مأساة «فرج»: النمل أكل بيتى وفلوسى

11:08 م | الأحد 03 يناير 2016

غرفة معتمة يتسرب إليها الضوء من شقوق الأسقف المتهالكة فى بيت صغير لا تتجاوز مساحته 65 متراً، ورغم ذلك لم يسلم من جحافل النمل الأبيض أو ما يطلق عليه أهل الصعيد «القرضة»، التى قضت على ما تبقى منه. فرج محمد على، عامل أرزقى فى الأربعينات من العمر، يعول أسرة مكونة من 6 أفراد، ولا يقوى على إصلاح منزله المتاخم للجبال بمنطقة «حاجر العديسات» فى جنوب الأقصر، ليظل مهدداً بانهيار البيت على رأسه فى أى وقت، فدخله الشهرى لا يتجاوز الـ450 جنيهاً، تكفى بالكاد طلبات أسرته. يروى «فرج» مشكلته لـ«الوطن»: «رضيت بالعيش فى بيت صغير لا يسعنى مع زوجتى وأبنائى الأربعة، لأن ظروفى لا تسمح بأكثر من ذلك، كنت أعمل فى السياحة سابقاً، وبعد توقفها اضطررت للعمل فى المعمار والخرسانة والمحارة والنقاشة، لكن عوامل الزمن أثرت على جدران البيت وأسقفه، خاصةً حين انهالت الأمطار بغزارة على المحافظة فى العام الماضى»، ولأن المصائب لا تأتى فرادى، قضت جحافل النمل الأبيض على أثاث المنزل البسيط، وعلى أجزاء كبيرة من الأسقف والأبواب والشبابيك. استخدم «فرج» العديد من المواد الكيميائية والمبيدات التى تباع فى الأسواق، للقضاء على النمل الأبيض، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، حيث إن هذا النوع من الحشرات يفضل المناطق الجبلية، ويتغذى على الأخشاب، «النمل أكل البطاطين، والستائر، والملايات والجلود الموجودة فى المنزل، واتجه مؤخراً للنقود»، يقولها «فرج»، الذى ترك نصف يوميته من العمل «20 جنيهاً» تحت وسادته ذات مرة لمدة يومين متتالين، ليفاجأ بالنمل الأبيض أكل نصف العملة الورقية وشوَّه معالمها. إعادة بناء المنزل بالطوب الأحمر «المسلح»، واستبدال الشرفات والأبواب الخشبية بأخرى «ألوميتال»، هو الحل الذى يراه «فرج» كفيلاً بالقضاء على النمل الشرس، لكنه لا يقدر على تكلفته.