الدنيا برد.. و«عبدالسميع نايم فى فرشة الفاكهة»

كتب: محمد غالب

الدنيا برد.. و«عبدالسميع نايم فى فرشة الفاكهة»

الدنيا برد.. و«عبدالسميع نايم فى فرشة الفاكهة»

اشتد المطر عليهما، وهما يجلسان إلى جوار فرشة فاكهة، لا مفر من الاختباء أسفل الفرشة تفادياً للأمطار التى أغرقت ملابسهما، استسلما للأمر الواقع، الأب «عبدالسميع سيد»، وابنه «حسان»، يمران بظروف قاسية، منذ قدومهما من أسيوط إلى القاهرة للعمل فى بيع الفاكهة، وهما بلا شقة، ينامان فى فرشة الفاكهة بعد عناء يوم طويل بلا «بيعة ولا شروة»، يقفان فى شارع الشيشينى بفيصل، طوال النهار، وعندما يحل المساء، وتشتد برودة الجو وتنقطع خطوات المارة، يفرشان فرشتهما ويلفان جسدهما فى بطانية وينامان حتى إشراق الصباح. «والله الجو تعبنا خالص، والحياة صعبة، الناس مابتشتريش والبضاعة مش بتاعتنا، دى بتاعة ناس، يعنى مديونين»، يقولها «عبدالسميع سيد»، ووجهه يبتهج فرحاً بقدوم زبونة: «ييييه طلعت واحدة من الجماعة النكديين دول، بعد ما قطعت لها 2 كيلو موز، داقت واحدة وقالت ده نى وسابته ومشيت».

يتمنى الابن «حسان» وظيفة أخرى، ليبعد عن العمل باليومية، عمل مع والده فى أكثر من مهنة باليومية: «شلنا رمل، طوب، واتمرمطنا، واشتغلنا فى الزراعة بالأجر، لحد ما جينا نبيع فاكهة من سنتين، ومفيش شغل خالص»، يقولها «حسان»، مؤكداً أنهما قضيا ليلة الأمس دون نوم، بسبب برودة الجو، ويبحثان عن غطاء لهما يحميهما من البرد القارس فى فرشتهما: «الإيجار غالى، نجيب شقة أو مطرح منين، بنام هنا، مفيش فلوس نجيب ولو فيه بنبعتها للبلد لأهالينا، ما فيه مسئوليات كتير علينا»، يؤكد الأب أنه يحزن على حال أولاده الذين يعملون جميعاً باليومية، لا مستقبل مضمون، ولا مكان ثابت يعيشون فيه.

 


مواضيع متعلقة