خبراء سياسيون: استلام مصر مقعدها في مجلس الأمن دليلا على تعافيها

كتب: أماني عزام

خبراء سياسيون: استلام مصر مقعدها في مجلس الأمن دليلا على تعافيها

خبراء سياسيون: استلام مصر مقعدها في مجلس الأمن دليلا على تعافيها

على الرغم من تحقيق مصر بعض الإنجازات خلال عام 2015، إلا أنها عانت فيه كثيرًا من أزمات طاحنة أبرزها انتشار الإرهاب، الذي كان عصف بها، فقد سعت مصر كثيرًا لتخطي هذه المرحلة العصيبة والعبور منها إلى بر الأمان.

ومع بداية 2016 اخذت مصر أولى خطواتها في تحقيق الاستقرار والنهوض من كبوتها بتسلمها لمقعدها الغير دائم في مجلس الأمن  للعامين المقبلين عن دول شمال إفريقيا، حيث يبدأ مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة السفير عمرو أبو العطا حضور الاجتماعات.

وقال الدكتور أيمن شبانه، أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الإفريقية، إن تسلم مصر لمقعدها في مجلس الأمن مع بداية دخول عام 2016، بأن مصر استطاعت أن تتغلب على محاولات عزلها إقليميًا ودولًا خلال السنوات الماضية، وهي الآن تخطوا بخطوات ثابتة للأمام نحو تأكيد مكانتها، مُشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع خلال العام الماضي تنويع العلاقات الدبلوماسية والدولية المصرية من خلال زيارته لمعظم دول العلم  والتعاون معها مثل روسيا والصين.

وأكد شبانة شبانه، لـ"الوطن"، أن أصعب السنوات التي مر بها الرئيس عبد الفتاح السيسي هي السنة الأولى من حكمه، لان مصر كانت تمر بمشاكل  وتحديات داخلية وخارجية عدة أبرزها ماكانت تقوم به جماعة الإخوان، والانهيار الإقتصادي، ولكنه استطاع التغلب على كل هذا، مؤكدا أن تجاوز مصر لكل عقبات 2015، سييسر مهامها القادمة لتصبح 2016 نقطة انطلاقها الحقيقية.   

وأشار أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الإفريقية، إلى أن هذه المرة السادسة التي تتولى فيها مصر تمثيل القارة الإفريقية من خلال المقاعد الغير دائمة في مجلس الأمن، ما يعكس أهمية الدور الذي تلعبه مصر في استقرار أفريقيا والشرق الأوسط.

وأضاف أن هذا الموقع يلقي على مصر مسؤوليات إضافية، حيث أنها أصبحت مسؤولة عن التعبير عن الشواغل الأمنية في دول القارة الإفريقية، ومتابعة تطوراتها، ومطالبة بتسوية هذه الصراعات التي تقع في معظم بلدانها مثل "الصومال، وجنوب السودان، وليبيا، ومالي، وإفريقيا الوسطى".

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الإفريقية، أنه لابد لمصر أن تسعى للبحث عن تسويات سلمية لكافة هذه الصراعات، مشيرًا إلى أن قدرة مصر على إنجاز هذه المهام يعطيها دفعة للأمام ويؤهلها إلى الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن مشفوعة بحق الفيتو، حل التصديق على الطلبات بضرورة ضم دول جديدة لمجلس الأمن.

ومن جهته قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية، أن فوز مصر بمقعد غير دائم في مجلس الأمن، لتمثيل إفريقيا سيجعلها تسعى لحل معظم مشاكل القارة، لافتًا إلى أن القارة الإفريقية مليئة بالمشاكل المذهبية والطائفية.

وأضاف اللاوندي، أن المشاكل الخلافية بالقارة الإفريقية مطروحة بشكل أساسي على أولويات مصر، مما يجعلها مؤثرة ويساعدها على استعادة هيبتها الدولية.

ولفت خبير العلاقات السياسية والدولية، إلى أن 2016 ستشهد حضور مصر في المحافل الدولية،كما كانت في السابق، ولن تكون غائبة عن المشهد الإفريقي مرة أخرى مثلما كان.

 يذكر أن مصر حصلت على 179 صوتًا من أصل 191 كانت نسبة الأصوات التي حصلت عليها مصر لفوزها بمقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين، ستسعى جاهدة خلالهم في مكافحة الإرهاب بعد اختيارها لرئاسة لجنة  القرار 1373 المعنية بمكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الدولي بإجماع آراء الدول الأعضاء، دون اعتراض.

العراق سيكون أولى اهتمامات في المرحلة القادمة لاسيما في ظل اختيارها لرئاسة لجنة القرار 1518 المعنية بمتابعة نظام العقوبات الخاص بالعراق، ولجنة القرار 1533 المعنية بمتابعة نظام العقوبات الخاص بالكونغو الديمقراطية، كأولى خطوات مصر في استعادة مكانتها إقليميًا ودوليًا.


مواضيع متعلقة