السفير العراقى لـ«الوطن»: التوتر السعودى الإيرانى يتصدر جدول أعمال «البرلمانات الإسلامية»

10:13 م | الثلاثاء 19 يناير 2016

أكد الدكتور ضياء الدباس، السفير العراقى فى القاهرة، لـ«الوطن» أنه سلّم رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال دعوة رسمية لحضور مؤتمر برلمانات الدول الإسلامية المزمع انطلاقه اليوم فى العاصمة العراقية بغداد، مؤكداً حرص بلاده على مشاركة مصر فى هذا المؤتمر ودعوتها لذلك منذ انعقاد أولى جلسات مجلس النواب المصرى واختيار رئيسه. {left_qoute_1}

وتابع «الدباس»: «هناك رغبة شديدة من العراق أن يحضر رئيس البرلمان المصرى، وقد سلمته الدعوة وأعربت له عن ذلك، لا يوجد تأكيد حول المشاركة المصرية حتى الآن، وهذه المشاركة ستمثل بكل تأكيد إضافة نوعية»، ونفى السفير العراقى وجود تأخير فى تسليم الدعوة، موضحاً أنه ما إن تشكل البرلمان وعقد جلساته تم توجيها مباشرة، مشيراً إلى أنه من المتعارف عليه أن يشارك رئيس البرلمان ممثلاً عن الدولة، أو على الأقل نائبه أو وكيل المجلس.

وأكد «الدباس» أن المؤتمر الذى يشارك فيه برلمانات دول منظمة التعاون الإسلامى سوف يمثل فرصة مناسبة لمناقشة جميع القضايا التى تتعلق بالشأن العربى فى إطار منظمة التعاون الإسلامى، وفرصة مناسبة لبحث العديد من المشكلات سواء على المستوى العربى أو بين الدول العربية ودول الجوار، مضيفاً: «المؤتمر سيتناول الأزمة بين إيران والسعودية فى إطار حلها على المستويين العربى والإسلامى، والخلاف بين العراق وتركيا سوف يكون مطروحاً خلال المؤتمر». واعتبر أن انعقاد المؤتمر للمرة الأولى فى بغداد له دلالة واضحة بعد الانتصارات التى تحققت فى الفترة الأخيرة على الإرهاب وتحرير مناطق شاسعة، وبعد أن تم دفع خطر الإرهاب إلى مناطق قريبة فقط من الموصل بعد تحرير الأنبار وصلاح الدين وديالى، وأن العراق قادر على مواجهة هذه المحنة، التى لا تعد مشكلة عراقية أو عربية فقط بل تهدد العالم كله، ومن ثم يمثل المؤتمر فرصة للتفاهم بين الدول المعنية بمكافحة الإرهاب لوضع آليات وخطط للتصدى لهذه الظاهرة.

وأكد الدكتور أحمد درويش، السفير المصرى لدى العراق، لـ«الوطن» أنه تم توجيه الدعوة لمصر للمشاركة فى المؤتمر عن طريق المندوبية الدائمة للعراق فى الأمم المتحدة إلى جميع البعثات الإسلامية فى نيويورك فى الأمم المتحدة، وتم تسليم دعوة أخرى عن طريق السفارة العراقية فى القاهرة بالفعل إلى رئيس البرلمان المصرى، ولكن لم يصدر من الجانب المصرى -حتى مثول الجريدة للطبع- تأكيد بالمشاركة، وأن السفارة المصرية فى بغداد لم تتلقَّ أيضاً تأكيداً على المشاركة أو حجمها.

وأكد مصدر بالمكتب الإعلامى لرئيس البرلمان العراقى الدكتور سليم الجبورى لـ«الوطن» انتهاء الاستعدادات لعقد المؤتمر الحادى عشر لاتحاد البرلمانات الإسلامية وبداية حضور بعض الوفود المشاركة رغم اعتذار بعض الدول، ومن بينها تونس واليمن، نافيا ما تردد فى وسائل الإعلام مؤخراً عن تأجيل المؤتمر، وتابع: «تم تأكيد الحضور من عشرات الدول، وبذلك اكتمل النصاب القانونى لعقد المؤتمر الذى سوف يركز على جهود مكافحة التطرف والإرهاب وإقرار استراتيجية لمكافحته، وبحث سبل التهدئة وحل الخلافات بين الدول العربية والإسلامية». وأوضح المصدر أنه من المنتظر أن يزور رئيس البرلمان العراقى مصر قريباً من أجل بحث سبل تطوير التعاون البرلمانى بين البلدين بعد تشكيل البرلمان المصرى، وأوضح أن رئيس البرلمان المصرى أكد حرصه على المشاركة فى الاجتماع، سواء من خلال حضوره شخصياً أو بحضور الوكيل الأول للمجلس، نظراً لانشغال المجلس حالياً بإقرار القوانين.

وقال مصدر دبلوماسى لـ«الوطن» إنه من المتوقع أن تشهد جلسات المؤتمر مواجهات ساخنة، خاصة بين رؤساء برلمانات الدول التى توترت علاقاتها فى الفترة الأخيرة، ولا سيما مع حضور كل من تركيا وإيران للمؤتمر، حيث تشهد العلاقات الخليجية - الإيرانية توتراً متصاعداً، فيما يستمر التوتر المصرى - التركى قائماً، وأشار المصدر إلى أن البرلمانى الإماراتى أحمد الجروان، رئيس البرلمان العربى، سوف يشارك فى المؤتمر المزمع عقده فى بغداد، مشيراً إلى أن «الجروان» ينسق حالياً لعقد أول مؤتمر لرؤساء البرلمانات العربية وللجامعة العربية والبرلمان العربى فى القاهرة آخر الشهر المقبل، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس القمة العربية، لبلورة استراتيجية للأمن القومى العربى والتنمية المستدامة ترفع للقادة العرب فى القمة العربية فى مارس المقبل.

الجدير بالذكر أن العراق كان قد حصل على موافقة المؤتمر العام لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية الذى عقد فى أنقرة فى يناير الماضى على استضافة مؤتمر الاتحاد لعام 2016 الجارى.