الخط الأول: لا أمن.. ولا تفتيش.. ولا بوابات إلكترونية.. ولا أجهزة كشف معادن

11:02 م | الاثنين 11 يناير 2016

نبدأ الجولة فى يوم السبت الموافق 19 ديسمبر 2015، بـ«الخط الأول للمترو»، وهو أول خط فى أفريقيا والشرق الأوسط، ويتكون من 34 محطة، حيث يبدأ من محطة «حلوان» وصولاً إلى «المرج الجديدة»، وتوجد 5 محطات فقط بذلك الخط «أنفاق»، أما الباقى فهى «سطحية»، ما أثر على غياب الوجود الأمنى على الأرصفة، نظراً لبرودة الطقس ليلاً، كما كان غياب كاميرات المراقبة بغالبية المحطات سمة رئيسية. {left_qoute_1}

وكانت البداية -فى تمام الساعة العاشرة مساءً- من محطة «حلوان» وهى المحطة التى تحتوى على أكثر من رصيف، نظراً لتجمع جميع القطارات فيها، حيث غاب أفراد الأمن عن أرصفة القطار ولم يوجد عليها سوى عمال النظافة الذين يقومون بعملهم رغم برودة الليل، فى نفس الوقت الذى يشعر فيه أفراد الأمن بالدفء عند تجمعهم أمام الماكينات والأجهزة بداخل المحطة، وبعد دقائق يأتى فرد أمن إلى الرصيف ثم يجلس على مقاعد انتظار القطار فى حدث لا يتكرر كثيراً.

«صافرات الإنذار»، تملأ المحطة والقطار يتحرك فى اتجاه المرج الجديدة، وفى محطة «وادى حوف» لم يختلف الوضع الأمنى بينها وبين ما قبلها، حيث يخيم الظلام النسبى على رصيفى المحطة، ويستمر غياب الوجود الأمنى على الرصيف والاكتفاء بوجودهم على البوابات وداخل غرف المحطة لتناول الطعام. أما عن محطة «المعصرة»، حيث الثغرة الكبرى بالخط الأول، وهى ليست محطة نفقية، حيث لا ترى سوى لافتة باسم المحطة وركاب القطار وبعض المقاعد الرخامية، أما عن مدخلها فأبوابها مفتوحة على مصراعيها للجميع، دون بوابات إلكترونية، ولا أجهزة كشف المعادن عليها، حيث توجد بين ماكينات التذاكر التى لا تعمل وتملأها بعض المهملات، مدخل بإطار حديدى سمح فيه أفراد الأمن وموظفو المترو بعبور من يريد ركوب القطار دون شراء تذكرة، وزاد الوضع سوءاً بعد سماح موظفى المترو ورجال الشرطة بعبور جميع المواطنين أمام أعينهم دون تفتيش حقائبهم. ولم يكن الوضع أفضل من الناحية الأمنية فى محطة «كوتسيكا»، عن المحطة السابقة لها، حيث خيم الظلام على المحطة بشكل كبي، فيما اختفت البوابات الإلكترونية وأجهزة كشف المعادن من مداخل المحطة، وأصبح الدخول بحقائب فى تلك المحطة متوقفاً على ضمير المواطن ونيته. {left_qoute_2}

وبعد التوجه إلى محطة «دار السلام»، التى تتكون من طابقين فوق الأرض، وهى أكثر إضاءة بالمصابيح الكهربائية البيضاء التى تملأ أرجاءها، يواصل أفراد الأمن غيابهم عن أرصفة المحطة، ما أدى إلى تحول المقاعد بأرصفة المترو إلى ملجأ للعشاق، حيث انتشر ذلك المشهد بجميع أرجاء المحطة. وبالذهاب إلى المحطات النفقية، وهى محطات «سعد زغلول، السادات، جمال عبدالناصر، أحمد عرابى، الشهداء»، حيث تظهر تلك المحطات بصورة شبه كاملة من حيث وجود أفراد الأمن على أرصفة المترو، أما عن محطة «الدمرداش» فبحلول الساعة الحادية عشرة يعود الرصيف من جديد خالياً تماماً من أفراد الأمن، فالمحطة بالأعلى مقسمة إلى قسمين أحدهما للدخول والآخر للخروج، ومكان الدخول به أجهزة كشف المعادن، ويوجد به أفراد الأمن، أما الجانب الآخر «الخروج» فيغيب عنه الوجود الأمنى، فيستغل كثير من المواطنين ذلك ويتسللون إلى داخل المحطة دون شراء تذاكر ودون تفتيش لحقائبهم، وخلال الجولة ازدادت أعداد الباعة الجائلين فى الساعات الأخيرة كنتيجة متوقعة لغياب الأمن، وعند سؤال أحد الركاب عن هؤلاء الباعة أكد أنهم يقسمون محطات المترو ويأتون يومياً إلى تلك المحطات، وأن هؤلاء الأشخاص لا يتغيرون ويبيعون الأحزمة وأكسسوارات الموبايل وغيرها، وبحلول الساعة الثانية عشرة والنصف انتهت جولتنا بالخط الأول بمحطة «المرج الجديدة».