كاهن «مارمرقس» يكشف كواليس خلافات الكنيسة بـ«واشنطن» وأسباب استقالته

09:31 م | الخميس 28 يناير 2016

أثار انفراد «الوطن»، حول انشقاقات الكنيسة الأرثوذكسية فى العاصمة الأمريكية، واستقالة القمص بيشوى أندراوس، كاهن كنيسة مارمرقس بواشنطن، التابعة لإشراف البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، جدلاً قبطياً كبيراً، فيما دافع العديد من أقباط أمريكا عن القمص المستقيل وتعاليمه، مشيرين إلى أنه يحظى بشعبية جارفة.

وتناقل الأقباط خطاباً للقمص بيشوى أندراوس، يوضح فيه أسباب استقالته، حصلت «الوطن» على نسخة منه، وقال فيه إن صمته عما يثار حوله سببه أنه لا يريد وضع قادة الكنيسة فى أى موقف سلبى، وهو ما كان يتمنى تحاشيه بأى ثمن، ولو على حساب سمعته، إلا أن خوفه من «تعثر» الأقباط دفعه لكتابة خطابه هذا، لدحض أية اتهامات باطلة قد تكون وصلت إلى مسامعهم.

{long_qoute_1}

وقال القمص فى رسالته، إن هناك أموراً كثيرة تحدث خلف الستار، لا يعلمها إلا عدد قليل ممن يعنيهم الأمر، منها خلاف خلال السنوات الأخيرة بين الأكليروس بالكنيسة، حيث كانوا يظهرون للخارج بأنهم على توافق، بينما هم غير متحدين فى الحقيقة ولكل منهم رؤية مختلفة، الأمر الذى كان معطلاً لنمو الكنيسة على المستويين الروحى والمادى.

وأوضح كاهن مارمرقس، أنه اضطر فى الآونة الأخير إلى أن يأخذ إجازة 6 شهور بسبب المرض، وبعد تلك الفترة التقى أعضاء الأكليروس ومجلس الشمامسة، وأخبرهم برغبته فى التنحى عن قيادة الكنيسة، وأنه يخدم بصفته كاهناً فقط، وأعلن استعداده للخضوع تحت قيادة من سيجرى اختياره أياً كان، مشيراً إلى أنه فعل ذلك من أجل التركيز على «التلمذة» بدلاً من «الإدارة»، ولكن الأمور لم تتحسن بل أصبحت أكثر سوءاً، حيث تلقى فى بداية صوم الميلاد الماضى شكوى من المكتب البابوى عن مجموعات التلمذة، وعن المكرسين (شادى وأمير)، وشكوى عن أنه دعا الدكتور عاطف عزيز (الشماس المعزول من الكنيسة والصادر بحقة قرار من المجمع المقدس بالعزل هو ومجموعته عام 2002 لسعيه لتشكيل كنيسة جديدة باسم العهد الجديد مناهضة للكنيسة القبطية)، لخلوة فى الكنيسة، وهو ما لم يحدث.

وأشار القمص إلى أنه رد على الشكوى لكنه لم يتلق رداً بالمرة، ما جعله يستمر فى خدمته مع علمه بأن النهاية أصبحت وشيكة، ما دعاه لإلغاء مجموعة التلمذة الجديدة التى بدأها مؤخراً حتى تهدأ الأمور، فيما قدم المكرسان «شادى وأمير»، المتهمان بأنهما من أتباع عاطف عزيز، استقالتهما من الخدمة حتى يبدآ فى مكان آخر. وكشف الكاهن المستقيل عن أن الأمور لم تتحسن بل زادت سوءاً حيث تلقت زوجته فى 5 يناير اتصالاً من الأنبا كاراس، النائب البابوى بأمريكا الشمالية، طلب منها وقف كل مجموعات التلمذة التى كانت تقوم بها، ومساء هذا اليوم التقى بعدد من الكهنة الذين أخطروه بأن المكتب البابوى وبعض الأساقفة الموجودين فى الولايات المتحدة كانوا على اتصال بهم لمعرفة حال كنيسة مارمرقس، ومدى تدخل الدكتور عاطف عزيز وانتشار تعاليمه، وقالوا له إن تعاليمه تشبه تعاليم «عزيز»، وربطوا فترة إجازته بـ«عزيز»، وهو ما دفعه لتقديم الاستقالة. وقالت مصادر كنسية، إن اللجنة المشكلة من البابا وتضم «القمص أنجيلوس سعد كاهن كنيسة العذراء والبابا أثناسيوس فى ميسيساجا بكندا، والقمص موسيس بغدادى الكاهن بالمقر البابوى فى نيوجرسى، والقمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة العذراء بشيكاغو»، للتحقيق فيما يحدث بواشنطن، انتهت من تقريرها ورفعته إلى البابا، مشيرة إلى أن اللجنة لم تجد خطأً فى تعاليم القمص بيشوى، وإن انتقدت خطأه فى تقريب بعض تلاميذ الشماس المعزول عاطف عزيز، وضمهم للخدمة فى الكنيسة، وأن الكاهن وزوجته وافقا على مقابلة البابا تواضروس داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية قبل أن يبت فى أمر استقالته.