مستشار وزير الدفاع العراقى: لم يدْعُنا أحد للمشاركة ولو بدور استشارى

كتب: محمد حسن عامر

مستشار وزير الدفاع العراقى: لم يدْعُنا أحد للمشاركة ولو بدور استشارى

مستشار وزير الدفاع العراقى: لم يدْعُنا أحد للمشاركة ولو بدور استشارى

أعلنت المملكة العربية السعودية عن تشكيل التحالف الإسلامى لمحاربة الإرهاب، لكن كان من المؤشرات البارزة فى تكوين التحالف غياب دول إسلامية رئيسية عن التحالف أبرزها العراق، الذى يسيطر تنظيم «داعش» على أجزاء من أراضيها، إلى جانب غياب إيران ودولة الجزائر، وغياب سلطنة «عمان»، ما دفع البعض إلى التكهن بفشل التحالف فى مهامه. {left_qoute_1}

وفى اتصال لـ«الوطن»، كشف المستشار الإعلامى لوزير الدفاع العراقى الدكتور نصير نورى محمد عن مفاجأة بأن «العراق لم يدعَ مطلقاً لهذا التحالف الإسلامى، رغم أن العراق الدولة الرئيسية التى تخوض مواجهة مسلحة مباشرة مع الإرهاب، ولم يدعَ العراق لهذا التحالف حتى ولو على سبيل الدور الاستشارى».

وقال المستشار الإعلامى إن «عدم دعوة العراق، الدولة الأساسية فى محاربة الإرهاب، لهذا التحالف أمر مستغرب، ويثير تساؤلات حول الهدف الذى أسس من أجله هذا التحالف، وهو محاربة الإرهاب، ولكن نحن فى العراق غير معنيين بالدخول فى تحالفات جديدة».

وأضاف «نصير» حول موقف العراق من التحالف: «نحن نرحب به إذا كان المقصود منه محاربة الإرهاب، فنحن فى العراق نرحب بأى جهد دولى فى هذا الاتجاه، ولكن إذا كان التحالف لخلق محور جديدة فى المنطقة، فإن الساحة لا تتحمل ذلك».

وبسؤاله عما إذا كان يقصد بأنه محور سُنى جديد بالأساس فى المنطقة، قال المستشار الإعلامى: «محور سنى أو محور قومى، نحن عانينا فى العراق من هذه المحاور، فالعراق يعانى صراعات بسبب مثل هذه الأمور».

وحول مصير التحالف، قال الدكتور نصير: «لا أعتقد أن هذا التحالف سينجح، فإذا كان الغرض منه محاربة الإرهاب، فالتحالف الدولى موجود وأبوابه مفتوحة، كما أن بعض الدول المؤسسة للتحالف الإسلامى أعضاء فى التحالف الدولى».

وحول غياب الجزائر عن المشاركة فى التحالف، قال المحلل السياسى القريب من دوائر السلطة فى الجزائر الدكتور عبدالعالى رزاقى، فى اتصال لـ«الوطن»، إن «عدم مشاركة الجزائر يعود لعدة أسباب، أولها: أن الدستور يمنع المؤسسة العسكرية الجزائرية من المشاركة فى أى عمل عسكرى خارج إطار حدود الجزائر».

وأضاف «رزاقى»: «وثانياً: أرى أن الهدف من هذا التحالف بالدرجة الأولى هو تكوين نحو 100 ألف مقاتل الذين دعت إليهم الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى وتنظيم جبهة النصرة، فالتحالف بالأساس يأتى لتنفيذ خطة أمريكية».

وقال المحلل الجزائرى: «وثالث الأسباب أن التحالف سيكون له هدف هو محاربة داعش فى مدينة الموصل بإخلائها وتحويلها إلى مدينة سنية كاملة، وهو أمر غير مقبول، لأنه يخدم مسألة تقسيم العرق إلى سنة وشيعة».

وقال «رزاقى»: «هناك أمر آخر وهو أن هناك دولاً ضمن التحالف هذا فشلت فى تحقيق الأمن داخل حدودها، مثل السودان ومالى وتونس، وغيرها، فكيف تقوم هذه الدول بإرسال جنودها مثلاً للقتال فى العراق، أو فى أى بلد آخر؟، هذه دول تعانى من مشكلات داخلية». وتابع «رزاقى»: «الولايات المتحدة ستضغط فى اتجاه إنجاح هذا التحالف السنى لحين جمع 100 ألف مقاتل، وهذا التحالف يعنى أن السنة سيقاتلون السنة وهو أمر مرفوض».

وعن موقف إيران، قال نائب إصلاحى، فى اتصال لـ«الوطن»، رفض الكشف عن هويته انتظاراً لموقف رسمى من الدول الإيرانية: «أعتقد أن إيران لم يناقشها أى طرف فى الدخول إلى هذا التحالف، وإذا أخذنا فى اعتبارنا أن العراق هو الآخر خارج هذا التحالف، فإنه يبدو لى أنه تحالف يخدم أهداف السعودية فقط ويطبع عليه البعد الطائفى بأنه تحالف لقوى سنية فقط».

وأضاف النائب الإصلاحى أن «التحالف الجديد الذى أعلنته السعودية وقع فى نفس الخطأ الذى وقع فيه التحالف الدولى للحرب على الإرهاب الذى حيد مشاركة إيران فى الحرب على الإرهاب ولم يتسع ليشمل كل القوى المعنية به».

وتابع: «التحالف ربما يعنى دخول المنطقة فى صراعات جديدة ذات بعد طائفى».

وحول عدم مشاركة سلطنة «عمان» فى التحالف، قال عضو مجلس الشورى السعودى السابق الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة، فى اتصال لـ«الوطن»، إنه «ليس هناك إجبار لأى طرف للمشاركة فى هذا التحالف، لكن عمان أرادت أن يكون موقعها من التحالف الإسلامى هو نفس موقعها من تحالف عاصفة الحزم فى اليمن، ولا يعنى غيابها أنها تؤثر على الإجماع الحادث للتحالف الجديد».

وأضاف: «عمان بطبيعتها لا تريد أن تكون ضمن أحلاف، وهذا حق سيادى لها».

 


مواضيع متعلقة