«المركزى للمحاسبات» يحذّر: كارثة تهدد تراث «ماسبيرو»

كتب: انتصار الغيطانى

«المركزى للمحاسبات» يحذّر: كارثة تهدد تراث «ماسبيرو»

«المركزى للمحاسبات» يحذّر: كارثة تهدد تراث «ماسبيرو»

حذّر تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات، اتحاد الإذاعة والتليفزيون، من كارثة تُهدد المكتبات الإذاعية والتليفزيونية النادرة، بجميع قطاعات الاتحاد، مع سوء التخزين والحفظ فى مكتبات شرائط التراث، و«النيجاتيف»، التابعة لقطاع الإذاعة، التى أُسست منذ ثلاثينات القرن الماضى، ومكتبة التليفزيون المصرى، التى أُسست فى فترة ستينات القرن العشرين. {left_qoute_1}

وأوضح التقرير أن المسئولين بـ«ماسبيرو»، لم يتخذوا الإجراءات اللازمة للمحافظة على مكتبات «النيجاتيف» بقطاع التليفزيون، التى تعتبر من أقدم المكتبات داخل الاتحاد، لتأسيسها مع بداية البث الأول للتليفزيون المصرى، وهو ما يجعلها تحتوى على الآلاف من أصول الشرائط التراثية، والمواد التسجيلية النادرة، لرواد الإعلام المصرى والعربى، التى تقدر قيمتها المالية بـ12 مليون دولار، فى حين أن قيمتها المعنوية والتراثية لا تُقدّر بثمن، حيث اتضح من التقارير الرسمية، أن هذه المواد غير مخزّنة بأسلوب علمى، أو بشكل يحفظ المواد الموجودة عليها من التلف، مما ترتب عليه تعرّض معظم الشرائط لأشعة الشمس بصورة غير مباشرة، وهو ما يُعرض «النيجاتيف» للتلف، وهو ما يتعارض مع أصول تخزين المواد المسجلة، والأمر نفسه بالنسبة لمكتبات «الفيديو تيب»، التى تضم شرائط «بيتا كام»، و«يوماتيك 2 بوصة»، والمخزّنة خارج «ماسبيرو» فى شقق مملوكة للاتحاد بمدينة أكتوبر. وأكد التقرير أن تخزين «الفيديو تيب»، تغلب عليه الفوضى والعشوائية، دون أى تقدير لقيمة هذه المواد والشرائط، من الناحية التراثية أو المالية، خاصة أن قيمتها تقدر بحوالى 20 مليون دولار. وأشار تقرير «المركزى للمحاسبات»، إلى تجاهل المسئولين اتخاذ الإجراءات اللازمة، لنقل هذه الشرائط بطريقة علمية إلى شرائط «ديجيتال»، قبل تعرّض النسخ الأصلية للتلف، بسبب سوء التخزين، كما كان يتعين عليهم تحديث هذه الشرائط أولاً بأول، لمواكبة تطورات العصر من وسائل عرض، حتى لا يطالها القدم، واستغلالها بالعرض على جميع شاشات «ماسبيرو»، بالإضافة إلى ضرورة تسويقها من خلال القطاع الاقتصادى، مما يساعد فى زيادة الدخل المالى للاتحاد، خاصة فى ظل وجود طلب دائم، على هذه المواد النادرة من القنوات والإذاعات العربية. {left_qoute_2}

وكشف تقرير «المركزى للمحاسبات»، عن عدم توافر إجراءات أمنية مناسبة، لحماية هذه المكتبات الموجودة خارج «ماسبيرو» من السرقة، رغم قيمتها المالية المرتفعة، كما اتضح وجود مكتبة نادرة، تضم 15 ألف شريط من «النيجاتيف»، مخزّنة داخل مبنى معهد الإذاعة والتليفزيون، بمنطقة الألفى والمملوك لـ«ماسبيرو». وأكد التقرير تخزين «النيجاتيف»، داخل غرفتين بالطابق الأخير، أسفل خزان مياه المبنى. وتبين من المعاينة والجرد، عدم اتباع الإجراءات السليمة لتخزين محتويات هذه المكتبة، مما ترتب عليه تلف معظم الصناديق الخاصة بحفظ الشرائط، وتناثر العديد منها على أرضية المخزن، مؤكداً وجود عشوائية وإهمال، لتعرضها للشمس من خلال فتحات تهوية الغرفة، وتسرّب المياه من الخزان الذى يعلو سقف الغرفة، مما عرّض معظم الصناديق للصدأ، مع عدم توافر أهم اشتراطات تخزين الأشرطة، بتركيب أجهزة تكييف لحفظ الشرائط فى درجة حرارة مناسبة، إضافة إلى أن المكان لا يصلح على الإطلاق لتخزين مثل هذه المواد التراثية النادرة.

وأشار التقرير إلى إجراء أعمال الجرد لمحتويات المكتبة عددياً فقط، دون التحقُّق من سلامتها الفنية، لكونها من مواد التراث الفنى، سواء كانت مسلسلات، أو أفلاماً، أو أغنيات إذاعية وتليفزيونية قديمة، لعدم توفير ماكينات العرض الخاصة بها، إضافة إلى عدم توافر أى وسائل حديثة، لتأمين هذه المواد ضد السرقة أو الحرائق. ورغم صدور تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات رسمياً، وتأكيده كمّ الإهمال فى ما يتعلق بتراث «ماسبيرو»، فإن مدير عام مكتبات «ماسبيرو»، على الدسوقى، نفى كل ما تناوله التقرير عن سوء الأوضاع فى المكتبات العادية والتراثية، مشيراً إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من جانب قيادات «ماسبيرو» بمكتبات المواد التراثية.

وقال «الدسوقى» لـ«الوطن»: «هناك اهتمام بمكتبات (ماسبيرو)، سواء التليفزيونية أو الإذاعية، إضافة إلى أن هناك لجنة متخصصة، من المسئولين فى قطاعات (ماسبيرو)، تشرف على عملية نقل الشرائط التراثية، من شرائط (1 بوصة)، إلى شرائط (ديجيتال)، وبالفعل تم نقل عدد كبير من الشرائط، لكن ما زالت هناك أعداد لم تُنقل بعد، لأننا نعتمد على ماكينات خاصة للنقل، وهذا الأمر يحتاج بعض الوقت».

وأضاف: «ما أشار إليه التقرير، بخصوص مخازن 6 أكتوبر غير صحيح، لأن محتويات شقق أكتوبر، نُقلت بالفعل إلى مبنى (ماسبيرو)، لأن هذا الأكثر أمناً، خاصة أنها تضم شرائط تُقدر بملايين الدولارات، أما مخازن (الألفى) بمعهد الإذاعة والتليفزيون، فهى على أعلى مستوى من التنظيم، ومستوفية جميع المواصفات الخاصة لحفظ هذه النوعية من الأشرطة، إلا أننا نفضل نقلها إلى (ماسبيرو) أيضاً، ونجهز إحدى القاعات لهذا الغرض، ويجب أن يتأكد الجميع، أن قيادات (ماسبيرو) تقدر أهمية مكتبات التراث، بما لها من قيمة تاريخية ومالية كبيرة، والمكتبات لا تتعرّض لأى إهمال على الإطلاق، وهى على درجة عالية من التنظيم والإدارة».

 


مواضيع متعلقة