بعد وصفه بـ"الموهوب".. لماذا يؤيد "بوتين" مرشح الرئاسة الأمريكية المثير للجدل "ترامب"؟

05:45 م | الأحد 20 ديسمبر 2015

"رجل لامع وموهوب من دون أدنى شك، لقد قال إنه يأمل بمستوى جديد من العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، فكيف لا نرحب بهذا أكيد سنرحب به"، هكذا وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016 دونالد ترامب، في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث لم يحدث أن علق الجانب الروسي أو تدخل في مشهد الانتخابات الأمريكية.

تصريحات "بوتين"، والغزل المتبادل بينه وبين "ترامب"، أحدثت ضجة في الرأي العام الأمريكي والعالمي، خاصة بعد تصريحات "ترامب" العدائية، والمطالبة بطرد المهاجرين العرب والمسلمين من الولايات المتحدة الأمريكية، وسط تساؤلات: "هل يدعم بوتين وصول ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية؟"، خاصة بعدما أشار محللون وسياسيون أمريكيون، إلى أنه حال وصول "ترامب" للسلطة، ستكون الولايات المتحدة قدمت أكبر هدية لـ"داعش" و"روسيا".

السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، يرى أن الحديث عن دعم "ترامب" لروسيا أو السلطة هناك بزعامة "بوتين" أمر سابق لأوانه، خاصة أنه ليس مرشحًا رسميًا عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية حتى الآن، إضافة إلى أن تصريحاته العدائية للعرب والمسلمين، خلقت حالة من الاستياء في الأوساط السياسية الأمريكية، ومن المبكر الجزم بأن "ترامب" مرشحًا لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وفق قوله.{long_qoute_1}

وأضاف عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريح لـ"الوطن"، أن تلك التصريحات تعبر عن استياء "بوتين" من إدارة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، وتظهر مدى استياء روسيا من القيادة الأمريكية الحالية، وسياسة الحزب الديمقراطي، مشيرًا إلى أن الحزب الديمقراطي كان أداءه سيئًا في فترة تولي "أوباما" بالنسبة للشرق الأوسط، وما يحدث من توترات في العالم العربي، إضافة إلى العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، وجددت 6 أشهر جديدة.

واستبعد رخا، أي تغير في السياسة الأمريكية تجاه القوى الرئيسية في العالم، وعلى رأسها روسيا، سواء تولي الرئاسة ممثلًا عن الحزب الديمقراطي أو الجمهوري، لافتًا إلى أنه قد تتغير بعض الأمور من ناحية القرارات الاقتصادية والعقوبات التي فرضت على روسيا، وأضرت بحلفاء الولايات المتحدة، مثلما أضرت بروسيا.{long_qoute_2}

أما الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، يرى في عبارات "بوتين" بالشكر والثناء، هي مغازلة في المرشح "ترامب" نكاية في الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قائلًا إن ترامب نفسه يواجه مشكلات وهجوم ليس فقط من العرب والمسلمين، بعد التصريحات العبثية التي أطلقها بطرد الجالية العربية والإسلامية من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن "بوتين" يريد نقل رسالة بأنه حاضر في المشهد الانتخابي الأمريكي، وهي سابقة لم تحدث من قبل، وفق قوله.

وأضاف فهمي، أن أسباب الثناء على "ترامب" من جانب "بوتين" أمرين، الأول إنه يمثل ظاهرة في قائمة المرشحين سواء الجمهوريين أو الديمقراطيين بتصريحاته المثيرة للجدل، والثاني هو إن بوتين يتعامل على أنه زعيمًا نديًا لـ"أوباما"، متابعًا: "الرئيس الروسي يرى أن له الحق في الحديث عن المشهد الأمريكي، كما أنه اختص ترامب بالحديث، لأن تحليل مضمون خطاب المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية طوال الفترة الماضية، يحمل توجهات إيجابية ناحية روسيا والقوى الكبرى، ولم يقترب منها، وإنما جاء على حساب العرب والمسلمين، وأيد بعمق ودقة المواقف الروسية على النطاق الإقليمي"، مؤكدًا أن روسيا تتحسس خطواتها تجاه المرشحين، ولن يكون هناك مرشح أمريكي مفضل أو مكروه، لكن "بوتين" يشخصن رؤيته المباشرة للانتخابات الأمريكية بدعم مرشح معين.