بالفيديو| "الوطن" تلتقي أسرة شهيد العريش: فقدنا "نور عينينا"

11:48 م | الأربعاء 16 ديسمبر 2015

اتشحت قرية الإبراهيمية القبلية دائرة مركز كفرسعد في دمياط بالسواد، وأعلنت الحداد على شهيدها محمد أيمن السيد شويقة شهيد الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء، وخرج الآلاف من أبناء دمياط لتوديع شهيدهم في جنازة عسكرية مهيبة حيث افترشوا الأرض وتزاحم الأهالي أمام منزله لتشييع جثمانه لمثواه الأخير حيث اختلطت الصرخات بالزغاريد في مشهد جنائزي مهيب تباكى فيه الكبير والصغيرعلى حد سواء.

"الوطن" التقت بأسرة الشهيد بوجه حزين وعينين دامعتين، جلست الأم وسط السيدات متشحة بالسواد تتلقى العزاء في فلذة كبدها، وعيناها مغرغرتان بالدموع، ورددت الأم في حزن: "حرموني منك يا ضنايا من شهر ماشوفتكش كان نفسي أفرح بك يا روح قلبي لكن الكلاب حرموني منك".

وتابعت عزة، والدة الشهيد: "كان نور عيني ابني وأخويا وحبيبي كان أحن واحد في الدنيا على عائلته الكبير والصغير بيحبه كان نفسه يشوفنا ويقعد معنا لكن ملحقش".

وتضيف الأم قائلة: "آخر مرة كلمني ليلة استشهاده بقول له الوضع عندكم إيه يا حبيبي، قال لي ربنا يستر يا ماما أنتي عاملة إيه رجلك بقت كويسة يا حبيبتي أنا كويس يا ماما وجايلك السبت المقبل وحضري لي الكيكة والأكل اللي بحبه يا ماما".

وتتابع الأم قائلة: "كان دائما يقول لي أنا نفسي في كل أكلك الحلو يا ماما بس لما بوصل مش ببقى نفسي غير إني أقعد معاكم وبس يا حبايبي نفسى أشبع منكم والله يا ماما ببقى مستني الموت ييجي لي من كل ناحية، ولكن دائما كنت بقول له أنت راجل يا حبيبي وكنت بخاف أقول له أي كلام ثاني عشان يبقى قوى دائما أمام أعدائه".

تتوقف الأم لحظات لتجفف دموعها قائلة: "كان لسه له سنة وينهي جيشه حيث التحق في 13 يناير 2013م حيث بدأ خدمته بالشرقية ثم الإسماعيلية ثم سيناء".

وختمت الأم قائلة: "عايزة القصاص يا سيسي عايزة حق ابني من الكلاب اللي قتلوه حرموني من نور عيني"، وتابعت قائلة: "شقيقاه لن أتمكن من منعهما من دخول الجيش هما مش غاليين على مصر".

وفي شعور جمع بين دموع الفرح بالشهادة ونحيب فقدان الشهيد قالت دعاء نجلة عمه وشقيقته في الرضاعة: "عايزة القصاص من اللي قتلوا أخويا ده مش كان ابن عمي ده كان كل شيء لنا حرام يحرمونا من الفرحة لسه آخر مرة مكلمني ليلة استشهاده وقال لي خدى بالك من أمي يا دعاء هاجي يوم السبت حضروا لي كل حاجة بحبها يا أختي"، وتتابع قائلة بمرارة وقهر: "ده كان لسه هيخطب خلاص حرموه من فرحته ليه".

وتقول: "كان أخويا وسندي مفيش أطيب ولا أحن منه كل الناس بتحبه ليلة استشهادي كلمني وكان نفسه يقضي يومين معنا"، وبدموع منهمرة تستكمل دعاء حديثها: "ذنبه إيه يستشهد كده عايزين محاكمات عاجلة والقصاص لولادنا بأقصى سرعة".

وتقول عمة الشهيد: "عايزين يتعمل في الكلاب زي ما عملوا في ابننا عايزين نارنا تبرد بالقصاص لسه مكلمني آخر يوم الانتخابات وقال لي خلصنا انتخابات يا عمتو وهروح كتيبتى 103"، وتضيف العمة: "الشهيد كان فرحة العائلة كلها وأول فرحتنا والله حرمونا منه.

ووجهت بهية، خالة الشهيد، رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي: "خلي بالك من ولادنا يا سيسي مش كل يوم ولادنا ييجوا متقطعين ومحروقين ومش نفرح بهم".

وبحسبما أكد أهالي الشهيد، لـ"الوطن"، فقد استشهد بعدما احتضن إرهابي كان يرتدي حزاما ناسفا وذلك لإنقاذ كتيبته من الموت، حيث كان الإرهابي يعمل على تفجير الكتيبة ولولا تدخل الشهيد لاستشهد عناصرها.

شيع الآلاف من أهالي دمياط، أمس، جثمان الشهيد محمد أيمن شويقة من المسجد الكبير بقرية الإبراهيمية القبلية، بمركز كفرسعد، وذلك في جنازة عسكرية حضرها قيادات من الجيش الثاني الميداني، والدكتور إسماعيل عبدالحميد، المحافظ، واللواء حسن البرديسي، مدير الأمن وكل القيادات الأمنية.

وردد المشيعون: "لاإله إلا الله.. الشهيد حبيب الله"، "الشعب يريد القصاص من الإرهابيين"، "يا شهيد نام وارتاح.. وإحنا نكمل الكفاح".

كان الشهيد هو الأبن الأكبر لوالده حاصل على دبلوم تجارة يبلغ من العمر 21 عاما، مجند بسلاح الصاعقة وله شقيقان علاء وممتاز ووالده يعمل موظف بمجلس مدينة كفرسعد، كما كان يعمل الشهيد مبلط قبل التحاقه بالقوات المسلحة.