نكبة سياسية للأحزاب اليسارية والناصرية في انتخابات البرلمان

كتب: محمد حامد

نكبة سياسية للأحزاب اليسارية والناصرية في انتخابات البرلمان

نكبة سياسية للأحزاب اليسارية والناصرية في انتخابات البرلمان

منيت الأحزاب اليسارية والناصرية بنكبة سياسية كبري في عام 2015، وهو ما ظهر في التمثيل الضعيف لها في البرلمان، لتغيب معها شعارات العدالة الاجتماعية والانحياز للطبقات الكادحة والعمالية.

وخسرت الأحزاب اليسارية المشاركة في الانتخابات البرلمانية جميع مرشحيها، باستثناء ممثل وحيد لحزب التجمع الذي اشتهر بمواقفه المؤيدة للنظام بعد 30 يونيو، وذلك من أصل قرابة 34 مرشحًا للحزب في الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات، إضافة إلى نائب وحيد للحزب الناصري.

واستطاع مستقل وحيدًا، ظاهره يساري، ومواقفه متباينة، الفوز بمقعد بالبرلمان وهو النائب هيثم الحريري عن دائرة محرم بك بالإسكندرية، الذي ينتمي لجيل الأبناء، فهو نجل البرلماني المخضرم، والقيادي اليساري الراحل أبوالعز الحريري.

وقاطعت معظم أحزاب التيار الديمقراطي الانتخابات، واعتبرت ذلك طريقًا للانتفاضة الصامتة، واتخذت عدة سبل لمعارضة السلطة، حيث اتخذت موقفًا مواجهًا، بدءًا من قرار الاعتراض على القوانين المنظمة للانتخابات وصولًا إلى قرار عدم مشاركة أغلب أحزابه في انتخابات مجلس النواب.

وقال معصوم مرزوق، القيادي بحزب التيار الشعبي (تحت التأسيس)، إن الناخبين اتخذوا الموقف نفسه الذي تبنته بعض أحزاب اليسار في مصر بشأن مقاطعة الانتخابات، مشيرًا إلى أنهم رفضوا المشاركة منذ البداية بسبب النظام الانتخابي القائم، الذي يشجع على المال السياسي، واستمرار السياسات التي قامت ضدها ثورة 25 يناير.

وقال مرزوق لـ"الوطن": "التيار الديمقراطي هو الجزء الوحيد المتحرك سياسيًا بعد ثورة 25 يناير، وهناك من يحاول إلغاء وجوده وبقائه السياسي باسم الوطنية والدفاع عن الدولة"، لافتًا إلى أن الحياة السياسية والحزبية بشكل عام تواجه معركة إثبات وجود أما أن تكون أو تختفي.

وأطلق التيار الديمقراطي بقيادة مرشح الرئاسة السابق حمدين صباحي، دعوات تهدف لتحويله إلى اتحاد كونفدرالي وتشكيل حزب معارض يلتف حوله أحزابه الستة، وتأسيس كتلة ديمقراطية تضم كل القوى السياسية المؤمنة بأهداف ومبادئ ثورة 25 يناير.

وقال القيادي بحزب التيار الشعبي، إن أحزاب التيار ستتخذ شكل الجبهة نظرًا لتوافقها في أغلب التوجهات والآراء والمواقف السياسية.

وخاض حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" الانتخابات البرلمانية بـ10 مرشحين في المرحلة الأولى وخسروا جميعًا، وفشل مرشحا حزب العدل، وخسر 50 مرشحًا لحزب الكرامة، بينما لم تخوض أحزاب "الدستور ومصر الحرية والتيار الشعبي" المعركة البرلمانية.

وعلقت هذه الأحزاب خسارتها في الانتخابات على "شماعة" عزوف الشباب عن المشاركة وتحكم المال السياسي بالمشهد.

وقال مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي، إننا رفضنا مقاطعة الانتخابات كي لا نحسب على جماعات مقاطعة مناهضة للدولة مثل الإخوان، مضيفا لـ"الوطن":" خسارة اليسار ترجع إلى استخدام المال السياسي بشكل غير مسبوق، فضلًا عن وجود نسبة كبيرة من الناخبين خارج العملية الانتخابية، في ظل عزوف قطاعات واسعة، وفي مقدمتها الشباب".

وعقب انتهاء سباق انتخابات البرلمان، دعت أحزاب التيار الديمقراطي بالتنسيق مع النائب هيثم الحريري لتشكيل تحالف "العدالة الاجتماعية" لضم النواب المؤيدين لمبادئ العدالة الاجتماعية، ولكن لم ترق هذه الدعوات إلى بلورته في شكل كيان متماسك.

واتخذت أحزاب التيار الديمقراطى أيضًا العديد من المواقف السياسية مثل دعوتهم إلى حوار وطني يصطف من خلاله جميع القوى السياسية حول الدولة عقب سقوط الطائرة الروسية في سيناء للبحث عن حلول وبدائل ضد الحملة الشرسة التى تشنها قوى الغرب على مصر، إلا أن الحوار لم يعقد حتى الآن.


مواضيع متعلقة