك بتشديد التركيز على الحياة الأسرية المنزلية التى تنتظرهن. وذكرت قناة «روسيا اليوم» إنه عادة ما تتجنب الدعاية التى يروجونها استخدام الصور الهمجية، التى غالباً ما تظهر فى مشاركات الجهاديين على الإنترنت، مثل قطع الرؤوس، بدلاً من ذلك تركّز الدعاية على ما يسميه أحد المحللين الجو الخاص، أى على مباهج الحياة الأسرية الجهادية، والشرف فى إنجاب مقاتلين جدد لخدمة الإسلام. ويجرى التركيز عبر الإنترنت على السعادة التى تشعر بها المرأة مع تقديم الحياة الأسرية، التى يحتاجها المجاهد المحارب لخدمة الإسلام.

وحذّر خبراء من أن عمليات التجنيد هذه قد تصبح الطريق الذى تتحرك فيه النساء من الغرب إلى سوريا من أجل زواج الجهاديين، ويُعتقد أن السلطات البريطانية، حققت خلال شهور قليلة فى ذهاب حوالى 12 فتاة إلى سوريا للزواج من أعضاء «داعش»، بينهن مراهقات. وهناك عدة تقارير عن نساء أوروبيات سافرن إلى سوريا للانضمام إلى الجهاديين. وفى أبريل 2014 اختفت فتاتان فى النمسا، يتراوح عمراهما بين 15 و16 عاماً، ثم ظهرتا لاحقاً فى سوريا، وفى مايو من العام نفسه، تسللت فتاتان توأمان من بريطانيا، تبلغان من العمر 16 عاماً، من منزلهما فى مانشستر، وسافرتا إلى سوريا، لتصبحا عروسين للجهاديين. وقد اتصلت الفتاتان سلمى وزهرة هالانى هاتفياً بأسرتيهما، لتقولا إنهما وصلتا إلى البلاد التى مزقتها الحرب، وقالتا «لن نعود». وفى يوليو 2014، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالى الممرضة دنفر شانون، البالغة من العمر 19 عاما، والتى اعتنقت الإسلام مؤخراً، فيما كانت تستعد لركوب الطائرة للسفر إلى تركيا، وبعدها إلى سوريا، وقالت الفتاة إنها تم تجنيدها عبر الإنترنت بواسطة رجل تونسى، ادعى أنه كان يقاتل من أجل «داعش»، كما وردت أنباء عن «أم ليث» التى تزعم أنها امرأة بريطانية تزوجت من أحد جهاديى «داعش»، وأنها تستخدم وسائل التواصل الاجتماعى لمساعدة النساء الأخريات اللائى يرغبن فى الحذو حذوها. ولدى «أم ليث» أكثر من 2000 متابع على تويتر، وهى تقدّم النصائح والمشورة عبر دليل على شبكة الإنترنت.

صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، قالت إن ظهور تنظيم «داعش» بات يجسد مخاوف وأزمة متنامية بالنسبة لدول أوروبا، وبخاصة بعد انضمام لأعداد متزايدة للشباب من ذوى الأصول غير المسلمة للسفر إلى الشرق الأوسط، تلبية لدعوات التنظيم المتطرف للجهاد، ويحدث ذلك فى ظل حديث الخبراء فى ملف الإرهاب عن كون المنضمين حديثاً للإسلام يشكلون أخطر العناصر، وأكثرها تطرفاً ضمن التنظيمات الإرهابية، وهو ما تأكد من خلال الهجوم الإرهابى الذى وقع فى ولاية تكساس خلال شهر مايو الماضى فى معرض لرسوم الكاريكاتير، الذى شارك فى تنفيذه مواطن أمريكى يدعى «نادر صوفى».


مواضيع متعلقة