شجرة البؤس.. تاريخ الدم بين السُّنة والشيعة

كان الشيعة -مبدأ ظهورهم فى التاريخ الإسلامى- مجرد جماعة سياسية داعمة لأحد المرشحين للسلطة بعد وفاة النبى، صلى الله عليه وسلم، ونقصد بذلك الصحابى الجليل «على بن أبى طالب»، دون أن يكون لديها أى رؤية سياسية واضحة، وكان السند الوحيد الذى يستندون إليه فى الدفاع عن أحقية «على» بالخلافة هو الانتماء إلى بيت النبى. وبمرور الوقت بدأت تظهر بعض الأسانيد الأخرى التى حاول الشيعة إكسابها سمتاً دينياً حتى تُحقق تأثيرها فى نفوس المسلمين. كان من أبرزها حديث غدير خم (مكان بين مكة والمدينة)، الذى يرى الشيعة أنه يتضمّن عهداً من النبى إلى على بن أبى طالب بولاية الأمر من بعده «من كنت مولاه فعلى مولاه».

وحقيقة الأمر، أن هذا الحديث لا ينهض كدليل واضح وبيّن على أن النبى، صلى الله عليه وسلم، عهد بأمر الحكم من بعده إلى «على بن أبى طالب»، رضى الله عنه. ولو أن مسلماً اعتمد على هكذا أحاديث فى الدفاع عن اسم معين من أسماء الصحابة الأجلاء وحقه فى الخلافة بعد النبى، لوجد معيناً لا ينضب يحتج به. فمَن أراد الاحتجاج لأبى بكر، فليس عليه سوى أن يذكر الحديث الذى روته «عائشة»، رضى الله عنها، وتقول فيه: «قال لى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى مرضه: ادعى لى أباكِ أبا بكر وأخاكِ حتى أكتب كتاباً، فإنى أخاف أن يتمنى متمنٍ أو يقول قائل أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر». ومن أراد الاحتجاج بأحقية «عمر»، فعليه بحديث النبى، صلى الله عليه وسلم، الذى يقول فيه: «لو كان بعدى نبى لكان عمر بن الخطاب»، ومن مال إلى الاحتجاج لسعد بن عبادة، رضى الله عنه، فعليه بحديث النبى، صلى الله عليه وسلم، الذى قال فيه: «اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة». وكان «سعد» أول من نافس على منصب الخلافة بعد وفاة النبى، ورفض بيعة «أبى بكر» ومن بعده «عمر بن الخطاب»، وحينما بعث «أبوبكر الصديق» إلى «سعد» أن أقبل وبايع فقد بايع الناس وبايع قومك، قال: «لا والله لا أبايع حتى أراميكم بما فى كنانتى وأقاتلك بمن تبعنى من قومى وعشيرتى».

استناداً إلى حديث «غدير خم» انحاز الشيعة إلى «على»، وأنكروا شرعية خلافة «أبى بكر» و«عمر»، رضى الله عنهما، وكذلك خلافة «عثمان»، رضى الله عنه، الذى شهدت فترة حكمه اشتعال الفتنة الكبرى، وقد بدأت أحداثها باستشهاد «عثمان»، لينقسم المسلمون بعد ذلك إلى فريقين، فريق مؤيد للخليفة الرابع «على بن أبى طالب»، وفريق منابذ له يتزعمه «معاوية بن أبى سفيان»، ووقعت بينهما معركة «صفين»، التى شهدت مقتلة عظيمة بين مؤيدى «على» وأتباع «معاوية»، إذ قُتل فيها سبعون ألفاً من المسلمين، من بينهم خمس وأربعون ألفاً من صفوف «معاوية»، وخمس وعشرون ألفاً من صفوف «على». وانتهى المشهد الدامى بمشهد آخر أشد دموية عندما اغتال «عبدالرحمن بن عمرو» المعروف بـ«ابن ملجم» علياً بن أبى طالب، بعد أن خاض الأخير معركةv شهيرة ضد الخوارج الذين أعلنوا كفره بسبب قبوله فكرة التحكيم، وكان ذلك فى موقعة «النهروان». وبهذه النهاية بدأت شجرة الصراع الأهلى البائس بين المسلمين تكبر أكثر فأكثر، بعد أن روتها دماء غزيرة!.

