بعد اعتذار طهران لمجلس الأمن.. هل تتراجع إيران عن موقفها وتنهي أزمتها مع السعودية؟

بعد اعتذار طهران لمجلس الأمن.. هل تتراجع إيران عن موقفها وتنهي أزمتها مع السعودية؟
- إيران
- السعودية
- مجلسا لأمن
- الأزمة
- إيران
- السعودية
- مجلسا لأمن
- الأزمة
- إيران
- السعودية
- مجلسا لأمن
- الأزمة
- إيران
- السعودية
- مجلسا لأمن
- الأزمة
شهدت منطقة الشرق الأوسط، أحداثا متلاحقة منذ السبت الماضي، فور إعلان المملكة العربية السعودية لحكم بإعدام القيادي الشيعي آية الله الشيخ نمر باقر النمر، و46 آخرين، إذ سارعت إيران بالتنديد بذلك الحكم وتهديد لـ"آل سعود".
وقالت إيران حسب زعمها: "الحكومة السعودية ساندت الإرهابيين والمتطرفين التكفيريين، بينما تعدم وتقمع المنتقدين داخل البلاد، وستدفع ثمنا باهظا على هذه السياسات"، بحسب تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري.
ولم يقتصر الأمر من الجانب الإيراني على التصريحات، حيث اقتحم عناصر من ميليشيات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني، القنصلية السعودية بمدينة "مشهد" في محافظة "خراسان" شمال شرق إيران، وأشعلوا النيران بقسم من المبنى، ليخرج الشيعة في مظاهرات بطهران والبحرين والقطيف ضد السعودية، لترد المملكة بـ"قطع العلاقات" مع طهران، ثم تعقبها البحرين والسودان وجيبوتي، فيما خفضت الإمارات مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، قبل أن تستدعي الكويت سفيرها لدى ايران، اليوم، على خلفية الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية.
ووسط تنديدات دولية شديدة بما حدث للبعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، أعربت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة في رسالة، مساء أمس، إلى مجلس الأمن الدولي، عن "أسف" طهران بعد الاعتداء على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد.
وأوضحت أن إيران "لن تدخر جهدا لتوقيف وإحالة المسؤولين عن هذه الأحداث إلى القضاء" والتي وصفها الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأحد الماضي بأنها "غير مبررة"، وأضافت الرسالة أن طهران "ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية لعدم تكرار مثل هذه الحوادث".
ومن جانبه لم يعتبر السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، تلك الرسالة اعتذارا من إيران، موضحا أنها جاءت بصيغة "الآسف" فقط وليس الاعتذار الصريح الرسمي، الذي يجب أن يوجه بشكل كتابي إلى السعودية وليس إلى مجلس لأمن، واصفا ذلك الأمر بـ"الرقص على السلالم".
وأضاف "بيومي" في تصريح لـ"الوطن"، أن إيران لجأت لتلك الرسالة نتيجة مواقف الدول الخمس تجاهها، ما جعلها في وضع إقليمي سيء، وتحت ضغط دولي كبير، إلا أن ذلك لا يعني منها تغيير موقفها ومحاولة احتواء الأزمة في الوقت الراهن.
وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن رسالة إيران نبع من الإخلال بالاتفاقيات الدولية لحماية الدولة المضيفة للبعثات الدولية، وخاصة في أوقات التوتر، لافتا إلى أن إيران معروفة بتاريخها الناطق بالعنف في تلك الفترات.
وأكد أن ذلك الاعتراف بالتقصير لا يعدّ تمهيدا لاحتواء إيران للأزمة وإنما نتج إثر ضغوط دولية ضخمة، ومساعي بعض البلدان لاحتواء الأزمة، مرجحا أن يتوقف الأمر عن هذا الحد وألا تقوم بتقديم آسف مرة أخرى فيما يخص السعودية.
أما السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فقال إن "إيران لن تتراجع عن موقفها الحالي، خاصة بعد أن حققت هدفها السياسي بإلحاق الضرر والإهانة بالسعودية وآل سعود"، على حد ذكره.