بالفيديو| الأزهر ردا على سؤال أساقفة "كانتر بيري" عن "تكفير داعش": يطبق عليهم "الحرابة"
بالفيديو| الأزهر ردا على سؤال أساقفة "كانتر بيري" عن "تكفير داعش": يطبق عليهم "الحرابة"
![الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/8731858201442333357.jpg)
الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر
شهدت مشيخة الأزهر الشريف، جلسة حوار بين علماء من الأزهر ووفد كنيسة "كانتر بيري" البريطانية، بعنوان "دور القادة الدينيين في مكافحة استخدام النصوص الدينية لارتكاب العنف والإرهاب باسم الدين".
وجه وفد كنيسة "كانتر بيري" البريطانية، سؤالًا إلى ممثلي الأزهر الشريف، خلال جلسة الحوار اليوم: "لماذا لا تكفرون داعش؟"، فأجاب الدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر: "ليس بالضرورة أن أكفر من يكفرني، هؤلاء نعدهم من البغاة، ويطبق عليهم حد الحرابة، وهناك قواعد للدخول في الإسلام، ولا أستطيع إخراجه من الإسلام إلا بخرق تلك القواعد، والنبي صلى الله عليه وسلم، عرف الإسلام تعريفًا واضحًا، وهيّ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وغيرها من بقية أركان الإسلام، فلا يمكن أن يخرج من الإسلام إلا بإنكاره أحد أركان الإسلام".
وأضاف هدهد: "هناك ضوابط لفهم القرآن، فيجب أن تفسر آيات القرآن في إطار النص القرآني كله، والذي لا يفهم بعيدًا عن سياق الأحداث الذي نزلت فيه، والأحداث المشابهة له في كل زمان، ومن خلال تفسير الحديث الشريف لهذه النصوص القرآنية"، مضيفًا: "جماعات العنف انتزعت النصوص من سياقها، وفسرت آيات القتال تفسيرات خاطئة لتستبيح على أساسها قتل المخالفين، رغم أن الإسلام لم يشرع القتال إلا لصد المعتدين والدفاع عن الوطن، وحرم الاعتداء على ضيوف المجتمعات الإسلامية الذين دخلوا إليها بموجب تأشيرات دخول تعتبر بمثابة عهد أمان لهم".
من جانبه، قال الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، المشرف على مركز الحوار: "القضية ليست التكفير، المهم ماذا يفعل هؤلاء، وتطبق على أفعالهم حد الحرابة وهي القتل، وقضية هل هو كافر أم لا قضية لفظية فقط، لكن حكم هؤلاء في الإسلام هو الإعدام".
وأضاف زقزوق: "الأحداث التي يمر بها عالمنا المعاصر، تقتضي أن يكون هناك حوار بين الشرق والغرب لتصحيح المفاهيم التي يستخدمها الإرهابيون، لتنفيذ جرائمهم باسم الدين"، متابعًا: "مصر لديها تجربة فريدة وعبقرية، تجمع الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه في مظلة بيت العائلة المصرية".
من ناحية أخرى، قال الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: "الإسلام له نظرة إلى المواطنة، تختلف عن باقي الفلسفات حول العالم، فهو لم يعتمد على البعد الجغرافي لتحديد المواطنة، ولم يميز بين الناس على أساس دينهم أو وطنهم أو قوميتهم، بل احترم إنسانية الإنسان أينما كان، وساوى بين المسلمين وغير المسلمين، وكفل لكل مواطن كافة الحقوق المدنية والسياسة والاجتماعية والثقافية".
وأوضح عفيفي، أن الإسلام ينظر إلى الاختلاف على أنه سنة كونية، لا يجب أن تكون سببًا للعداء بين أبناء الديانات والحضارات المختلفة، بل هي سبب للتكامل والتعاون، ولذلك كان غير المسلمين لهم دور في ازدهار الحضارة الإسلامية، كما استفادت هذه الحضارة من الحضارتين الرومانية واليونانية.
وتابع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: "وحدة الأصل الإنساني ووحدة الكرامة الإنسانية، من أهم الأسس التي بني عليها التعايش في الإسلام".
وفي سياق متصل، أكد السفير عبدالرحمن موسى، أهمية دور القادة الدينيين، بخاصة في المجتمعات الغربية، لمواجهة الدعوات التي تتهم الإسلام بالمسؤولية عن الممارسات الإرهابية، كما طالب بضمان حقوق المواطنين المسلمين في تلك المجتمعات.
وأشاد أساقفة كنيسة "كانتربري" في لندن، بمناهج الأزهر الشريف، التي ترسخ لمبدأ المواطنة وتنشر الوسطية والسماحة والاعتدال والتعايش بين الأديان والمختلفة، مؤكدين أن أوراق البحث المقدمة خلال الجلسة، أزالت سوء الفهم لآيات القرآن الكريم، التي تؤكد سنة الاختلاف بسبب التفسيرات الخاطئة للتنظيمات الإرهابية.
حضر الجلسة، المطران منير حنا أسقف الكنيسة الأسقفية في مصر وإفريقيا، ولنك بينز أسقف برادفورد التي يمثل المسلمون فيها أكبر الجاليات، والقس مارك مساعد رئيس أساقفة كانتربري لشؤون الحوار.
وأعرب المشاركون في الجلسة، عن امتنانهم لرعايته الحوار، الذي يهدف إلى بناء جسور التفاهم والثقة بين أبناء الأديان والحضارات المختلفة.