نُودى بالخلافة فى العراق لـ«الحسن بن على» بعد استشهاد أبيه، فى حين نُودى بها فى الشام لـ«معاوية»، ولم يكن «الحسن» رجل حرب أو صراع، فآثر أن يحقن دماء المسلمين، وتنازل عن الخلافة لـ«معاوية»، شريطة أن تؤول إليه حال وفاة الأخير. وقد أثار هذا الأمر غضب من تحلّقوا حول «الحسن» من المسلمين إلى درجة أن وصفوه بـ«مُذِل المسلمين»، فقام فى الناس خطيباً -كما يحكى «ابن قتيبة» صاحب كتاب «الإمامة والسياسة»- وقال: «أيها الناس إن الله هدى أولكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا، وكان لى فى رقابكم بيعة تحاربون من حاربت وتسالمون من سالمت، وقد سالمت معاوية وبايعته فبايعوه، وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين».

كان «الحسن»، رضى الله عنه، ميّالاً إلى حقن دماء المسلمين، ولم تتملكه الروح الثورية التى سيطرت على أخيه «الحسين». تدفّقت الرسائل من أهل العراق إلى «الحسين بن على» تدعوه إلى المجىء إليهم والاستعانة بهم فى منابذة «يزيد» الذى ورث الحكم عن أبيه «معاوية» بعد أن تحوّلت الخلافة إلى ملك عضوض (وراثى). نصح الكثيرون «الحسين» بعدم الخروج، وما أكثر ما ردّد من قابلوه، وهو فى طريقه إلى العراق عبارة «إن هؤلاء قوم قلوبهم معك وسيوفهم عليك». خاض «الحسين» معركة غير متكافئة فى «كربلاء»، وقاتل أصحابُ «الحسين» بين يديه حتى تفانوا، فحملت الرجال عليه من كل جانب، وضربه «زرعة بن شريك» على كتفه اليسرى وضرب على عاتقه، ثم انصرفوا عنه، وهو ينوء ويكبو، ثم جاء إليه سنان بن أبى عمرو بن أنس النخعى، فطعنه بالرمح فوقع، ثم نزل فذبحه وحز رأسه.

نستطيع القول إن استشهاد «الحسين» مثّل لحظة فارقة فى تاريخ الشيعة والتشيُّع، إذ شعر أهل العراق بقُبح ما فعلوه عندما دعوا الرجل إليهم ثم خذلوه خذلاناً مبيناً. بداية من هذا الحدث بدأت فرقة الشيعة فى التبلور، وخرج الأمر من دائرة مناصرة مرشحى أهل بيت النبوة فى تولى الخلافة إلى دائرة تشكيل فرقة تنادى بأحقيتهم فى الخلافة منذ وفاة النبى، صلى الله عليه وسلم، وأن الخلفاء الذين سبقوا «علياً» اغتصبوا حقه فى ولاية عهد النبى، وأخذ الشيعة يتحلقون حول نسل بيت النبوة، وينادون بحقهم المطلق فى الخلافة، وليس بحقهم فى المنافسة على الخلافة. ويمكننا تفسير هذا التحول بأمرين: أولهما عُقدة الشعور بالذنب بسبب خذلان «الحسين» وآل بيت النبى، وتعريضهم لمذبحة كربلاء. وثانيهما إحساس الكثير من المسلمين بالاضطهاد، بعد أن أصبحت الدولة الإسلامية تخضع لسيادة الأرستقراطية الأموية التى كانت تبالغ فى بعض الأحوال فى حرمان الطبقات الدُّنيا من المسلمين العرب، وأغلب المسلمين الجُدد من الموالى، خصوصاً الفرس، من حقوقهم، وتولّد لدى هؤلاء حلم بعودة الوجه الناصع لتجربة النبوة، وما ارتكزت عليه من عدل ومساواة بين المسلمين، وكان من الطبيعى أن يقرّروا أن الأقدر على تحقيق ذلك هو من ينتمى إلى بيت النبوة، فانحازوا إلى فكرة «الأئمة من أهل البيت».

