العراق: إسقاط «صدام» يفجر «البركان الخامل»

كتب: محمد حسن عامر

العراق: إسقاط «صدام» يفجر «البركان الخامل»

العراق: إسقاط «صدام» يفجر «البركان الخامل»

لم يكن العراق يعرف الصراع بين السنة والشيعة الممتد عبر قرون لمجرد خلاف حول المسائل العقائدية مثل مسألة الإمامة أو الخلافة، وإنما الأمر ارتبط بالأساس بالهيمنة الاقتصادية والسياسية للأقلية السنية فى العراق خاصة فى العقود الأخيرة الممثلة فى حكومة «البعث»، ليحاول الشيعة فى العراق الوصول إلى السلطة والنفوذ الاقتصادى بعد إسقاط نظام صدام حسين عقب الغزو الأمريكى للعراق عام 2003. كان نظام صدام حسين يقوم وفق أسس علمانية تفترض أن الجميع شيعة وسنة يقف تحت مظلتها على قدم المساواة، لكن فى حقيقة الأمر كان ذلك غطاء شكلياً يصب لمصلحة السنة بقوة، مقارنة بالشيعة خاصة مع اندلاع الثورة الإسلامية الشيعية فى إيران عام 1979، وهنا بدأ نظام البعث يقلق من إمكانية نشوء ثورة شيعية مماثلة فى العراق على نظامه، وعزز شكوكه فى ذلك محاولة سياسيين شيعة اغتيال نائب رئيس الوزراء عام 1980، بعدها قتل المرجع الشيعى محمد باقر الصدر واتهم نظام صدام بتدبير قتله.

وعندما دخل «صدام» الحرب مع إيران، زادت حملة التهميش للشيعة فى العراق خاصة المعارضة، بطرد بعضهم إلى إيران، أو دول أخرى، وسجن بعضهم، والتضييق على ممارسة الطقوس الدينية الشيعية.

وحتى فى عام 1991 عندما دخل «صدام» الكويت، كان هناك تمرد شيعى فى جنوب العراق ضد نظام البعث، لكنه فشل مرة أخرى. ظل نظام صدام حسين طوال تلك الفترة نخبته الأساسية التى يستعين بها من العراقيين السنة، جميع المناصب العليا من السنة، وكانت هناك وجوه شيعية فى نظام البعث، لكنها لم تكن تطمئن قلق الشيعة وتهميشهم، رغم أنهم أغلبية سكان العراق.

فى الخمس سنوات الأخيرة، بدأ كثير من السنة فى العراق الانتفاض والتظاهر ضد حكومة «نورى المالكى» الشيعية السابقة فى العراق، والمتهمة بتغذية الطائفية، حتى إن بعض التيارات الشيعية رفضتها لهذا السبب، تعامل «المالكى» مع مطالب السنة وانتفاضتهم بالقمع والسجن والقتل والتعذيب، بتهمة الإرهاب والارتباط بتنظيمات إرهابية مثل تنظيم «القاعدة»، وكانت الواقعة الأسوأ فى أبريل عام 2013 عندما هاجمت القوات الحكومية اعتصام «الحويجة» وراح ضحيته عشرات القتلى من السنة، وبدأت أعمال العنف تشتعل فى العراق وهوجمت السجون. إلى أن بدأ تنظيم «داعش» الإرهابى فى الظهور وسيطر فى عام 2014 على عدد من المدن السنية فى العراق، بدأ التوتر الطائفى فى العراق يأخذ بعداً جديداً، بمحاولة إحداث تغيير فى التركيبة الديمجرافية فى العراق، فى اتجاه يصب فى مصلحة الشيعة على حساب السنة.


مواضيع متعلقة