المخدرات تنهى أحلام شاب فى الزواج والإنجاب

كتب: هبة وهدان

المخدرات تنهى أحلام شاب فى الزواج والإنجاب

المخدرات تنهى أحلام شاب فى الزواج والإنجاب

حاله كحال المخدر الذى يتعاطاه، كلاهما يجد متعة فى القضاء على الآخر، 10 أعوام يتعاطى أحمد عبدالباسط، شاب من حى «الساحل»، المخدرات بمختلف أنواعها، قضت على أمواله وصحته ولم يتبق له سوى القليل، الذى يريد الحفاظ عليه، بدايته مع المخدرات لم تختلف عن بدايات الآخرين من أصدقاء السوء، إلا أن حالة الانكسار والإذلال التى يعيشها نتيجة تدمير حياته جعلته يطرق أبواب المستشفيات الحكومية كى تمد يد العون له وتساعده على التخلص من الإدمان، لكنه لم يجد فيها رأفة ولا رحمة بحالته، فبمجرد أن يعجز عن سداد نفقات العلاج يجد نفسه ملقى خارج أسوارها. {left_qoute_1}

المهدئات والمنومات كانت الأدوية التى استخدمها الأطباء فى علاج «أحمد»، لكنها لم تشف من جوع المخدر، يخرج من المستشفى بعد جرعة مسكنات كبيرة ليعود إلى ما كان عليه، فالمكوث لفترة طويلة دون مخدر يجعله يفقد اتزانه وصوابه: «مجرد ما أخرج من المستشفى أرجع للمخدرات، محدش عالجنى ولا حد قدر يخلينى أبطل».

لفترة طويلة اعتقد الشاب الثلاثينى أن المستشفيات الحكومية ستساعده على اجتياز الإدمان بشكل كامل، ولكن المفاجأة أنه صدم بواقعها المرير بعد أن وجد نفسه داخل غرفة مُظلمة لا يتحدث مع أحد ولا يعرف الساعات التى يستيقظ فيها صباحاً أم مساء، وكأنه داخل سجن انفرادى عقوبة له على الإدمان: «أنا شاب من حقى أتجوز وأفتح بيت، مش قادر أعمل ده وأنا مدمن، كل ما أتقدم لواحدة من منطقة الساحل يرفضوا عشان عارفين إنى مدمن، حاسس إن كل الأبواب مقفولة فى وشى، مش عايز أموت ولا أعيش عيشة الأموات»، مؤكداً أن أسرته بسبب حالتها المادية البسيطة لم تدخر مالاً لعلاجه، وطامتها الكبرى أن لديها ابناً آخر يعانى من الإدمان.

كلما تذكر «أحمد» أنه عاجز عن العلاج من الإدمان فى المستشفيات الخاصة، لعدم مقدرته المادية، وكذلك فى المستشفيات الحكومية لتقاعسها عن أداء دورها كما ينبغى، يبكى على ما آل إليه حاله وأحيانا يقوده تفكيره إلى الانتحار، باعتباره الحل الوحيد للخلاص من حياة العبودية التى يعيشها: «أنا لا بنام ليل ولا نهار وكل اللى بفكر فيه إزاى أبعد عن طريق الإدمان، بس مش عارف ومش لاقى حد يساعدنى».

 


مواضيع متعلقة