تعدّدت بعد ذلك فصول الصراع بين السنة والشيعة، وكان أساسها دفاع أهل السنة الجارف عن فكرة الاستقرار، حتى لو ساد الظلم، ودفاع الشيعة عن فكرة الثورة والثأر للحسين، حتى لو أدت إلى مذابح، تتمحور حولها فكرة المظلومية كأساس للمطالبة بالحكم. وكانت أولى الثورات التى خاضها الشيعة ضد حكام بنى أمية تلك التى قام بها «المختار بن أبى عبيد»، ومثّلت لحظة فارقة فى تاريخ الدم ما بين الشيعة والسنة، وقد قام «المختار» بهذه الثورة بغطاء شرعى من «محمد بن على بن أبى طالب» (محمد بن الحنفية). وكان يقول للناس: «جئتكم من عند المهدى محمد بن الحنفية، وزيراً أميناً». وتمكن من قتل الكثير ممن شاركوا فى مقتلة كربلاء، وتتبّع فلولهم فى الكوفة، وكانوا يأتون بهم حتى يوقفوا بين يديه، فيأمر بقتلهم على أنواع من القتلات، مما يُناسب ما فعلوا، ومنهم من حرقه بالنار، ومنهم من قطع أطرافه وتركه حتى مات، ومنهم من يُرمى بالنبال حتى يموت. وجاءت نهاية «المختار» على يد مصعب بن الزبير، الذى سار بجيش كبير إلى الكوفة، حيث لقيتهم «الكتائب المختارية»، فحملت عليهم «الفرسان الزبيرية»، فما لبثت «المختارية» إلا يسيراً حتى هربوا، وقُتل منهم جماعة من الأمراء، وخلق من القراء، وطائفة كثيرة من الشيعة. وحُوصر «المختار» داخل قصره، ومنعوا عنه الغذاء والماء، وكان «المختار» يخرج فيقاتلهم ثم يعود إلى القصر، ولما اشتد عليه الحصار، قال لأصحابه: إن الحصار لا يزيدنا إلا ضعفاً، فانزلوا بنا نقاتل حتى نموت كراماً، فقال: أما فوالله لا أعطى بيدى، ثم اغتسل وتطيّب وتحنط، وخرج فقاتل هو ومن معه حتى قتلوا.

الفرس على طريق التشيُّع

لا يستطيع أحد أن يقفز على دور الفرس فى نشر التشيُّع، وهو يتتبع المحطات الفاصلة فى رحلة الدم بين السُّنة والشيعة. فمن المعلوم أن الإسلام زحف خلال عهد عمر بن الخطاب على الكثير من الدول والإمبراطوريات المتاخمة للجزيرة العربية، وكان من أهمها دولة الفرس التى فتحها المسلمون (عام 14هـ) بعد معركة «القادسية» الشهيرة. وحقائق التاريخ تقول إن ثمة منافسة نشبت ما بين المسلمين العرب، والوافدين الفرس ممن أسلموا، وأطلق عليهم العرب «الموالى». ولا يستطيع أحد أن ينفى أن المسلمين الأوائل ممن انتموا إلى قوميات أخرى غير عربية اجتهدوا بالذوبان فى العرب، وحبّب النبى، صلى الله عليه وسلم، إلى العرب احتواء أبناء القوميات الأخرى من المسلمين، وكان من بينهم «سلمان الفارسى»، وعنه قال النبى، صلى الله عليه وسلم: «سلمان منا، سلمان من أهل البيت».

