بعد تصريحات وحيد حامد عن انتمائه للجماعة.. هل كان جمال عبدالناصر إخوانيا؟

كتب: محمد شنح

بعد تصريحات وحيد حامد عن انتمائه للجماعة.. هل كان جمال عبدالناصر إخوانيا؟

بعد تصريحات وحيد حامد عن انتمائه للجماعة.. هل كان جمال عبدالناصر إخوانيا؟

"الحقيقة أن جمال عبدالناصر كان إخوانيا، دي حقيقة ثابتة، كان واحد منهم، ومتقدرش تنكرها، ولا الناصريين يقدروا ينكروها"، كلمات خرجت على لسان الكاتب والسيناريست وحيد حامد، خلال حديثه عن الجزء الثاني من مسلسل "الجماعة" في حواره لبرنامج "منارات" على فضائية "العربية"، مشددا على وجود ثوابت تاريخية تؤكد صحة تصريحاته.

تصريحات السيناريست وحيد حامد أثارت الجدل، ودفعت "الوطن" لسؤال قيادي بالحزب الناصري وأستاذ تاريخ حديث "هل انتمى عبدالناصر يوما للإخوان؟".

بداية، قال الدكتور حامد أحمد، القيادي بالحزب الناصري، "الرد لن يكون على وحيد حامد، وإنما الرد على الفكرة نفسها، وأود أن أوضح أن فترة ما قبل ثورة 23 يوليو، ليست للحكم على انتماء أي مصري ووطني لتيار بعينه، ولكن نقول إن الزعيم جمال عبدالناصر، عندما كان عنده فكر سياسي طرق كل الأبواب واستمع إلى كل الناس وتواصل مع الجميع، لكنه لم ينتمي إلى أي حزب أو تيار سياسي، فتواصل مع (مصر الفتاة) في فترة ما، وتواصل مع الإخوان المسلمين فكريا واقترب منهم، وحاول دمجهم في العمل السياسي والعمل العام، خصوصا بعد ثورة 23 يوليو، لكن الفكرة أُفشلت بمعرفة الإخوان".

وأضاف القيادي الناصري، "عندما أقول اليوم إن جمال عبدالناصر كان منفتحا على كل التيارات السياسية، التي تعمل ضد النظام القائم قبل 23 يوليو وضد الاحتلال الإنجليزي، فهذه ليست سبة أو اتهام للزعيم، أما محاولة إلصاق انتماء سياسي بعينه للزعيم الراحل، فهذه أكذوبة تصل إلى قدر الأضحوكة".

وتابع "جمال عبدالناصر هو من كان يحرك من حوله وليس من حوله هم من يحركوه، لكن الإخوان اعتادوا أن أي شخص، أيا من كان، يطرق بابهم ويحاول التواصل معهم فهو إما معهم أو ضدهم، واعتقد أن هذه المسألة برزت في مارس 1954، بعد إقالة محمد نجيب، وتحريك الإخوان لجماهيرهم في الشارع ضد عبدالناصر، وهو ما حدث بالمثل مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقيل إنه إخوان وقت تعيينه وزيرا للدفاع، وإقصاء المشير حسين طنطاوي عن منصبه، فهذه كذبة كبيرة يطلقها الإخوان ويصدقونها، وهناك من يتلقفها منهم من المثقفين ويبني عليها هو وشأنه، لكن ناصر بمنهجه وطريقه اعتقد أن أفكاره أوضح بكتير جدا من أن يختلف أحد عليها أو ينسبها لتيار بعينه".

فيما أكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس وعضو لجنة التاريخ بالمجلس الاعلي للثقافة، عدم وجود أي وثائق تاريخية تؤكد أن جمال عبدالناصر كان منتميا لجماعة الإخوان، إلا أن هناك بعض الشهادات والروايات الخاصة بالجماعة، تقول إن "عبد الناصر كان منتميا للجماعة، وحلف على المصحف والسيف، وأيضا هناك شهادات وردت في مذكرات عدد من الضباط الأحرار وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، تشير إلى أنهم التقوا مع (جمال عبد الناصر، وعبداللطيف البغدادي، وخالد محيي الدين وغيرهم)، على أرضية جماعة الإخوان المسلمين، ومثل هذه الروايات تعود فتؤكد أن عبدالناصر ومعه معظم الضباط انفصلا عن الجماعة، بعدما اكتشفوا عدم امتلاكهم لرؤية شاملة للتغيير في حالة سقوط نظام الملك فاروق".

وأضاف شقرة، لـ"الوطن"، "عبدالناصر نفسه لم يذكر أنه انتمى لجماعة الإخوان، أما الذين ذكروا أنه انتمى فتضعف روايتهم، لأن الرئيس الراحل في التوقيت نفسه كان منتميا لتنظيم (حدتو)، وفقا لرواية الشيوعيين، وهو اختصار الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني، وثابت أنه كان له اسم حركي داخلها، فكيف يكون منتميا لجماعة الإخوان والشيوعيين في وقت واحد؟".

وتابع "لعل التحليل العلمي يدفعنا إلى القول إن عبدالناصر كان يريد أن يتعرف على أفكار جميع القوى والتنظيمات السياسية الموجودة على الساحة السياسية المصرية آنذاك، والدليل على ذلك أن علاقة ما كانت تربطه بـ(مصر الفتاة)، كما أرسل من يلتقي بالوفديين ليجس نبضهم ويفهم موقفهم، ويعزز هذا الرأي أنه تمكن من تجنيد عدد من الضباط الشيوعيين والضباط المنتمين للإخوان المسلمين في الوقت نفسه".

وأشار شقرة إلى أمر آخر، وهو أن هناك بعض الإخوان بعد قيام الثورة يصوب هذا الإدعاء، ودليلهم في ذلك "لو كان انتمى حقيقة للإخوان، لكان تصرفه معهم بعد نجاح ثورة يوليو 1952، وطرد الملك مختلفا تماما".


مواضيع متعلقة