عمل دوشة.. صحيت من النوم.. ضربته وماعرفتش أتصرف فى الجثة.. نقلتها للمستشفى وقلت: «مات متكهرب»

11:38 م | الجمعة 18 ديسمبر 2015

«كان عامل دوشة، مكنتش عارف أنام، ضربته، مات. بس أنا مكانش قصدى أقتله. كنت بأدّبه. أنا كنت بأحبه وباعامله زى ابنى».. هذا جزء من اعترافات «سائق» قتل ابن زوجته.. الاعترافات جاءت ممزوجة بالدموع أمام ضباط مباحث بولاق الدكرور.

«محمد .س.» (30 سنة)، سائق كان يستغرق فى نومه يوم الثلاثاء الماضى، وكانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة والنصف ظهراً، واستيقظ من النوم على صوت ابن زوجته الطفل آدم (4 سنوات)، وبحث عن زوجته ولم يجدها فى المنزل، وحاول أن يلعب مع الطفل حتى يتوقف عن البكاء إلا أن الطفل لم يستجِب له واستمر فى البكاء فتعدى عليه بالضرب بيديه حتى سقط جثة هامدة، وتوجه بعد ذلك إلى مستشفى بولاق الدكرور وادعى أن المجنى عليه قُتل نتيجة صعقه بالكهرباء.

{long_qoute_1}

التقارير الطبية الصادرة عن مستشفى بولاق الدكرور أثبتت وفاة الطفل نتيجة تعرضه للتعذيب وليس الصعق بالكهرباء، وتبين من الكشف الظاهرى وجود آثار تعذيب وضرب، فأبلغ مدير المستشفى قسم شرطة بولاق الدكرور بالواقعة، فانتقلت قوة من المباحث تحت قيادة العميد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم هانى الحسينى رئيس المباحث، إلى المستشفى وتم ضبط المتهم، وبتضييق الخناق عليه اعترف بارتكابه للواقعة.

وسرد المتهم تفاصيل الواقعة بالكامل، أثناء التحقيقات معه أمام المستشار على محجوب رئيس نيابة بولاق الدكرور، قائلاً: تزوجت منذ سنتين من والدة المجنى عليه (آدم)، وكنت بأعامله زى ابنى، وأى حاجة كان بيطلبها كنت بأجيبها له.. أهو نصيبه يموت..

وأضاف المتهم: «إحنا كانت حياتنا بسيطة، أنا باشتغل سواق وكنا بنعيش اليوم بيومه، طول الفترة اللى فاتت كنا بنعيش حياتنا فى حب وتفاؤل وأمل، وكان بيننا بعض الخلافات الطبيعية التى تنشأ بين كل الأزواج وكنا نتجاوزها سريعاً، إلا أن حياتى لم يكن يعكر صفوها سوى الطفل الذى اقتسم معى حب زوجتى واهتمامها».

وشرح المتهم تفاصيل الواقعة فى التحقيقات، التى أشرف عليها المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة قائلاً: لم أقصد قتل المجنى عليه، ويوم الواقعة ذهبت زوجتى إلى السوق لشراء بعض المستلزمات الخاصة بالمنزل، وطال غيابها، فى تلك الفترة كان آدم بصحبتى، وأثناء ذلك دخل فى نوبة بكاء مستمر لم يقطعها، حاولت تهدئته فى أول الأمر، إلا أنه لم يهدأ، استشطت غضباً فقذفته من أعلى الكنبة، فسقط على الأرض وانهلت عليه ضرباً لا أبالى بما أفعل، فازدادت صرخات الطفل الصغير، ومع كل صرخة تزداد عصبيتى ويجن جنونى فأزداد ضرباً. وأضاف المتهم: لم أهدأ إلا حينما توقف الطفل عن البكاء تماماً، ولكنه توقف أيضاً عن الحركة، وبدا لى أنه توقف عن التنفس والحياة كلها، ذهلت من هول الموقف، جننت لم أكن أقصد قتله، فاصطحبته سريعاً نحو المستشفى العام، فى محاولة لإنقاذ روحه التى خرجت على يدى دون أن أدرى، وكان لا بد لى أن أحتال حتى أبرئ نفسى من الوزر الذى اقترفته يدى، فادعيت أنه مات بسبب صعقه بماس كهربائى.

وكشفت تحريات المباحث التى أشرف عليها اللواء مجدى عبدالعال مدير الإدارة العامة للمباحث واللواء خالد شلبى نائب مدير الإدارة العامة للمباحث أن المتهم تعدى بالضرب المبرح على الضحية قرابة ساعة حتى فارق الضحية الحياة. وأضافت التحريات والمعاينة أن المجنى عليه مصاب بكدمات وسحجات وجروح متفرقة بمختلف أنحاء الجسد وتوفى قبل إسعافه، إلا أن شك الأطباء فى إصابات الطفل دفعهم لإبلاغ الشرطة وبإجراء التحريات وإعادة مناقشة زوج الأم اعترف بتعديه على الطفل لإحداثه ضوضاء وصراخه باستمرار. وأضافت التحريات أن والدة الطفل كانت خارج المنزل وعقب عودته علمت بنقل زوجها لطفلها للمستشفى فانتقلت قوة ترأسها المقدم هانى الحسينى رئيس مباحث بولاق الدكرور وتم إلقاء القبض على زوج الأم وأحيل إلى النيابة العامة التى باشرت التحقيق. وكشفت مناظرة يحيى قدرى وكيل نيابة بولاق الدكرور لجثة الطفل المجنى عليه عن إصابته بكدمات وسحجات وجروح متفرقة فى أنحاء فى الجسد، وقررت النيابة حبس المتهم لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، وقررت النيابة تشريح جثة الضحية لمعرفة أسباب الوفاة.