انحياز الفرس إلى آل بيت النبى قديم، وقناعتهم بأحقيتهم فى الحكم والخلافة يرتبط بأول فارسى أسلم «سلمان» الذى اعتبره النبى من «أهل البيت». وقد دخل الفرس الإسلام بعد معركة القادسية، منهم من حسن إسلامه، ومنهم من أظهر غير ما يبطن، لكن تعاطفهم مع أهل البيت كان واضحاً فى كل المواقف، وعطف أهل البيت عليهم كان جلياً أيضاً. وكما تعلم فإن قاتل «عمر بن الخطاب»، رضى الله عنه، هو الفارسى «أبولؤلؤة المجوسى». وكان واحداً ممن يُطلق عليهم العرب «العلوج»، الذين يعيشون على تخوم المدينة. و«العِلج» فى اللغة العربية معناه «الحمار الوحشى»، وهو لفظ يُقال فى وصف الشخص شديد الجفاء والغلظة، وكان أكثر العلوج من الفرس، الذين تم أسرهم بعد موقعة القادسية، التى زلزل فيها «سعد بن أبى وقاص» ملك «كسرى»، أو تم استجلابهم للعمل لدى كبار أهل المدينة، وقد دخل بعضهم الإسلام. وتعكس التسمية نظرة العرب «الاستعلائية» إلى هؤلاء الأعاجم. وقد توازت مع هذه الدونية طبيعة الأعمال التى امتهنها هؤلاء «العلوج»، إذ كانوا يعملون فى الصناعات اليدوية، كالحدادة والنجارة وغيرهما، وهى تلك الصناعات التى تعلموها وأتقنوها فى البلاد التى وفدوا أو استوفدوا منها. وتحتشد كتب التاريخ الإسلامى بالكثير من الأحداث التى ترسم صورة شائهة لهؤلاء «الصُّناع»، خصوصاً فى ما يتعلق باستخدامهم فى عمليات الاغتيال أو العدوان على الآخرين. قُتِل «عمر بن الخطاب»، رضى الله عنه، على يد واحد من «العلوج» الذين كان يحب «العباس» -عم النبى- و«ابن عباس» الاستكثار منهم، وهو ما قاله «عمر» لـ«ابن عباس» بعد أن طعنه «المجوسى»: «قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة»، وكان «العباس» أكثرهم رقيقاً، فقال: «إن شئت فعلت»، أى إن شئت قتلنا، قال: «كذبت بعدما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم». ولعلك تعلم أن هناك قبراً رمزياً تم تشييده للمجوسى «أبولؤلؤة» فى إيران، تشير بعض المواقع إلى أنه قد تم إغلاقه عام 2007، بعد تدخّل الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين. والمؤكد أن بناءه تم لتحقيق أهداف رمزية معينة، فمن المعلوم أن «أبا لؤلؤة» قتل نفسه بخنجر بعد أن طعن «عمر بن الخطاب»، والأرجح أنه دُفِن بالمدينة.

لعب الفرس أيضاً بعد ذلك دوراً مهماً فى إسقاط الحكم الأموى، والدعاية للدولة العباسية، تلك الدعوة التى تبلورت حول فكرة التشيُّع لآل البيت، وأحقيتهم فى خلافة النبى، صلى الله عليه وسلم، وتأكيد ظلم «بنى أمية» الذين استباحوا دم «آل محمد». وكما تعلم فإن عرب العراق، خصوصاً أهل الكوفة والبصرة، كانوا يُظهرون انحيازاً واضحاً لفكرة التشيُّع، لكن الجديد فى رحلة نشأة الدولة العباسية تمثّل فى ظهور دور واضح للشيعة الفرس داخل العديد من الولايات الفارسية (الإيرانية)، خصوصاً فى خراسان. وقد أسهم فى نشر الدعوة العباسية داخل الولايات الفارسية عدد من العوامل، أبرزها: قُرب هذه الولايات من الكوفة والبصرة مركز التمرد العلوى ضد الدولة الأموية، وقيام حكام هذه الدولة بنفى من يغضبون عليهم من العلويين إلى خراسان، بالإضافة إلى حالة التماهى بين الكثير من الأفكار الشيعية والتراث الثقافى للفرس، خصوصاً ما يتعلق بتقديس الأئمة، ودور الإمام فى نشر العدل فى الأرض التى ملأها الظلم والجور. كان «أبومسلم الخراسانى» واحداً من أبرز الدعاة لبنى العباس فى «خراسان»، لكنه لم يكن الداعية الأوحد للدولة الشيعية الوليدة، إذ شاركه فى ذلك «أبوسلمة الخلال» الذى لعب دوراً مهماً للترويج للعباسيين، ولحق أهل البيت فى خلافة النبى وحكم المسلمين داخل «الكوفة»، لكن أضرت به كثيراً محاولته الدعوة إلى تحويل الخلافة إلى «آل على بن أبى طالب» بعد وفاة «إبراهيم الإمام»، إذ كان يرى أن العلويين أحق بهذا الأمر من الفرع العباسى من أهل بيت النبى، وهو ما أنكره عليه «أبوالعباس السفاح» -وريث «إبراهيم الإمام»- الذى انقلب على العلويين منذ اللحظة الأولى لتوليه الأمر. هذا التحوّل وإنكار حق الفرع العلوى من آل البيت فى الخلافة، لم يُرضِ «أبا سلمة الخلال»، لكن «السفاح» لم يُمهله لكى يُزعج تربُّعه على منصة السلطة، فأشار بقتله، فقُتِل، واتُّهم فيه أحد الخوارج. أما الداعية الفارسى الثانى «أبومسلم الخراسانى»، فقد جاء مقتله على يد «أبوجعفر المنصور». ومنذ ذلك الحين خرج فرع «العباس» من حسبة الشيعة، وركّزوا آمالهم فى نسل «على بن أبى طالب»، وبالذات هؤلاء الذين انحدروا من نسل «فاطمة»، وتدعّمت فكرة أنه منذ وفاة النبى لم يكن هناك فى الواقع سوى خط واحد من الأئمة الشرعيين. وهؤلاء هم «على» وابناه «الحسن والحسين» ونسل «الحسين» من ابنه «على زين العابدين»، الناجى الوحيد من مذبحة كربلاء.

ووقع انقسام أخطر فى تاريخ التشيُّع، عندما وصلت الإمامة إلى «جعفر الصادق»، وهو الإمام السادس الذى يسبقه: «على بن أبى طالب، ثم الحسن بن على، ثم الحسين بن على، ثم على زين العابدين، ثم محمد الباقر». كان لـ«جعفر الصادق» ابنان، كبيرهما «إسماعيل»، والأصغر «موسى الكاظم»، ويبدو أن حق البكورية كان يلعب دوراً فى اختيار الإمام الخليفة. ولأسباب غير واضحة حرم «جعفر» ابنه الأكبر «إسماعيل» من خلافته فى منصب الإمامة، ومنحه لأخيه الأصغر «موسى الكاظم»، واعترف الكثير من الشيعة بإمامة «الكاظم»، واستمر نسله حتى الإمام الثانى عشر، فتلاه «على بن موسى الرضا»، ثم «محمد بن على الجواد»، ثم «على بن محمد الهادى»، ثم «الحسن بن على العسكرى»، ثم «محمد بن الحسن» (الغائب). وهكذا تشكّلت فرقة الشيعة الاثنى عشرية التى تحدّدت أئمتها فى الأسماء السابقة بداية من «على بن أبى طالب»، وانتهاءً بـ«محمد بن الحسن العسكرى». وسيطر المذهب الاثنى عشرى (الجعفرى) على الشيعة الفرس، وهو المذهب الرسمى اليوم لإيران، بالإضافة إلى مناطق من المشرق العربى.